بحضور عدد من العائلات الكويتية ومجموعة من أبناء الجالية الصينية، احتفل المركز الثقافي الصيني في الكويت، بمهرجان منتصف الخريف الذي يُعقد في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن في التقويم الصيني، الذي يكون عادة في أواخر شهر سبتمبر أو أوائل أكتوبر في التقويم الغريغوري، وهو التاريخ الذي يقابل الاعتدال الخريفي في التقويم الشمسي، أي عندما يكون القمر في أكمل صوره ومستديرا.

وهذا العام، صادف مهرجان منتصف الخريف، أو مهرجان القمر 17 سبتمبر.

Ad

وقال الملحق الثقافي للسفارة الصينية ومدير المركز الذي تمّ افتتاحه العام الماضي، شيا جيان فنغ، في تصريح صحافي «دَعَونا الأطفال وطلاب المدارس الصينية ونظراءهم الكويتيين للتعرّف على هذا التراث الثقافي الشهير منذ آلاف السنين في الصين».

وأضاف «ان الشعب الصيني اعتاد خلال هذا المهرجان أن يتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء»، مشيراً إلى أن «الكويتيين لديهم شغف كبير بالتعرف على العادات والتقاليد الثقافية الصينية، وهذا ما لمسناه من ارتفاع أعداد المشاركين من العوائل الكويتية في فعالياتنا الثقافية، فهناك الكثير من الأمور المشتركة لنتقاسمها مع أصدقائنا الكويتيين».

وعن مدى تأثير الثقافة في العلاقات بين الشعوب، أكد شيا أن «الثقافة تعمل على تقوية العلاقات بكل أشكالها بين الدول على المدى الطويل»، لافتا إلى أن «الثقافة فقط لديها القدرة على تقوية العلاقات بين الشعوب وتعزيزها».

وفي كلمة ألقاها نيابة عن السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيان وي، عبّر شيا عن فرحه «في أول احتفال بمهرجان منتصف الخريف الذي يقام في المركز الثقافي الصيني بالكويت».

وتمّ خلال الفعالية عرض فيلم قصير عن مهرجان منتصف الخريف، كما أُلقيت بعض القصائد الشهيرة التي كتبها شعراء صينيون معروفون، وكل قصيدة تحكي قصة عن القمر، الذي هو رمز مهرجان منتصف الخريف، وهو أيضًا رمز للثقافة التقليدية الصينية.

وتضمّن الجزء الثاني من الفعالية صنع «كعك القمر» التقليدي من قبل الأطفال وأهاليهم.

ويعد كعك القمر أحد أشهر نجوم مهرجان منتصف الخريف، فهو لا يقل أهمية عن الديك الرومي في الاحتفالات كما هو الحال بالنسبة لعيد الشكر.

يُذكر أن «منتصف الخريف» أصبح احتفالًا رسميًا في الصين خلال عهد أسرة تانغ الحاكمة (618-907م)، ولكن لا توجد إجابة واحدة عن متى وكيف بدأ هذا الحدث السنوي.

ويعتقد الكثيرون أن هذا الاحتفال ذُكر للمرة الأولى في «كتاب الطقوس»، وهو كتاب كلاسيكي كتبه كونفوشيوس منذ أكثر من 2400 عام.

واليوم، يعد المهرجان تجمعًا عائليًا مهمًا، إذ يجتمع الناس والقمر ليشكلوا دائرة كاملة، كما يقول المثل القديم.

ومثله مثل العديد من الاحتفالات الثقافية، فإن المهرجان يكتنفه الكثير من الأساطير والفوانيس. وتروي إحدى أكثر القطع الفولكلورية المحبوبة - والمأساوية - قصة كيف أصبحت امرأة تدعى تشانغ إي «إلهة القمر».

ووفقًا للأسطورة، فبعد أن أسقط الرامي الصيني الأسطوري هو يي بشجاعة 9 شموس فائضة - تاركًا شمسًا واحدة فقط، ما أدى في الواقع إلى حماية العالم من الاحتراق الكامل، حصل على إكسير من السماء كمكافأة.

وشربت زوجة هو يي، تشانغ يي الإكسير بينما كانت تحميه من أحد المتدربين الجشعين، ولكنها أصبحت خفيفة لدرجة أنها طارت إلى القمر.

وفي ظل افتقاده زوجته، أعد هو يي وليمة كل عام في اليوم الذي يكون فيه القمر في أوج اكتماله، على أمل أن يلمح ظل زوجته.