تعرضت سيدة معروفة في الوسط الرياضي لحملة اتهامات تناولت ذمتها المالية، بعد الفشل التنظيمي الذي أصاب مباراة الكويت والعراق، مما أدى إلى إصدارها بياناً تنفي فيه صلتها بهذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، وتعلن نيتها اللجوء إلى القضاء.
ذلك البيان الذي أصدرته الأخت الرياضية جاء ليذكر مرة أخرى كم هي بعيدة بعض الأخبار المنتشرة، خصوصاً في وسائل التواصل، عن الأمانة والمسؤولية وأحكام الشريعة الإسلامية، فأصبحت أقرب إلى فوضى الإدانة دون محاكمة، وإلى الاغتيال المعنوي للأشخاص.
وليت تلك الأخبار قامت بنقل الأحداث دون أن تسيء أو تدين أحداً، كما تقتضي الأمانة ومراعاة القانون والخوف من الله.
فمعروف في الإسلام أن «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، وأن «من عيّر مسلماً بما ليس فيه سقاه الله من عصارة أهل النار»، وأن «حرمة المسلم أعظم عند الله من الكعبة المشرفة»، وكل هذا ثابت بالأحاديث الصحيحة، ولكن سرطان الإساءة والتشويه وإلغاء الآخر واغتياله معنوياً انتشر بسبب اعتناق البعض للفكرة العلمانية بحريّة الرأي المطلقة وغير المقيدة، وعدم الخوف من الله في كرامات الناس وأعراضهم.
ومن المؤسف أيضاً أن نلاحظ انتشار مثل هذا الفحش في الأقوال والردود بين المتحاورين في مختلف القضايا اليومية المطروحة، حتى وصلت الجرأة بالبعض إلى الاتهام بالعمالة، وإخراج الآخر من الوطنية، وإلصاق المسميات المنفرة، وذلك بدلاً من النقاش العلمي، حيث يدلي كل طرف بأدلته وحججه بكل موضوعية دون الإساءة إلى الأشخاص وكرامتهم وأمورهم الشخصية.
ومع الأسف، وصلت هذه الآفة إلى بعض الدعاة والإسلاميين، فشاهدنا وسمعنا من يرمي مخالفيه بشتى المسميات والألقاب والتصنيفات بسبب اختلاف في الرأي السياسي أو مسائل شرعية الخلاف فيها وارد، حتى وصل الأمر إلى اتهام الآخر بالصهيونية وبالعمالة، أو بالخروج على ولي الأمر وإخراجه من الإسلام أو من إطار أهل السنّة والجماعة أو من السلف الصالح، ومن المؤسف أن ينال هذا التصنيف من دعاة وأساتذة معروفين بالتزامهم الشرعي ومكانتهم في كلية الشريعة واتباعهم لسيرة السلف الصالح.
ولا شك عندي في أن هذه التصنيفات لن تدمر العمل الدعوي والخيري والرياضي فحسب، بل ستدمر العمل السياسي والحكومي والاقتصاد وصلة الرحم... والله المستعان.