في تصريحات رأى فيها البعض تبرؤاً من سياسات سلفه الراحل إبراهيم رئيسي، وغزلاً ضمنياً لواشنطن، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس، في مؤتمره الصحافي الأول، إن إيران لم ترسل أسلحة إلى روسيا منذ توليه السلطة، مؤكداً أنه مستعد للتفاوض مباشرة مع واشنطن.
وتؤكد هذه التصريحات صحة خبر «الجريدة»، المنشور في 2 الجاري، الذي كشف أن بزشكيان أوقف في اللحظة الأخيرة إرسال قوات من الحرس الثوري إلى روسيا، وعقد اجتماعاً للمجلس الأعلى للأمن القومي تقرر فيه عدم اتخاذ أي خطوات متعلقة بالحرب الأوكرانية دون قرار واضح من المجلس، أو أوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وقال بزشكيان، في المؤتمر الذي عقده بمركز المؤتمرات في طهران بحضور مئات المراسلين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية، إنه مستعد لـ «إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا أثبتت فعلياً أنها ليست معادية»، مؤكداً أنه إذا «تمكن من حل الخلافات مع العالم بما فيها الاتفاق النووي فسيعيش الإيرانيون في ازدهار، وإلا فإن استمرار الوضع الاقتصادي بهذا الشكل سيجعله يسير من سيئ إلى أسوأ».
ودافع ضمناً عن قرار «التأجيل» حتى إشعار آخر، للرد الإيراني على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية بمنطقة محصنة في طهران نهاية يونيو الماضي.
وذكر بزشكيان أنّ «إسرائيل سعت عبر اغتيال هنية إلى جرّنا لحرب إقليمية، لكننا التزمنا ضبط النفس، ونحتفظ بحق الرد بالأسلوب والوقت المناسبين».
وكانت «الجريدة» كشفت أيضاً أن بزشكيان أقنع خامنئي بتأجيل الرد، وبعدم شن هجوم صاروخي ضد إسرائيل، بل الرد بالمثل على تل أبيب عبر عمليات أمنية أو عمليات اغتيال.
وبينما تبرّأ بزشكيان من إرسال إيران صواريخ فرط صوتية إلى جماعة الحوثي في اليمن، مؤكداً أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون، أمس الأول، ووصل إلى تل أبيب ليس موجوداً في إيران، أوضح أن «اليمنيين يملكون التقنية لإنتاج الصواريخ المتطورة بأنفسهم».
وتابع أن «الشخص يستغرق أسبوعاً للسفر إلى اليمن (من إيران)، فكيف يمكن أن يصل هذا الصاروخ إلى هناك؟».
في الوقت نفسه، شدد بزشكيان على أنه «لا نقاش في ضرورة التصدي للكيان الصهيوني وعدم السماح له بانتهاك القوانين الدولية والانسانية»، مؤكداً أن إيران تقف في جبهة واحدة مع اليمنيين وباقي شعوب المنطقة في مواجهة إسرائيل.
ورفض التخلي عن البرنامج الصاروخي الإيراني، قائلاً: «لدينا صواريخ فرط صوتية ونطلق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء، ولن نتخلى مطلقاً عن برنامج الصواريخ لحاجتنا لوسيلة الردع لحماية أمننا في منطقة تستطيع إسرائيل قصفها كل يوم»، مضيفاً: «إذا لم نملك صواريخ، فسيقصفوننا متى أرادوا، مثلما يحدث في غزة».
وكانت «الجريدة» كشفت، أمس الأول، أن واشنطن طالبت طهران بوقف برنامج الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، كأحد الشروط التي يجب على طهران الالتزام بها قبل العودة إلى المفاوضات النووية.
من ناحية أخرى، أكد بزشكيان أن العلاقة مع الصين «ممتازة»، لكنه تساءل عن عدم تنفيذ بعض الاتفاقيات الموقعة مع بكين.
وجدد التزامه بتحسين العلاقات مع دول الجوار والدول الإسلامية، قائلاً: «سنسعى إلى تعزيز العلاقات مع السعودية ومصر والأردن وسبق أن وجهت الدعوة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لزيارة طهران، وأتمنى أن تحصل»، مضيفاً أن «تركيا صديقة وجارة لنا، وثقافتنا وعقيدتنا ملتحمة ببعضها ويجب أن يكون هناك تنسيق بيننا، وأعتقد أن المسلمين إخوة ولا يجب أن تكون بينهم خلافات، وأرحب بتوطيد الأخوة بين الدول الإسلامية».