يواصل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقديم فعالياته الثقافية في روسيا ضمن «الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو» المقام خلال الفترة من 17 إلى 24 الجاري بالتعاون مع سفارة الكويت لدى روسيا الاتحادية ووزارتي الثقافة والخارجية الروسيتين.
وقدّم الأسبوع أمس في سينما بوكلونكا بمتحف النصر أبهى صورة للفن التشكيلي الكويتي في فعالية فنية كان نجمها الفنان التشكيلي محمود أشكناني افتتح خلالها معرض «حوارات لونية» ضم 17 لوحة فنية من أعماله، كما تم عرض فيلم سينمائي وثائقي بعنوان «زري»، الذي تناول قصته الشخصية برؤية إخراجية من حبيب حسين. وقال أشكناني إن اسم الفيلم «زري» مستوحى من حرفة والدته التي كانت تطرز الزري على الثوب الكويتي التقليدي، مؤكداً أن والدته هي المعلم الأول له، ومن خلالها انطلق في ممارسة الفن التشكيلي.
وعن المعرض الفني بيّن أن اللوحات المعروضة اليوم ضمن فعاليات «الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو»، تعكس أسلوبه الفني واعتبره نتاج تجارب عديدة وتقنيات مارسها خلال مشواره الفني في المشاركات المحلية والعالمية، إلى أن توصل إلى التجريدية المطلقة، مؤكداً أنه لا يزال مستمراً في تجاربه.
وقال إن الحوارات اللونية التي توجد في أعماله لم تأتِ من فراغ، بل هي حصيلة إرث ثقافي ومعرفي شكّلته تجاربه الفنية خلال عمره الفني الذي يفوق الـ 50 عاماً.
وعن لوحاته، قال إنها ليست غامضة كما قد تبدو للوهلة الأولى وبإمكان المشاهد التمعّن بها والدخول في أعماقها، طالما توافرت له الرغبة الصادقة في فهمها، وهنا يأتي دور جدية حس المتلقي في فك الطلاسم اللونية وإعادة تشكيلها، حتى يسهل استخلاص الدلالات الكامنة في أعماق العمل.
وعقب الفعالية الفنية السينمائية والتشكيلية، قدّم الشيف الكويتي عبدالله المكيمي (المائدة الكويتية) لضيوف سفارة الكويت لدى روسيا الاتحادية، ومنهم سفراء الدول في موسكو ودبلوماسيون وشخصيات بارزة.
لمسة شعرية
كما شهد الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو الخميس الماضي حفلاً تراثياً فنياً أحيته فرقة العميري للفنون الشعبية بـ «فن النهمة»، مع إضافة لمسة شعرية قدّمها د. خلف الخالدي من خلال قصيدته «بين الأدباء والعلماء»، في المسرح الأكاديمي الحكومي (مالي) في روسيا.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، رئيس الوفد الكويتي المشارك في الأسبوع الثقافي الكويتي موسكو، مساعد الزامل، إن المجلس يسعى من خلال أسبوع الكويت الثقافي لتقديم لمحات ثقافية وأدبية وفنية تراثية تاريخية كويتية للشعب الروسي. وأشار إلى العلاقات الكويتية - الروسية التي أسست رسمياً عام 1963 وتم ترسيخها عملياً عام 1964 في موسكو، إذ تم توقيع أول اتفاقية ثنائية بشأن التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين.
وأوضح أن المجلس الوطني ترجم من اللغة الروسية إلى «العربية» من خلال مطبوعاته الرسمية سلسلة من «المسرح العالمي» و«إبداعات عالمية» و«عالم المعرفة» أعظم المسرحيات والروايات والنظريات العلمية لأعظم الأدباء والمفكرين الناطقين باللغة الروسية.
بدوره، أشاد سفير الكويت لدى روسيا، د. راشد العدواني، بجهود «الوطني للثقافة»، حيث عبّر عن تقديره لتفاعل المجلس وتقبّله الدعوة لإقامة الأسبوع الكويتي الثقافي في موسكو. وأوضح أن هذا الحدث تم بالتعاون مع سفارة الكويت لدى روسيا، إلى جانب وزارتي الثقافة والخارجية في روسيا، مؤكداً أهمية الأسابيع الثقافية، لكونها تسهم في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.
بدورها، قالت نائبة مدير إدارة الدعم الحكومي للفنون والإبداع الشعبي في روسيا، إديتا إساكيان، في كلمة ألقتها نيابة عن وزارة الثقافة في روسيا، إن افتتاح الأسبوع الثقافي لدولة الكويت في روسيا سيمكّن سكان وضيوف العاصمة الروسية من الغوص في جو الشرق الفريد.
وأعربت عن امتنانها لمنظمّي المهرجان لإعدادهم برنامجاً غنياً، الذي يتضمّن عروضاً للفرقة الموسيقية للفنون الشعبية وعرض فيلم وافتتاح معرض فنّي فريد ومحاضرة عن العلاقات الروسية - الكويتية.