ارتفعت أسعار النفط، اليوم، بعد خفض كبير لأسعار الفائدة الأميركية، لكن المخاوف القائمة بشأن الطلب العالمي حدّت من المكاسب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر 36 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 74.01 دولارا للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم الأول 34 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 71.15 دولارا للبرميل.
وتعافى الخامان القياسيان بعد هبوطهما في التعاملات الآسيوية المبكرة.
وكان سعر برميل النفط الكويتي قد ارتفع 17 سنتا ليبلغ 74.71 دولارا للبرميل في تداولات يوم أمس، مقابل 74.54 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وخفض «المركزي» الأميركي أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية أمس، وعادة ما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تعزيز النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة، لكن السوق استقبلت هذا الخفض على أنه علامة على شح في سوق العمل، مما قد يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد.
وقال محللون في بنك إيه. إن. زد، في مذكرة «بينما يشير خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس إلى وجود تحديات اقتصادية كبيرة قادمة، فإن المستثمرين المتشائمين لم يشعروا بالرضا بعد أن رفع المركزي الأميركي توقعاته متوسطة الأجل للأسعار».
كما استمر ضعف الطلب في الصين الناتج عن التباطؤ الاقتصادي في التأثير سلبا على الأسواق.
وأظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الصيني أن إنتاج مصافي النفط في الصين انخفض للشهر الخامس على التوالي في أغسطس. كما تباطأ نمو الناتج الصناعي في الصين إلى أدنى مستوى في 5 أشهر الشهر الماضي، وواصلت مبيعات التجزئة وأسعار المساكن الجديدة تراجعها.
وتترقب الأسواق الأحداث في الشرق الأوسط بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكية تستخدمها جماعة حزب الله اللبنانية، الأربعاء، بعد يوم من انفجارات مماثلة لأجهزة اتصال لاسلكية (بيجر).
وقالت مصادر أمنية إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو المسؤول عنها، لكن المسؤولين الإسرائيليين لم يعلّقوا على الانفجارات.
ويقول محللون في «سيتي بنك» إنهم يتوقعون عجزا في سوق النفط بنحو 0.4 مليون برميل يوميا لدعم أسعار خام برنت في نطاق 70 إلى 75 دولارا للبرميل خلال الربع القادم، لكن ذلك سيكون مؤقتا.
وأظهرت بيانات مبادرة البيانات المشتركة (جودي)، اليوم، أن صادرات الخام السعودية انخفضت في يوليو إلى أدنى مستوى لها في نحو عام.
وبلغت صادرات المملكة من النفط 5.741 ملايين برميل يوميا في يوليو، وهو أدنى مستوى لها منذ أغسطس 2023، والسعودية هي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.
واتفق منتجو النفط في تحالف أوبك+ هذا الشهر على تأجيل زيادة الإنتاج التي كان مخططا لها في شهري أكتوبر ونوفمبر، وقالوا إنهم قد يلجأون إلى تأجيل الزيادات لفترة أطول أو إلغائها تماما إذا لزم الأمر.
وانخفضت صادرات النفط الخام السعودية في يوليو بنحو 5.1 بالمئة، مقارنة مع صادرات يونيو البالغة 6.047 ملايين برميل يوميا.
في الوقت نفسه، ارتفع إنتاج السعودية إلى 8.941 ملايين برميل يوميا من 8.830 ملايين.
لكنّ البيانات أظهرت أن استهلاك المصافي السعودية من الخام هبط 0.026 مليون برميل يوميا إلى 2.397 مليون، في حين زاد حرق الخام المباشر 211 ألف برميل يوميا إلى 769 ألفا.
وتقدم السعودية وأعضاء آخرون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أرقام الصادرات الشهرية إلى مبادرة جودي التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.
وخفضت الرياض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا (تحميل أكتوبر) إلى أدنى مستوى في نحو 3 سنوات، بسبب مخاوف من ضعف الطلب في المنطقة.
وفي الشهر الجاري، خفضت «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما لنمو الطلب على النفط في 2024.
وألقت المخاوف بشأن الطلب الصيني بظلالها على التوقعات، وأظهرت بيانات رسمية أن استهلاك مصافي النفط بالصين انخفض للشهر الخامس في أغسطس 6.2 بالمئة على أساس سنوي.