هل نجحت واشنطن في إبعاد الهند عن روسيا؟
نيودلهي ترفض شراء الغاز الروسي وتتغاضى عن بيع ذخائر هندية لكييف
في استجابة كبيرة لجهود الولايات المتحدة الحثيثة لإبعاد الهند عن روسيا حليفتها التاريخية وضمها إلى جهودها في مواجهة الصين في آسيا، واصلت الهند عملية غير معلنة لبيع ونقل قذائف المدفعية إلى أوكرانيا، قبل أن تقرر الامتناع عن شراء الغاز الروسي المسال.
وفي خضم التوغل التاريخي داخل أراضي روسيا، كشف 11 مسؤولاً من حكومات وقطاع الدفاع بالهند وأوروبا وتحليل أجرته «رويترز» لبيانات جمركية، أن قذائف مدفعية باعتها شركات أسلحة هندية عبر عملاء أوروبيين لأوكرانيا، دون أن تتدخل حكومة ناريندرا مودي لوقف ذلك على الرغم من احتجاجات الكرملين.
وبينما أفادت المصادر والبيانات بأن نقل الذخائر لدعم دفاع أوكرانيا أمام روسيا مستمر منذ أكثر من عام، قال ثلاثة مسؤولين هنود إن الكرملين أثار القضية مرتين على الأقل، إحداهما خلال اجتماع عُقد في يوليو الماضي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار.
وتقضي لوائح تصدير الأسلحة الهندية بأن يقتصر استخدام الأسلحة على المشتري المعلن، الذي يمكن منع المبيعات المستقبلية له في حالة حدوث عمليات نقل غير مصرح بها.
وأفاد مسؤول إسباني وآخر هندي وثالث تنفيذي كبير سابق في شركة يانترا الهندية المملوكة للدولة، والتي تستخدم أوكرانيا ذخائرها، بأن من بين الدول الأوروبية التي ترسل ذخائر هندية إلى أوكرانيا إيطاليا وجمهورية التشيك التي تقود مبادرة لإمداد كييف بقذائف مدفعية من خارج الاتحاد الأوروبي.
وفي ضربة ثانية قلبت خطط الكرملين لتوسيع صادرات الوقود رأساً على عقب، أعلن وزير النفط الهندي هارديب بوري أمس، أن حكومته لن تشتري الغاز الطبيعي المسال من روسيا بسبب خضوعه لعقوبات الولايات المتحدة.
وتكافح منشأة «أركتيك 2» الروسية للغاز المسال للعثور على مشترين، وقامت بتصدير خمس شحنات منذ أغسطس على سفن الأسطول المظلم، ولكن الوقود لم يصل إلى أي دولة بعد.
وفي حين أن نيودلهي لن تشتري من مشروع «أركتيك 2»، فإن بعض الشركات الضالعة في تقديم الدعم للأسطول المظلم الذي يصدر الوقود من المنشأة فوق الدائرة القطبية الشمالية، متمركزة في ولاية ماهاراشترا غرب الهند.
وفي تفاصيل الخبر:
في وقت تبذل الولايات المتحدة جهوداً حثيثة لاستمالة الهند الى جانبها في آسيا بصفتها ثقلاً موازناً ومنافسا قوياً للصين، رصد محللون تغيرا في سلوك الهند تجاه خليفتها التقليدية روسيا، حيث باعت قذائف مدفعية إلى أوكرانيا، ورفضت شراء الغاز الطبيعي المسال الروسي بسبب خضوعه للعقوبات الأميركية.
وأشار 11 مسؤولاً من حكومات وقطاع الدفاع بالهند وأوروبا وخلص تحليل أجرته وكالة «رويترز» لبيانات جمركية إلى أن قذائف مدفعية باعتها شركات أسلحة هندية حولها عملاء أوروبيون إلى أوكرانيا، وإن نيودلهي لم تتدخل لوقف ذلك على الرغم من احتجاجات موسكو.
وبحسب المصادر والبيانات، فإن نقل الذخائر لدعم دفاع أوكرانيا أمام روسيا مستمر منذ أكثر من عام. وتقضي لوائح تصدير الأسلحة الهندية بأن يقتصر استخدام الأسلحة على المشتري المعلن، الذي من الممكن منع المبيعات المستقبلية له في حالة حدوث عمليات نقل غير مصرح بها.
