37 امرأة يتهمن محمد الفايد باعتداءات جنسية ويقاضينه مدنياً
اتهمت عشرات النساء «من مختلف أنحاء العالم» صاحب متجر «هارودز» اللندني سابقاً المصري محمد الفايد الذي توفي في أغسطس 2023 بالاعتداء عليهن جنسياً، على ما أفاد الجمعة المحامون الذين سيتولون بوكالتهم عنهن مقاضاة المتجر الشهير مدنياً.
وقارن المحامون هذه القضية بقضيتي الأميركيين جيفري إبستين وهارفي واينستين.
وأكدت ما لا يقل عن 37 امرأة من أستراليا وماليزيا وإيطاليا ورومانيا والولايات المتحدة وكندا أنهن وقعن ضحايا للعنف الجنسي على يدي الفايد، وخمسة منهنّ على الأقل يتّهمنه بالاغتصاب.
وكان عدد من المدعيات قاصرات وقت الوقائع المزعومة، إذ كانت «أعمارهنّ بين 15 و16 عاماً فقط»، بحسب المحامين الذين أعلنوا أنهم سيطلقون إجراءات قانونية ضد «هارودز».
وكان عدد كبير من المدعيات موظفات سابقات في «هارودز»، وبعضهنّ في فندق «ريتز» في باريس الذي تعود ملكيته للفايد أيضاً.
وقال المحامي دين أرمسترونغ في مؤتمر صحافي في لندن، إن الفايد «كان وحشاً، وحش كان قادراً على التصرف بفضل نظام وضعته وأسسته هارودز».
ويأتي هذا المؤتمر غداة بث وثائقي بعنوان «الفايد: متربص في هارودز» عبر قناة «بي بي سي»، تضمّن شهادات من 20 امرأة يتهمن المالك السابق للمتجر الفاخر بمحاولة الاغتصاب والعنف الجسدي بين أواخر ثمانينات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومنذ بث الوثائقي، تحدثت أخريات عن اتهامات في حق والد آخر حبيب للأميرة ديانا، دودي الفايد الذي توفي معها في حادث سيارة في باريس في 31 أغسطس 1997.
وقال المحامي «سنلاحق هارودز، ولدينا أدلة تظهر أن تصرفات الفايد كانت تتكرر».
وأضاف «إذا شعرت إدارة هارودز أن عليها تعويض هؤلاء النساء مالياً... فهذا أمر سنرحب به طبعاً، لكننا لن نقبل اتهامنا بأننا مهتمون بالمال فقط، الأمر يتعلق بما هو أكثر من ذلك بكثير».
ودانت الإدارة الحالية للمتجر الشهير الذي كان صندوق «جهاز قطر للاستثمار» السيادي استحوذ عليه عام 2010، «بشدة» سلوك مالكها السابق الذي توفي عن 94 عاماً، واعتذرت عن «خذلان الموظفات اللواتي وقعن ضحايا له».
«مفترس»
وتعهد محامو المدعيات الجمعة في لندن، «بتحقيق العدالة»، داعين أي ضحايا أخريات للفايد للتقدم بشكوى.
وخلال مؤتمر صحافي في لندن، قالت المحامية الأميركية غلوريا ألريد، وهي ضمن مجموعة وكلاء المدعيات في هذه القضية، «خلف بريق المتجر الكبير، ثمة بيئة سامة وخطرة وعنيفة».
وقارن المحامي دين أرمسترونغ الفايد بجيفري إبستين قائلاً «كان هناك نظام معمول به للعثور على نساء» والتخطيط للاعتداء عليهن جنسياً.
وقالت ناتاشا، إحدى المدعيات، إن محمد الفايد كان «مفترساً مريضاً»، مضيفة «كنت صغيرة جداً، ولم أكن أعرف ما عليّ فعله أو كيف أتصرف، لم أعد أخاف اليوم».
وأشارت إلى أنها خضعت لفحوص نسائية فرضها عليها الفايد، قائلة إنه كان خلال لقائهما «يضع يديه» على وجهها وجسمها.
وتابعت «لقد خضعت للفحص الكاشف عن فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ولاختبار للأمراض المنقولة جنسيا (STI)»، موضحة أنها لم تحصل على نتائج الفحصين المذكورين مطلقاً.
وعلى غرار ناتاشا، أُجبر عدد كبير من المدعيات على إجراء هذه الفحوص، بحسب المحامين.
وقالت ناتاشا «كان وحشاً حتى لو لم نكن ندرك ذلك آنذاك».
ولد محمد الفايد في 27 يناير 1929 في إحدى الضواحي المتواضعة لمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية، وأمضى جزءاً كبيراً من حياته في بريطانيا، حيث أصبح مالكاً لمتجر «هارودز» في عام 1985 ونادي فولهام لكرة القدم بين عامي 1997 و2013.
وبحسب «بي بي سي»، سبق أن اتُّهم الفايد بارتكاب أفعال مماثلة، وفتحت الشرطة تحقيقاً في عام 2015 بتهمة الاغتصاب، لكنّ لم يتم توجيه أي تهمة إلى رجل الأعمال.