الأمير يدشن دخول الكويت عالم «أبحاث الفضاء»
سموه أعرب خلال حفل إطلاق المركز عن فخره بمن نذروا أنفسهم للعلم ورفع شأن وطنهم
• رعاية البحث العلمي وتعزيز الهوية الوطنية من أسس رؤيتنا واهتماماتنا في عصر سريع التطور
• نستذكر بالاعتزاز رؤية الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بإرساء ثقافة تكنولوجية من أجل كويت مستدامة
• نسعى لخلق بيئة علمية ترتكز على أحدث وسائل البحث العلمي وتساهم في تطوير قدرات أبناء الوطن
• العطاء المستمر لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي وحرصها على رفع كفاءة المبدعين محل إشادتنا
• بعزيمة المبدعين تتحقق طموحاتنا بأن نكون في طليعة المتقدمين في البحث العلمي وخدمة الإنسانية
أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد رعاية البحث العلمي كأساس من أسس التقدم واهتمامات الكويت في عصر يتسارع فيه التطور عصر الذكاء الاصطناعي والطاقة البديلة وعلوم الفضاء، مشددا على ترسيخ مكانة الكويت على خريطة الإنجازات العلمية والتقنية إقليميا ودوليا.
ووجّه سموه المعنيين في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي إلى الاستمرار في استقطاب الكفاءات الوطنية المتميزة بالتخصصات المتنوعة وبذل الجهود الدؤوبة الهادفة إلى وضع الكويت في مصاف الدول الرائدة في المجالات العلمية والتكنولوجية، لاسيما قطاع الفضاء.
استمروا في استقطاب الكفاءات الوطنية المتميزة في مختلف التخصصات
جاء ذلك خلال رعاية سموه وحضوره، صباح أمس، حفل الإعلان عن مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء الذي أقيم بقصر بيان.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، وكبار المسؤولين بالدولة.
ووصل سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل مديرة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، د. أمينة فرحان، وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة.
وقد اطّلع سموه على معرض صور من القمر الصناعي الكويتي، واستمع إلى شرح تفصيلي من مديرة المشروع الوطني للقمر الاصطناعي د. هالة الجسار.
وألقى سموه، كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «يسعدنا أن نلتقي بكم بمناسبة إطلاق مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء وتكريم كوكبة من المبدعين والمشرفين عليهم، مؤكدين اعتزازنا بالباحثين والمبدعين والمتميزين من أبناء وطننا العزيز الذين نذروا أنفسهم لخدمة العلم ورفع شأن كويتنا الغالية».
رسخوا مكانة الكويت على خارطة الإنجازات العلمية لاسيما في قطاع الفضاء
وأكد سموه أن «رعاية البحث العلمي أساس من أسس التقدم واهتمامات الكويت في عصر يتسارع فيه التطور عصر الذكاء الاصطناعي والطاقة البديلة وعلوم الفضاء»، مشيرا إلى «أن رعاية البحث العلمي أصبحت جنبا إلى جنب مع تعزيز الهوية الوطنية وترسيخها من أسس رؤيتنا»، مستذكرا بالاعتزاز «رؤية الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - طيّب الله ثراه - بإرساء ثقافة علمية وتكنولوجية وابتكارية مزدهرة من أجل كويت مستدامة».
ابنوا قدرات وطنية قادرة على تصميم وإدارة وتشغيل المشاريع الفضائية
قدرات أبناء الوطن
وأضاف سموه «إننا نسعى لخلق بيئة علمية ترتكز على أحدث وسائل البحث العلمي وتسهم في تطوير قدرات أبناء الوطن في جميع المجالات العلمية، لاسيما علوم الفضاء»، مشيدا بـ «العطاء المستمر لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي وحرص إدارتها وكافة منتسبيها على رفع كفاءة المتميزين والمبدعين في ظل متطلبات عصرنا المتسارعة وتطلعاتنا المستقبلية».
ووجّه سموه المعنيين في هذه المؤسسة العلمية العريقة إلى الاستمرار في استقطاب الكفاءات الوطنية المتميزة في التخصصات المتنوعة، وبذل الجهود الدؤوبة الهادفة إلى وضع الكويت في مصافّ الدول الرائدة في المجالات العلمية والتكنولوجية، لاسيما قطاع الفضاء، داعيا إلى بناء قدرات وطنية قادرة على تصميم وإدارة وتشغيل المشاريع الفضائية الكويتية، وخصوصا بعد نجاح إطلاق القمر الاصطناعي الكويتي الأول (كويت سات 1) إلى الفضاء مطلع عام 2023 وترسيخ مكانة الكويت على خريطة الإنجازات العلمية والتقنية إقليميا ودوليا.
