في محاولة لإلقاء حجر بمياه المفاوضات الراكدة بين طرفي حرب غزة المتواصلة منذ 346 يوماً، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية، بأن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة خطة جديدة للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني أطلقت عليها اسم «صفقة العبور الآمن».

وتنص الخطة الجديدة على إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى «حماس» دفعة واحدة، مقابل توفير ممر آمن لخروج زعيمها بغزة يحيى السنوار، وقيادات الحركة الآخرين الراغبين في مغادرة القطاع.

Ad

ووفقاً للمقترح الجديد، سيتم الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ونزع سلاح القطاع وتطبيق آلية سيطرة جديدة عليه، إضافة إلى إنهاء الحرب الحالية.

وأشارت الهيئة إلى أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي، جال هيرش، أطلع عائلات المحتجزين على تفاصيل الخطة الجديدة.

وأضافت أن هيرش أوضح خلال اجتماعه مع عائلات المحتجزين، أنه عرض هذه الخطة الأسبوع الماضي على مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع للهيئة، بأن هذه الخطة جاءت استجابة للصعوبات التي تواجه المفاوضات والضغط الزمني المرتبط بالخطر على حياة المحتجزين الإسرائيليين.

وأضاف المسؤول أن «إسرائيل تقدم خطة بديلة لتسريع العملية وتحقيق صفقة سريعة. ويُحتمل تنفيذ ذلك إذا قبل السنوار مغادرة القطاع المنكوب وأنهى الحرب، مما سيُمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية، ويوفر في الوقت ذاته مخرجاً آمناً لقيادة حماس».

وجاء الكشف عن الخطة «ب» في وقت ثارت تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحليفة واشنطن الأبرز بالمنطقة، بعد أن تجنّب وزير الخارجية أنتوني بلينكن زيارة إسرائيل خلال زيارته العاشرة إلى الشرق الأوسط منذ هجوم «حماس» في 7 أكتوبر الماضي، في خطوة وصفت بأنها تحمل تغييراً استراتيجياً ملحوظا في دبلوماسية بلده.

وفي ظل التوتر بين إدارة بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هاجم الأخير نظيره البريطاني كير ستارمر، في أعقاب تعليق جزئي لصادرات الأسلحة البريطانية إلى تل أبيب.

ورأى نتنياهو، في تصريحات لـ «ديلي ميل» أمس، أن تعليق التسليح أثناء الحرب «يبعث برسالة فظيعة إلى حماس».

وقال للصحيفة البريطانية إن حكومة لندن تبعث برسائل مختلطة، حيث «قيل لنا إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن قدرتنا على ممارسة هذا الحق تقوضت بسبب حظر الأسلحة المفروض علينا».

وزعم نتنياهو أن الدولة العبرية «تشن حربا عادلة بوسائل عادلة». وذكر أننا «نتخذ خطوات غير مسبوقة لإبعاد المدنيين عن خط النار، ونخضع بشكل كامل للقانون الدولي».

في سياق قريب، خلص تحليل بيانات أجرته «رويترز»، وأفاد مصدر مقرب من وزارة الاقتصاد الألمانية، بأن ألمانيا علقت تراخيص أي صادرات أسلحة جديدة إلى إسرائيل، وذلك في الوقت الذي تتعامل مع تحديات قانونية حول انتهاكات تل أبيب لقوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي.

ويأتي ذلك مع استمرار غارات إسرائيلية مكثفة على مواقع مختلفة في غزة، حيث ارتفع عدد القتلى خلال 48 ساعة إلى 42، فيما أعلنت «كتائب حماس» تدمير ناقلتي جند في كمين مركّب غرب المستشفى الكويتي في مدينة رفح.

إلى ذلك، قتل الجيش الإسرائيلي 5 شبان وأصاب 4، في إطلاق رصاص وعملية دهس، في بلدة قباطية، جنوب جنين، في الضفة الغربية المحتلة.