ما إن وطئت أقدام العولمة أبواب عالمنا العربي وتغلغلت الثورة التكنولوجية، حتى انتابنا شعور فريد من نوعه، فقد رأينا أنفسنا مبحرين في بحر من المعلومات لا حدود له، ابتدأت فترة التطور المذهل في عالم المعلومات والأخبار، فأصبحت خاضعة لسرعة النقل، تتبعها سرعة تفاعل المواطن مع الخبر.
ففي المجال الأكاديمي يقال إن الوثيقة المكتوبة هي الخبر، أما في الإعلام الرقمي الحديث فالصورة هي الخبر، فتنقل آلاف الكلمات وتسهم في تشكيل الرأي العام والتأثير عليه سلبا أحيانا وإيجابا أحيانا أخرى... وهذا التفاعل مع الصور يعزز دور الإعلام المؤثر، حتى أصبح الفرد يقوم بدور الصحافة والنشر أي «مؤرخ اللحظة»، بصوت وصورة.
وأصبحت الصورة دليلا للباحث عن المعلومة للوصول الى ملامح المعرفة، واليوم ومع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي تزداد أدوات العولمة حدة، مسببة تضخيم الأحداث وتداخل الحقائق، ومؤثرة في صياغة الخبر قبل ولوجه الى منصات التواصل الاجتماعي.
ولا شك بعد ذلك كله في أننا أمام اجتياح تقني ومعلوماتي للعالم أجمع، الأمر الذي ساهم في نقل القرى والمناطق النائية إلى الأضواء حتى أصبحت محط الأنظار، وما إن حدث فيضان هنا أو زلزال هناك حتى وجدنا سعي الإعلام الرقمي في إنشاء الرابط الإنساني بين الأفراد لدعم المساعدات الإنسانية، عالمنا العربي اليوم أصبح تحت الأضواء ومحط الأنظار، والمواطن العربي ينتابه الشعور بالغربة وهو يحتفظ بالذاكرة السمعية لصوت «الترانزستور» الذي فتح أمامه الطريق للولوج الى قضاياه من كل حدب وصوب.. وينظر اليوم في الجوال فتغمره مشاعر الشوق ليمخر من خلالها عباب البحر الفضائي والأمواج التقنية ليعود بالنهاية الى موطنه. وللحديث بقية.