فنانون يحددون أوجه القصور في المسرح الكويتي
المسلم والمظفر وصفر تحدثوا في ندوة «المسرح الكويتي... الواقع والطموح»
في جلسة حوارية حول قضايا الفن والإعلام وخصوصاً المسرح الكويتي، تحدث الفنانون د. عبدالعزيز المسلم، وخالد المظفر، وعزيز صفر في ندوة بعنوان «المسرح الكويتي... الواقع والطموح» التي نظمها نادي رقي بمقر الملتقى الإعلامي العربي وأدارها الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، ماضي الخميس، بحضور فني وإعلامي وثقافي وأدبي وجماهيري، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه الفنانين على خشبة المسرح، كما تم تكريم الفنانين المشاركين في الحوار.
وقال الفنان د. عبدالعزيز المسلم إن أهم ما ينقص المسرح الكويتي تقديم محتوى فني هادف ورسالة تفيد المجتمع وترتقي به، كما يحتاج إلى تضامن من مؤسسات الدولة لبناء دور عرض تتسع لحجم العروض التي تنتجها الكويت سنويا من خلال انشاء مسارح تليق بقيمة الكويت الفنية، وتروج للسياحة الترفيهية والثقافية والفنية، وتقدم صورة مشرفة ومبهرة لزوار الكويت والمسرح الكويتي.
وأضاف المسلم أنه يجب أيضا على المجتمع المدني أن يتضامن من أجل دعم المسرح الكويتي من هيئات ومؤسسات وشركات وجمعيات خيرية من منطلق المسؤولية المجتمعية، إيمانا منهم برسالة المسرح في بناء الإنسان ووعيه وحسه الفني، مؤكدا دور وزارة التربية بشكل خاص في دعم تنشئة الأطفال على حب وتقدير الفن المسرحي من خلال إعادة المسرح المدرسي الذي يساهم في نبذ الطائفية، وزيادة التفاعل الطلابي، وتدريب الأطفال على المواجهة والخطابة والشجاعة والتعبير عن النفس وحب الفن وتقدير المسرح، لتخريج أجيال لديها القدرة على التعبير الفني، انطلاقا من قدرتها على التعبير عن نفسها أولا وتزكية الذائقة الفنية.
وقال الفنان خالد المظفر إن الضحك على خشبة المسرح واجب ومهمة قوية يعمل على إتقانها الممثل المسرحي الكوميدي، كما أنه ليس بالعمل السهل إنما جهد كبير يبذله الفنان حتى يقدم الضحكة الراقية والموظفة توظيفا دراميا صحيحا، مؤكدا أن الضحك لا يتنافى أبدا مع تقديم عمل مسرحي هادف ورسالة إيجابية تخدم المجتمع، فهو ليس مهمة مجوفة بل توصيل الرسالة الهادفة في إطار كوميدي ضاحك حتى يستفيد الجمهور ويستمتع في نفس الوقت من حضور العرض المسرحي والا فستكون النتيجة انه لن يحضر مجددا للفنان الذي لم يقدم له الفائدة نظير حضوره فيخسر الفنان جمهوره.
وحول المسرح السياسي أكد المظفر أن المناخ الاجتماعي والسياسي في حقب سابقة ساهم في ازدهار المسرح السياسي وتقديمه مساحة كبيرة من النقد والمواجهة، ليس على مستوى الكويت فقط بل على مستوى المنطقة بشكل عام، مما أنتج أعمالًا محملة بجرعة زائدة من المحتوى السياسي على خشبة المسرح، وهو ما لاقى نجاحا جماهيريا في ذلك الوقت، مضيفا أن البعض يطالب الدولة أن تنظر نظرة مغايرة للفنان والمسرح، وبالتالي يجب على الفنان نفسه أن يعيد النظر فيما يقدمه لكي يحصل على التقدير المطلوب.
وتحدث المخرج عزيز صفر عن أزمة النصوص قائلا: «ربما يغضب البعض من كلامي حين أقول إننا حقا نعاني أزمة نصوص مسرحية في الكويت، وهذا لا يعني عدم وجود نصوص، ولكن للأسف ان الكتابات الموجودة أغلبها سطحي ويعتمد إما على الهزل والضحك بدون هدف، أو على التراجيديا المغالى فيها كأنه يتعمد أن يجعل الجمهور يبكي لمجرد البكاء وليس من أجل معنى أعمق وهدف أكبر».
وأضاف صفر ان «المخرج يحتاج إلى كاتب ذي خيال واسع ونظرة فلسفية وحكمة بالحياة حتى يستطيع أن يقرأ في النص عمقا يساعده على إعمال الخيال والرؤية الإخراجية لما وراء النص، ولكن هذا يصبح مستحيلا مع نصوص ركيكة سطحية وحوارات مباشرة لا تعني أبعد مما يراه الجمهور، وهو ما يجعل العمل المسرحي هشا وغير فعال».
وحول المسرح السياسي قال: «يواجه المسرح السياسي صعوبة حاليا، لأنه في السابق كان الجمهور يحتاج إلى من يتبنى وجهة نظره ويعبر عنه في انتقاد مسؤول معين أو وضع سياسي خاطئ، أما الآن فقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي والسماوات المفتوحة فرصة لكل شخص أن يتابع المسؤول ويوجه له انتقادا مباشرا».