رغم اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران والضربات الأخيرة التي وجهتها اسرائيل لـ «حزب الله» اللبناني، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن إيران تمكنت من تطوير قدراتها الدفاعية والردعية لدرجة أنه «لا أحد يمكنه تصور شن عدوان على أراضيها».
وقال بزشكيان، خلال حضوره عرضا عسكريا للجيش، أمس، بمناسبة أسبوع «الدفاع المقدس»، وهو الاسم الذي تطلقه ايران على حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي: «نستطيع أن نعلن للعالم بكل قوة أننا قادرون على الدفاع عن بلادنا والحفاظ على منطقتنا في سلام وأمن، وأن نرسي السلام والأمن والاستقرار في المنطقة بوحدة وتماسك الدول الإسلامية، ونظهر العزة والفخر للآخرين، ونوقف بالوحدة والتماسك إسرائيل الغاصبة والمتعطشة للدماء والإبادة عند حدها».
وأضاف أن «طهران تمدّ يد الصداقة لجميع دول الجوار من أجل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها».
تصريحات بزشكيان، عشية توجهه إلى نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاهلت الى حد ما الدعوات المتصاعدة للحرس الثوري وبعض المسؤولين للانتقام من سلسلة الضربات التي تعرضت لها طهران والجماعات المتحالفة معها في المنطقة، خصوصا بعد اصابة سفيرها في لبنان مجتبى اماني في التفجيرات المتزامنة للآلاف من أجهزة البيجر الخاصة بـ «حزب الله» في لبنان.
وحذّر عضو مجمع «تشخيص مصلحة النظام» محسن رضائي أمس، أنه بعد سلسلة الضربات المركزة التي استهدفت لبنان قد ينقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجماته إلى العراق أو سورية «أو، في خطأ أكبر، إلى إيران».
حديث عراقجي
وليل الجمعة ـ السبت، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى نيويورك، حيث أكد من هناك أن إسرائيل «وصلت إلى طريق مسدود وتحاول جرّ المنطقة إلى المستنقع الذي تعلق فيه».
وفي تعليق على سلسلة الضربات التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة والضفة الغربية، قال عراقجي إنه «من المؤكد أن الكیان الإسرائيلي لن يحقق أهدافه المتمثلة في زيادة التوتر والحرب، لكنه سيحاسب على جرائمه».
رغم ذلك، جدد التأكيد أن اغتيال هنية في طهران «لن يمر دون رد»، وقال: «نحن نراقب بعناية تصرفات وجرائم النظام الصهيوني ونقوم بتعديل سياساتنا».
في موازاة ذلك، صرح مندوب إيران بالأمم المتحدة سعيد إيرافاني بأن بلاده «تمارس أقصى درجات ضبط النفس لكنها ستعاقب المعتدين» على سفيرها في بيروت.
إزالة واستعراض
من جهته، رأى المرشد الإيراني علي خامنئي أن «الصهاينة يرتكبون الجرائم علناً بغزة والضفة ولبنان وسورية ولا يواجهون المقاتلين بل يستهدفون عامة الناس»، معربا عن اعتقاده أنه «إذا استخدمت الأمة الإسلامية قوتها الذاتية فسوف يتم إزالة الكيان الصهيوني من قلب المجتمع الإسلامي».
في غضون ذلك، كشف الجيش الإيراني عن صاروخ بالستي جديد اطلق عليه اسم «جهاد» وطائرة مسيّرة هجومية مطورة خلال عرض عسكري، بطهران.
وذكرت وكالة (إرنا) أن «جهاد» الذي يعمل بالوقود الصلب صممته وصنعته الذراع الجوفضائية لـ«الحرس الثوري» ويبلغ مداه التشغيلي ألف كيلومتر.
وأضافت أن درون «شاهد-136 بي» هي نسخة مطورة من طائرة «شاهد-136»، مع ميزات جديدة ومدى تشغيلي يزيد على 4000 كيلومتر.
وأطلق نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد رضا آشتياني، تصريحات أمس جاء فيها أن «محاسبة إسرائيل» تقع على جدول أعمال قواته.
وقال آشتياني إن «إيران ستغير مسار أي سيناريو يخطط له العدو، ويمكنها إفشال حساباته بقوة».
وتعليقاً على الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على لبنان، وتفجير أجهزة النداء الآلي «بيجر»، ذكر آشتياني أن «ما فعلته إسرائيل عرّض الأمن الدولي للخطر، وفتح باباً جديداً للإبادة الجماعية»، مضيفاً أن «ذلك لم يحقق شيئاً، وإنما سيزيد الأمور تعقيداً لإسرائيل».
العلاقة مع روسيا
وقبل زيارة بزشكيان لروسيا في أكتوبر المقبل للمشاركة في مجموعة قمة البريكس، إذ من المتوقع، أن يوقع اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ذكرت 3 مصادر مطلعة، لـ «رويترز»، أن إيران «لم ترسل منصات الإطلاق المتنقلة مع الصواريخ البالستية قصيرة المدى»، التي قالت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إن طهران سلّمتها لروسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وأضافت المصادر التي تشمل دبلوماسيا أوروبيا ومسؤولا في استخبارات أوروبية ومسؤولا أميركيا، أنه لم يتضح سبب عدم إرسال طهران منصات إطلاق الصواريخ «فتح-360»، مما يثير تساؤلات حول موعد استخدام تلك الصواريخ، وما إن كان سيتم إطلاقها.
وندد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الأسبوع الماضي، بتصدير إيران وشراء روسيا صواريخ بالستية، لكن طهران نفت القيام بالخطوة التي تشير لتعزيز التعاون بينها وبين موسكو رغم العقوبات الغربية.
وكانت «الجريدة» كشفت أن بزشكيان قرر منع إرسال قوات او أسلحة الى روسيا قبل العودة الى المجلس الأعلى للأمن القومي. وقبلها ذكرت مصادر مطلعة لـ «الجريدة» أن روسيا سلّمت لإيران فقط الرادارات الخاصة بمنظومات حديثة للدفاع الجوي ولم تسلّم لها الصواريخ اللازمة.