إسرائيل تضم «جبهة لبنان» إلى أهداف حرب غزة
نتنياهو يأمل توسيع حكومته وتقويتها و«حماس» غير مستعجلة وقف إطلاق النار في القطاع
رغم سيل التحذيرات الإقليمية والدولية وحتى الداخلية التي تطالب الائتلاف اليميني المتشدد الحاكم في الدولة العبرية بلجم التصعيد ومنع تحويل حرب غزة المتواصلة منذ 11 شهراً إلى مواجهة كبرى، وسَّع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهدافه المعلنة للحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، لتشمل عودة مواطنيه بأمان إلى منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان وسط تقارير متواترة عن عزمه الإطاحة بوزير الدفاع يوآف غالانت.
وأفاد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي بأن المجلس السياسي الأمني صدّق على أهداف الحرب المحدثة لتشمل إعادة سكان المناطق المتأثرة جراء هجمات «حزب الله» بالشمال إلى بيوتهم عقب اجتماع عقد ليل الاثنين ـ الثلاثاء.
وتزامن ذلك مع تسريبات عن قرب إتمام اتفاق بين نتنياهو والوزير السابق رئيس حزب «اليمين الرسمي» جدعون ساعر، لتوسيع ائتلاف الحكم وانضمام ساعر له بديلا لغالانت، والإعلان عن الاتفاق الذي من شأنه أن يطيل العمر الافتراضي لحكومة نتنياهو الحالية.
ومن شأن إضافة كتلة ساعر، التي تشغل 4 مقاعد في الكنيست، إلى الحكومة الائتلافية تعزيز موقف نتنياهو السياسي، لأنه سيكون أقل اعتماداً على كل من شركائه الآخرين.
كما يمكن أن يخفف هذا أزمتين سياسيتين يواجههما نتنياهو، هما إقرار موازنة الدولة وقانون التجنيد الجديد الذي سيقبله شركاؤه من المتزمتين دينياً في الحكومة الرافضين لانضمام طلاب المعاهد الدينية للجيش.
لكن على الجهة المقابلة أججت التسريبات عن احتمال الإطاحة بغالانت الذي يتخذ خطا مستقلا ضد نتنياهو مخاوف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من انفلات الأوضاع الإقليمية، كما أثارت موجة انتقادات داخلية.
وفي حين ذكرت مصادر مطلعة على المحادثات الأميركية ــ الإسرائيلية، أن واشنطن حذرت إسرائيل من المخاطرة بدخول صراع إقليمي أوسع وأطول أمداً إذا ما وسّعت الصراع على الجبهة اللبنانية، لتحقيق هدف إعادة السكان إلى المستوطنات الحدودية. وتحدثت تقارير عبرية عن تشكل قناعة لدى المسؤولين الأميركيين الأمنيين بأن مواجهة واسعة بين إسرائيل والحزب اللبناني يمكن أن تكون الحل وتؤدي إلى تغيير الوضع الأمني، وبروز خيبة أمل بإمكانية حل القضية دبلوماسياً بعد 11 شهرا من الجهود والوساطة.
وبينما نقلت أوساط عبرية عن مسؤولين مطالبة الحكومة لجميع المستويات بالاستعداد لـ«حملة طويلة في الشمال من شأنها أن تكلفنا ثمناً باهظاً لإعادة السكان وإبعاد الحزب اللبناني المدعوم من إيران عن الحدود، مع تجنب ما حدث في غزة بوضع أهداف واضحة للعملية»، حذر ضباط إسرائيليون في تصريحات لـ«أيه بي سي» من أن عدم توقيع نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار مع «حماس» يدفع إلى «حرب كارثية محتملة مع حزب الله».
وجادل مسؤول بشأن رفضه تمسك نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة وسيناء، وهو ما قيل انه افسد الاتفاق المتبلور، بالقول: «إذا كان فيلادلفيا مهما للغاية فلماذا انتظرنا 8 أشهر للاستيلاء عليه».
ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نحن نخسر الحرب والردع والرهائن»، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي عالق بالقطاع الفلسطيني وغير قادر على تحقيق أحد الأهداف الأساسية للحرب».
ولفت إلى أن «أفضل ما يمكن أن نأمل فيه هو إعادة نحو 20 إلى 30 رهينة من أصل 100 في غزة»، معتبراً أن «الاستيلاء على الأنفاق وهدمها مشروع هندسي معقد جداً وقد يستغرق سنوات».
كما نقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين اعتقادهم أن «حماس» من غير المرجح أن تُهزم في الحرب الدائرة وتحدثوا عن قدرة الحركة على استعادة المدن «بعد ربع ساعة من انسحاب القوات الإسرائيلية» حيث لا يتصور أن تتمكن أن جهة فلسطينية معارضة من رفع سلاح في وجهها.
عدم استعجال
وغداة تأكيد زعيم الحركة بالقطاع يحيى السنوار الاستعداد لخوض حرب استنزاف طويلة، ألمح القيادي التاريخي بـ«حماس» خالد مشعل، إلى أن الأخيرة ليست في عجلة من أمرها لوقف إطلاق النار.
وقال مشعل المقيم بالدوحة إن «افتراض غياب حماس عن المشهد الغزاوي بعد انتهاء الحرب أمر خاطئ»»، مشددا على أن الحركة لن تتخلى عن مطالبها الرئيسية بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة بشكل كامل لإبرام الصفقة التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
السيسي وعبدالله الثاني
على الصعيد الدولي، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي، رفضهما التام لتصفية القضية الفلسطينية، أو تحويل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق غير قابلة للحياة بهدف تهجير الفلسطينيين، مشددين على ضرورة وقف الحرب بشكل فوري لإنقاذ قطاع غزة من المأساة الإنسانية التي يواجهها.
وأكد الزعيمان ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، كخطوة فورية يجب اتخاذها لحماية أمن المنطقة ومنع توسع دائرة الصراع.
وجاء ذلك عشية استضافة الأردن اجتماع لجنة عربية إسلامية مكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة.
كما أتت قبل ساعات من بدء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إقليمية تعد العاشرة منذ اندلاع الأزمة، وستكون الأولى التي لا تشمل إسرائيل.