مضى ما يقارب الأسبوعين منذ مباراة الكويت والعراق في استاد جابر الدولي، والتي صاحبتها أحداث أشبه بالفضيحة مسّت سمعة الكويت في الصميم، وصوّرتها، على غير حقيقتها، بغير القادرة على التنظيم، لتنفجر موجة غضب شعبي في الشارع الكويتي عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي، صاحب ذلك إجراءات رسمية على المستوى الحكومي انتهت إلى استقالة مستحقة وغير مأسوف عليها لمجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، كل ذلك يحدث ويسمع ليس في الكويت فقط بل على مستوى المنطقة وربما العالم، باعتبار أن المباراة المذكورة كانت دولية وتأتي ضمن التصفيات النهائية لكأس العالم، ورغم كل ما سبق، تبقى أنديتنا العتيدة، التي تشكل الجمعية العمومية للاتحاد، وهي الجهة الأهم والمعنية واجباً بهذه المهزلة تغط في سبات عميق و«عمك أصمخ»، وكأن ما حدث لا يعنيها، رغم أنها صاحبة الحق الأول في المحاسبة والمراقبة، لكن هيهات.

ولأنه لا شيء غريب على أندية «الخيبة والنكسات»، فقد بدأت سريعاً بعد إعلان مجلس الإدارة استقالته تعود إلى الحياة لإجراء الترتيبات قبل الإعلان عن موعد الانتخابات القادمة لضمان موطئ قدم وكرسي في مجلس الإدارة القادم، وبدأت في المقايضات والابتزاز وتعديل وضعها على لوحة «الإعدادات» من الصامت إلى «الهزاز»، وتقديم وتسريب أسماء مرشحيها وفق ذات الآلية المبنية على «عطني وأعطيك» و«فيّدني وأفيّدك» فالمصالح والحسابات أهم حتى لو كانت على حساب سمعة البلد.

Ad

وحتى لا يحاول أحد أن يلقي اللوم على طرف دون آخر تشفياً أو أن يجد في ما حدث وسيلة للتصيد على أطراف لحساب أخرى بحجة أن الجمعية العمومية مسيّرة ومُسيطَر عليها من شخص أو أشخاص معينين، نقول إن هذه الجمعية العمومية ممثلة بأندية «النكبة» لا تختلف عن سابقاتها ولن تختلف عن لاحقتها، تغير من يتولى «إدارتها» أو تبدل من يقود «تجمعها» ما لم يكن هناك إرادة جادة لتعديل الوضع العام للرياضة، وقيام مشروع دولة يُفرض فرضاً على هذه الأندية والقائمين عليها، وإلا فسنظل ندور في حلقة مفرغة من الآمال والتطلعات، ونعود في كل مرة فيها وربما نجد أنفسنا بعد ذلك في منطقة اللاعودة.

والمشروع هنا لا يكون بقانون مشوّه يُصاغ في الخفاء أو لوائح منقوصة يشرف عليها من لا يفقه، أو من يحمل في نفسه أو صدره عقدة نقص، أو حقداً وغلاً على هذا أو ذاك، بل هو مشروع متكامل يحاكي تجارب الآخرين، الذين كانوا يوماً ما ينظرون إلينا بعين الإعجاب والغبطة، فاستفادوا من تجاربنا السابقة الجادة، ليضيفوا لها ويطوروها بما ضمن لهم التطور الحقيقي... فهل نحن فاعلون أم سنظل نبكي على الأطلال؟

بنلتي

في صورة مصغرة عن حجم «الخمال» وعدم المسؤولية نكاد، ربما، نكون نحن الوحيدين على مستوى العالم الذين نشتكي كل يوم من معاناتنا بقلة ونقص الملاعب للمباريات أو التدريب، ورغم ذلك الاتحاد المستقيل بمعية أمينه العام السابق كانوا يسعون للحصول على أكبر قدر من الاستضافة لمباريات مجموعات التصفيات القارية أو بطولات للمراحل السنية، رغم عدم الجاهزية، ليجد الأمين العام بالتكليف نفسه وحيداً في مواجهة التنظيم القسري دون استعدادات أو العقوبات الإدارية والمادية في حال الاعتذار.