وقال ثلاثة مسؤولين هنود إن الكرملين أثار القضية لمرتين على الأقل، إحداهما خلال اجتماع عقد في يوليو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار.
وكشفت «رويترز» للمرة الأولى عن تفاصيل عمليات تحويل الذخيرة. وأفاد مسؤول إسباني وآخر هندي ومسؤول تنفيذي كبير سابق في شركة يانترا الهندية المملوكة للدولة تستخدم أوكرانيا ذخائرها، بأن من بين الدول الأوروبية التي ترسل ذخائر هندية إلى أوكرانيا إيطاليا وجمهورية التشيك التي تقود مبادرة لإمداد كييف بقذائف مدفعية من خارج الاتحاد الأوروبي.
وفي يناير، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، في مؤتمر صحافي، إن الهند لم ترسل أو تبع قذائف مدفعية لأوكرانيا.
وعلى هامش مؤتمر غازتك في هيوستن، أعلن وزير النفط الهندي هارديب بوري أن حكومة ناريندرا مودي لن تشتري الغاز الطبيعي المسال من مشروع في روسيا خاضع لعقوبات من الولايات المتحدة.
وقال بوري: «إذا كان الغاز الطبيعي المسال من روسيا من منشأة خاضعة لعقوبات فلن نشتريه. لا يوجد مشكلة في ذلك».
وتكافح منشأة «أركتيك 2» الروسية للغاز الطبيعي المسال، والتي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات العام الماضي، للعثور على مشترين، مما يقلب رأسا على عقب خطط موسكو لتوسيع صادرات الوقود.
وقامت المنشأة بتصدير خمس شحنات منذ أغسطس على سفن الأسطول المظلم ولكن الوقود لم يصل إلى أي دولة بعد.
وفي حين أن نيودلهي لن تشتري من مشروع «أركتيك 2»، فإن بعض الشركات الضالعة في تقديم الدعم للأسطول المظلم الذي يصدر الوقود من المنشأة فوق الدائرة القطبية الشمالية، متمركزة في ولاية ماهاراشترا بغرب الهند.
إلى ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة أمس من «مخاطر جسيمة» تهدد أوكرانيا خلال شتاء العام الجاري بعد تعرض بنيتها التحتية للطاقة لضغوط هائلة على خلفية الحرب الدائرة مع روسيا، مضيفة أن الشتاء المقبل سيكون «الاختبار الأشد حتى الآن» لشبكة الطاقة في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، أمس، إن حملة الضربات الجوية التي تشنها روسيا على شبكة الطاقة في أوكرانيا ربما تنتهك القانون الإنساني الدولي.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، أنها ستزور كييف اليوم الجمعة لتبحث مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، المساعدة في تزويد أوكرانيا بالطاقة قبل فصل الشتاء.
وقالت فون ديرلاين: «مع انخفاض درجات الحرارة، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لزيادة دعمه لأوكرانيا. نحن نستعد لفصل الشتاء معا».
وأضافت فون ديرلاين أن الاتحاد الأوروبي خصص مبلغاً إضافياً قدره 160 مليون يورو من عوائد الأصول الروسية المجمدة لمساعدة روسيا في إصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت وتوسيع الطاقة المتجددة وتمويل الملاجئ.
ميدانياً، أكّدت وزارة الدفاع الروسية أمس سيطرتها على قرية غيورغييفكا الواقعة بين بلدتَي مارينكا التي احتلتها نهاية 2023، وكوراخوفي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
وفي إطار سعيها لاحتلال مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الأوكراني، حققت روسيا مكاسب ميدانية في منطقة دونيتسك وسيطرت السبت على بلدة جيلان بيرش الواقعة على بعد عشرة كلم شمال غورغييفكا. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت أيضاً السيطرة على مدينة كراسنوغوريفكا، وهو أمر نادر الحدوث.
ورغم تأكيد المتحدث باسم القيادة الإقليمية الأوكرانية، أوليكسي دميتراخكيفسكي، توقف الهجوم المضاد في منطقة كورسك، أعلن قائد «قوات أحمد» الخاصة اللواء آبت أليودينوف أن روسيا سيطرت على قريتين في المنطقة الغربية الروسية التي تسيطر أوكرانيا على اجزاء منها.