لعل المرء يتعجب إذا تصادف وجوده في البرازيل مع الاحتفال بمهرجان «أكتوبرفست»، لكن ما الذي جاء بهذا المهرجان الألماني إلى البرازيل من الأساس؟

يرجع الأمر إلى توافد الألمان على البرازيل على مدى القرنين الماضيين، أساساً، للبحث عن حياة أفضل بعد تدهور المحاصيل الزراعية، وأيضاً في أعقاب الحروب النابليونية.

Ad

واحتضنت البرازيل أولئك المهاجرين، وقدمت حوافز مالية وأدوات زراعية وبذوراً لمن يريد منهم أن يزرع الأرض، خصوصاً في منطقة الجنوب.

وتقول القنصل العام الألماني بمدينة ساوباولو، مارتينا هاكلبيرغ، إن نحو 6 ملايين برازيلي (أي ما نسبته 3 بالمئة من السكان) يتحدرون من أصول ألمانية.

ويوضح المؤرخ والأستاذ الجامعي، البروفيسور مارتن دريهر، في لقاء نقلته وكالة الأنباء الألمانية أمس، أنه قبل قرنين من الزمان جاء إلى البرازيل ما يتراوح بين 300 و400 ألف من المتحدثين باللغة الألمانية، في سلسلة موجات من الهجرة.

ولم تقتصر جنسية أولئك المهاجرين على الألمانية، بل جاء معهم أيضاً ألمان روس وأيضاً من سكان الإمبراطورية النمساوية المجرية.

وجلب القادمون الجدد معهم تقاليدهم، وأنشأوا نوادي للغناء والرماية وألعاب الجمباز، وحرصوا على إحياء مهرجان «أكتوبرفست»، حيث كان يقام ثاني أكبر مهرجان له بالعالم في مدينة بلوميناو جنوب البرازيل.

وتشير دراسة لمعهد مارتيوس ستادن الذي يروج للتبادل الثقافي بين ألمانيا والبرازيل، إلى أن جميع مصانع الجعة الأولى في البرازيل تقريباً كانت ذات أصل ألماني.