شتان ما بين الأمس واليوم، وما بين التمسك بالقيم والعادات والتقاليد والتقليد الأعمى والانضواء تحت مظلة الخروج عن الأعراف المتعارف عليها في جميع السلوكيات، ومنها القيم والمبادئ السامية التي لا يمكن الانسلاخ عنها أو خلعها وفقا لمعطيات البعض غير الأخلاقية الذين تجردوا من الحياء، وتحولوا إلى مجرد أجساد تنقاد من هنا وهناك، وهؤلاء من السهل أن يرتدوا الأقنعة في كل يوم فتجدهم مجرد أشكال بأصناف مختلفة وحسب الأدوار المطلوبة منهم.
ومع الأسف الشديد أصبح بعضهم لا يفرق اليوم بين الحلال والحرام بانقيادهم كقطيع أغنام دون أن يبدوا أي اعتراض أو رفض أو اتخاذ قرار، وهؤلاء تجدهم في مواقع وبلدان مختلفة سقطوا تحت وطأة الغزو الفكري المتخلف الذي لا يميز بين الخطأ والخطيئة، بل هناك من يعتبرها من باب التحرر رغم أنها تخضع لعدة مسميات خارجة عن السلوكيات السليمة والصحيحة بعد أن غابت الغيرة عن أخلاقهم.
وهناك من انساق تحت وسيلة الظهور بصورة البطل المغوار في ممارسات شاذة ضد بعض الأبرياء بالتقليل من شأنهم أو ممارسة أساليب التنمر والاستهانة لمجرد أنهم أقل شأنا منه أو مالا أو منصبا وظيفيا وغيرها، بل هناك من تجده يمارس ضعف شخصيته بسب الضعفاء وقذفهم أمام الملأ أو في الشوارع والطرقات، أو محاولات استدراجهم إلى فخ الرد عليه حتى يتحول الى حمل وديع ليبدأ بحملة لمناصرته من الأغبياء الذين لا يعلمون حقيقته وأخلاقياته، والطامة الكبرى أن هذه السلوكيات أصبحت أشبه بالعدوى التي تنتشر بين الآخرين لتتمدد وتشكل سلوكا مزعجا في مجتمعاتنا المسلمة والمحافظة كما يفترض. وهذه الحالة الخطرة تحتاج إلى رصد ومحاسبة وعلاج جذري ومقررات دراسية حتى لا تزداد أعداد الضحايا بعدوى الخروج عن الأخلاق، فهناك من يرفضون ذلك ويعتبرونه أمراً مباحا ويدعمون هذه الشراذم لأنهم في حقيقة الأمر يعانون الداء نفسه، لكنهم يخشون من الظهور رغم أنهم يمارسونها في الخفاء.
إن التقليل من شأن هذه الأمور سيعظم الأمور في القادم من الأيام وسيفلت من بين يدي المختصين وسيزداد الضحايا والمصابين بعدوى عدم المرءوة والأخلاق وغيرها من المسميات التي تندرج من هذا الباب الواسع.
آخر السطر: يخرجون لك بصور متعددة رغم أنهم خلعوا ثوب الحياء.