«حزب الله» يتلقى ضربة قوية بخسارة قيادة «وحدة الرضوان»

سوليفان يشيد بتحقيق العدالة بمقتل إبراهيم عقيل

نشر في 22-09-2024
آخر تحديث 21-09-2024 | 20:14
تلقى «حزب الله» انتكاسة بمقتل معظم قيادة وحدة الرضوان بغارة إسرائيلية، في آخر فصل من أسبوع تصعيدي.

تبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف العنيف، أمس، غداة غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعا لقيادة «وحدة الرضوان» التابعة للحزب، وأسفرت عن مقتل 16 من قيادات الوحدة في مقدمهم إبراهيم عقيل عضو المجلس الجهادي في الحزب، ورئيس دائرة العمليات فيه، وزميله أحمد وهبي، المسؤول عن التدريب المركزي في الحزب والقائد السابق لـ «وحدة الرضوان».

وشيع «حزب الله» أمس بعض قتلى الغارة التي تعد ثالث ضربة نوعية يتلقاها في غضون 4 أيام، وسط ضغوط على الحزب للرد بعد الانفجارات المباغتة المتزامنة لآلاف أجهزة «البيجر» للنداء التي يسستخدمها الحزب في اتصالاته، والتي أدت الى إصابة اكثر من 3 آلاف شخص بينهم أكثر من ألف تعرضوا لإعاقات دائمة في الأيدي والعيون، وكذلك الهجوم الذي استهدف أجهزة لاسلكية ضرورية للعمليات اليومية للحزب.

وزعمت إسرائيل أن هجومها ضربة استباقية لمخطط مشابه لهجوم 7 اكتوبر تخطط له «وحدة الرضوان». وتعرض الحزب لانتكاسة بخسارته معظم قيادة الوحدة التي تأسست عام 2006 كوحدة للتدخل، واكتسبت اسم القيادي في الحزب عماد مغنية، الذي قتل في عملية إسرائيلية أميركية مشتركة في 2008، حيث كان يستخدم الاسم الحركي «رضوان»، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

كما أن الوحدة هي «بمثابة رأس الحربة لحزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية». وطالبت إسرائيل، وفق ما نقل وسطاء دوليون إلى مسؤولين لبنانيين، بإبعادها عن حدودها الشمالية، حسب «فرانس برس».

وعقيل هو المسؤول العسكري الكبير الثاني في «حزب الله» الذي تغتاله إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد فؤاد شكر، منذ أن فتح الحزب المدعوم من طهران جبهة في جنوب لبنان «إسناداً» لحليفته حركة «حماس» الفلسطينية في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

وإلى جانب عقيل ووهبي وشكر، خسر «حزب الله» منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، هما محمد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 يوليو، وطالب عبدالله بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 يونيو. وخسرت كذلك «قوة الرضوان» عدداً من قيادييها الميدانيين، أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.

«حزب الله» يقطع خطوط الدبلوماسية ويتعهد برد لا يفجر حرباً

خيارات محدودة

وتتجه الأنظار الى الرد المحتمل من الحزب، وكذلك اذا ما كانت اسرائيل قد أعدت مفاجآت ميدانية اخرى، في وقت تحذر دول المنطقة وخبراء ومراقبون من أن المنطقة باتت أقرب من أي وقت إلى حرب شاملة رغم الإشارات التي تظهرها إيران على ضبط النفس، وعدم الانجرار إلى توسيع الجبهة الذي تقول انه احد أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتفيد أوساط الحزب بأنه أبلغ كل الأطراف الإقليمية والدولية أن عملياته العسكرية المقبلة لا سقوف لها ولا ضوابط، وبأنه قطع كل سبل الحوار حول حل دبلوماسي مع الأطراف الإقليمية والدولية بعد الضربة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

ويقول مراقبون إن خيارات الحزب تبدو صعبة ومحدودة.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، د. هلال خشان، أنه «لا توجد خيارات لدى حزب الله، لأن نتنياهو قرر الحسم، ويريد تغيير المشهد الحالي للشرق الأوسط، وبالتالي فإن اللعبة انتهت، وسواء قرر الحزب التحرر من قواعد الاشتباك أم لا، فذلك لن يفيده كثيراً بسبب فارق القوة الشاسع لمصلحة إسرائيل».

وشدد خشان على أن «حزب الله بعد الحرب لن يكون كما كان قبلها، فهو يلجأ راهناً للتصعيد، لكنه في نهاية المطاف سينسحب من منطقة جنوب الليطاني».

أما الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير، فيرى أن «خيارات حزب الله مفتوحة، وإن كان محسوماً أنه سيرد بقسوة رغم حرصه المستمر على عدم الذهاب إلى حرب واسعة».

وفي وقت أعلنت السلطات اللبنانية ان عدد قتلى الغارة ارتفع الى 37 بينهم ثلاثة أطفال و7 نساء، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي إنه الغى سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالبا «المجتمع الدولي والضمير الإنساني باتخاذ موقف واضح من المجازر الفظيعة التي يرتبكها العدو الإسرائيلي».

أمر جيد

من ناحيته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، الخميس الماضي، الذي رفض فيه تقديم تنازلات ووقف إطلاق النار في لبنان دون وقف النار في غزة هو الذي «فتح جبهة الشمال».

وأشار الى أنه يشعر بالقلق حيال التصعيد بين إسرائيل ولبنان، لكنه أضاف أن قتل إسرائيل لعقيل «يحقق العدالة»، وهو «أمر جيد». وكان عقيل مطلوبا لدى واشنطن بتهمة الضلوع في تفجير مقر المارينز في بيروت في 1983 والذي أدى الى مقتل نحو 290 جندياً أميركياً. ووضعت واشنطن مكافأة بـ 7 مليارات دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وكانت واشنطن قالت إنها لم تبلغ مسبقا بالغارة الإسرائيلية، في حين أعلنت أنها سترسل حالة طائرات إلى المنطقة مع ارتفاع احتمالات التصعيد من جديد.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أمس بأنه أصاب «180 هدفا» في جنوب لبنان، ودمر آلافا من قاذفات الصواريخ في حين شنت المدفعية الإسرائيلية قصفا على عدد من القرى.

وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي أمس إن «قواته في حالة تأهب قصوى على صعيد الدفاع والهجوم واستنفرنا كل قدراتنا». من ناحيته، أعلن «حزب الله» قصف عدة ثكنات إسرائيلية، كما أطلق مئات الصواريخ باتجاه مناطق إسرائيلية.

back to top