أمينة فرحان: المركز يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية عن طريق بناء القدرات وخوض غمار الأبحاث
ووجّه سموه رسالة لهذه الكوكبة المتميزة من أبناء وطننا العزيز، قال فيها: «سيروا على بركة الله في دروب العلم بعزيمة قوية وخطى وثّابة تتحقق بكم طموحاتنا الكبيرة وآمالنا العريضة بأن تكون الكويت في طليعة الدول المتقدمة في البحث العلمي وخدمة الإنسانية».
وختم سموه كلمته، قائلا: «داعين الله أن يوفق الجميع لخدمة وطننا العزيز واستدامة تميزه ورفعته».
«رب همّة أحيت أمة»
من جهتها، ألقت مديرة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، د. أمينة فرحان، كلمة جاء في نصها: «رب همّة أحيت أمة»، فها نحن في مشهد إنشاء مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء، وفي هذا المشهد أستحضر تلك المقولة الأثيرة، مستشرفة همّة طلبة ائتلفت من ثلاث فرقٍ مع مشرفين بررة من أبناء الكويت الزاهرة ممن تطوعوا لبناء قمر اصطناعي.
وأضافت فرحان: في البدء كانت الكلمة، وفي البدء كانت الفكرة، فغدا الحلم حقيقة وأضحت الفكرة واقعا، فصار القمر وطار في الفضاء محلِّقا، فانتقل من الصورة إلى الصيرورة ومن السيرة إلى السيرورة، وغدا أعجوبة يرسل إلينا من الآيات البيّنات معرفة، ومن الصورِ أجلاها وأجملها عن كويت العطاء.
وأوضحت أن هذا المركز المزمع إنشاؤه يرمي إلى أصل عريض وبغية هي منية، ألا وهي تعزيز الهوية الوطنية عن طريق بناء القدرات وخوض غمار الأبحاث، فالهوية الوطنية غاية تنشد وهدف يُقصد وتجلّ من تجليات المقولة التي افتتحت بها كلمتي هذه «رب همّة أحيت أمة».
وتابعت: هذه الهمة انطلقت من أبحاث الأرض في علوم ومعارف، ثم أدارت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجهها شطر السماء والفضاء، لتصل أبحاث الأرض بأبحاث السماء، ولترسم اسم الكويت عاليا في فضاء المجد والتاريخ، مردفةً: ولنرى الكويت من عالم علوي بعيون كويتية وأيد أبية وهمم عليّة، أطلقت قمرها الاصطناعيَّ من قبل، وها هي الآن تنشئ مركزها، وما زال لديها الكثير لتقوله وتفعله.
حنين ووفاء
وقالت: وإذا ما رجعنا البصر أولا واسترجعنا شيئا من الذاكرة ثانيا، فإننا سنجد أن هذه المؤسسة إنما هي هدية من هدايا طيّب الذكر الشيخ جابر الأحمد، أنزل الله على قبرِه الرحمة والغفران، ومنقبة من مناقبه ومحمدة له باقية ما أقبل صبح وأدبر ليل لاهجة بذكرِه وشكره من قبل، وبذكر من يسير على دربه حبا ووفاء وانتماء - سمو الأمير «مشعل» الخيرِ والعطاء رئيس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي القائلِ عن طيب الذكر، وما أصدق ما قال: «الكويت هي البقاء والوجود»، حفظك الله لنا وللكويت أبا وسندا ومعلما مرشدا، اللهمَّ آمين.
ووجّهت الشكر كله لمن كان لهم سهم وفضل في تأسيس هذه المؤسسة والارتقاء بها من بعد، وبهذه الثلة الكويتية البحثية من البقية الصالحة التي أبت أن تقنع إلا بالتمام، تمام المجد والعلياء، وتمام التحليق في علوم الفضاء، لتنجلي الرؤية ويستوي المسلك. وأردفت: لنقول معا: نعم لتعزيز الهوية الوطنية ببناء القدرات واستثمار الطاقات وتطوير مناهج البحث والأدوات، مستطردة: فبحث في الأرض عن الأرض موجود، وبحث إلى الفضاء في الفضاء مقصود، وللإبداع قصة لا تنتهي، ولمسيرة المؤسسة إشراقات ننظر إليها باعتزاز وننتظر وليدها الجديد في كثير من التشوف والتشوق، وقد ارتضينا لهذا الوليد اسم «مركز الكويت الوطني لأبحاث الفضاء». وتم إهداء سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة.