«أبوالهول الثاني» يخضع لعملية ترميم
يُعد تمثال أبوالهول من أشهر المعالم التاريخية في مصر، ويرجع ذلك إلى مظهره الفريد وموقعه المميز بالقرب من أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا. لكن قد لا يعلم الكثيرون أن هناك نسخاً عديدة أخرى من «أبوالهول» في مصر، وإن كانت بأحجام أصغر، من بينها واحد موجود في منطقة ميت رهينة بمحافظة الجيزة، والذي يخضع حالياً لعملية ترميم.
وفي خطوة تستهدف الحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي، بدأت وزارة السياحة والآثار، ممثلة بالمجلس الأعلى للآثار، أعمال الترميم الدورية لتمثال أبوالهول المعروض في الحديقة المتحفية بمنطقة آثار ميت رهينة بمحافظة الجيزة، التي تحتضن أهرامات الجيزة، وتمثال أبوالهول الضخم، الذي يعرفه كل عشاق الحضارة الفرعونية حول العالم.
أعمال الترميم
وفيما يتعلق بأبوالهول الموجود في ميت رهينة، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل، إن أعمال ترميم التمثال تأتي ضمن أعمال الترميم الدورية التي تخضع لها جميع القطع الأثرية المعروضة بالحديقة المتحفية للمنطقة، بما يسهم في الحفاظ عليها من عوامل الزمن، مؤكداً أن أعمال الترميم ستشمل تثبيت ما تم من أعمال ترميم سابقة خلال تسعينيات القرن الماضي للأنف والقدم، والتي تساقطت عدة مرات بفعل الزمن وعوامل التعرية.
أبوالهول الثاني
ويُعد هذا التمثال ثاني أكبر تماثيل أبوالهول ضخامة، بعد التمثال الموجود في منطقة أهرامات الجيزة، لذا يُعرف لدى المصريين بـ «أبوالهول الثاني»، وعثر عليه عالم الآثار البريطاني فلندرز بتري أثناء أعمال الحفائر التي أجراها في حرم معبد بتاح بالمنطقة الجنوبية الشرقية لمنطقة ميت رهينة، وهو مصنوع من الألباستر، ويرجع إلى عصر الأسرة الفرعونية الـ 18، ثم أُعيد استخدامه في عصر الرعامسة.
مخلوق أسطوري
وأبوالهول عموماً تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان، والنسخة الأشهر منه والأكبر حجماً الموجودة عند أهرامات الجيزة، تم نحتها من الحجر الكلسي. ومن المرجح أن هذا التمثال كان في الأصل مُغطى بطبقة من الجص وملوَّن، ولا تزال آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه.
ويقع تمثال أبوالهول الشهير فوق هضبة الجيزة على الضفة الغربية من نهر النيل، ويُعد حارساً للهضبة. وهو أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة تاريخياً، يبلغ طوله نحو 73.5 متراً، ضمنها 15 متراً طول قدميه الأماميتين، وعرضه 19.3 متراً، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض 20 متراً إلى قمة الرأس. ويُعتقد أن قدماء المصريين شيَّدوه في عهد الملك خفرع (2558 ق.م -2532 ق.م)، باني الهرم الأوسط في الجيزة.
الاتجاهات الأصلية
ويُعتقد أيضاً أن تمثال أبوالهول كان محجراً قبل أن يفكر الملك خفرع في نحته على شكل تمثال، ولأنه ينظر بعينيه جهة الشرق، فقد تم تغيير الجهات الأصلية في القرن الماضي لتوافق نظر أبوالهول!