مصر تحذر إثيوبيا من العبث بالنيل وتدرس اتفاقاً عسكرياً مع إريتريا

توتر بين مقديشو وولاية جنوب غرب المؤيدة لأديس أبابا
• المجر: مصر تحمي أوروبا من المهاجرين غير الشرعيين

نشر في 17-09-2024 | 17:32
آخر تحديث 17-09-2024 | 20:04
وزيرا خارجية مصر والمجر في القاهرة أمس
وزيرا خارجية مصر والمجر في القاهرة أمس

في موقف يسلط الضوء على التوتر المتصاعد بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي، والذي اتسع أخيراً ليشمل الصومال، شددت مصر، اليوم على أنها «لن تتنازل عن قطرة مياه واحدة من نهر النيل»، وأنها «تراقب بدقة ما يحدث من عبث» في النهر من جانب إثيوبيا.

ورغم تأكيده على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لتشغيل وإدارة السد مع إثيوبيا، قال وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، خلال مؤتمر صحافي، مع نظيره المجري بيتر سيارتو في القاهرة اليوم: «تحدثنا عن الأمن المائي المصري، وأنه لا تفريط في قطرة مياه، لأن ما يرد إلينا سنوياً نعتمد عليه كلياً، ولا يكفي حتى 60 في المئة من احتياجاتنا السنوية».



من ناحيته، قال وزير الري هاني سويلم في «المنتدى العربي السادس للمياه» بأبوظبي، إن مصر تراقب بدقة ما يحدث من «عبث» في نهر النيل من إثيوبيا، موضحاً أن «تحركات وتصرفات إثيوبيا في بعض الأحيان غير مبررة وغير علمية، وأن هناك اضطرابا في عملية ملء سد النهضة وتشغيله». وتساءل: «لماذا تحتجز إثيوبيا مليارات الأمتار المكعبة من المياه وهي غير جاهزة لتوليد الكهرباء وتجعلها عرضة للتبخر؟».

وأكد أن «مصر تحملت الكثير ووضعت العديد من الحلول الفنية، ودائما تقابل بحجج واهية من الجانب الإثيوبي»، ذاكرا أنه لا يوجد رغبة من أديس أبابا في الوصول لاتفاق.

وشدد سويلم على أنه «لا يوجد مسار بديل للحفاظ على أمن مصر المائي عن مياه النيل، ولا تستطيع أن نتنازل عن متر مكعب واحد من تلك المياه».

وخلال محادثاته مع نظيره المجري بيتر سيارتو، تطرق عبدالعاطي للعديد من القضايا، منها الوضع في منطقة القرن الإفريقي، مشدداً على «وحدة الصومال والرفض الكامل لأي سياسات أحادية تنال من أراضيها»، في إشارة الى مذكرة التفاهم الموقعة بين اثيوبيا وإقليم صوماليلاند (ارض الصومال) الانفصالي لمنح اديس ابابا منفذا على البحر الأحمر، مقابل اعترفها باستقلال الإقليم عن مقديشو.

واعتبر سيارتو الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي أن مصر تعد أحد أهم ضمانات أمن أوروبا، وتمثل الستار الواقي لها من الهجرة غير الشرعية، قائلا إن «مصر تحمي أوروبا من المهاجرين غير الشرعيين، ومن دونها سنواجه مصاعب كبيرة».

وطالب عبدالعاطي بتوفير أقصى درجات ومستويات الدعم الاقتصادي والتنموي لمصر لمساعدتها في التعامل مع الأوضاع شديدة الصعوبة بسبب استضافتها أكثر من 10 ملايين لاجئ.

إلى ذلك، وفي أعقاب الزيارة المفاجئة، التي قام بها عبدالعاطي ورئيس المخابرات، اللواء عباس كامل، إلى إريتريا وتسليمها رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس إسماعيل أفورقي، تحدثت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية الناطقة بالانكليزية عن إمكانية إبرام اتفاق تعاون عسكري وتبادل معلومات استخباراتية بين القاهرة وأسمرة.

ونقلت «ذا ناشيونال» عن مصادر أن هذا الاتفاق سيتضمن أيضاً خطوات ثنائية لحماية الشحن في البحر الأحمر، الذي تعرض لاضطرابات كبيرة بسبب هجمات الحوثيين.

وبحسب التقرير الذي نشر امس، ناقشت مصر مع إريتريا إمكانية وساطة لإنهاء العداء المستمر منذ عقود بين أسمرة والمتمردين الانفصاليين بإثيوبيا المجاورة، حيث تشكل «جبهة تحرير شعب تيغراي» التهديد الأكبر لحكم رئيس الوزراء آبي أحمد.

في سياق متصل، أفادت تقارير اثيوبية وصومالية، بأن حكومة مقديشو أرسلت قوات لمدينة براوة الساحلية الأكبر بولاية جنوب غرب الصومال، كما ألغيت الرحلات الجوية الى مطار بيدوا في الولاية نفسها على خلفية تصاعد التوتر بين حكومة الفدرالية ورئيس ولاية جنوب غرب، الذي يعارض بشدة خطة نشر قوات مصرية لحفظ السلام بدل القوات، التي ينتهي تفويضها نهاية العام الجاري.

ونظمت الأسبوع الماضي تظاهرات مؤيدة لأديس أبابا ومعارضة للقاهرة في الولاية، وشارك فيها مسؤولون إقليميون، ما أثار توتراً في برلمان الولاية والبرلمان الاتحادي.

back to top