في كلمة دولة الكويت أمام قمة المستقبل بمقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك اليوم، نقل ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، إلى القمة تحيات صاحب السمو، مع تمنيات سموه بنجاح أعمالها.

وأعرب ممثل الأمير عن تهنئته رئيس الدورة الـ (79) للجمعية العامة فيليمون يانغ، وللأمين العام أنطونيو غوتيريش بمناسبة انعقاد هذه الجلسة الرفيعة المستوى، الخاصة بالاحتفاء بمخرجات قمة المستقبل، والتي من شأنها تعزيز التعاون ومعالجة التحديات والثغرات المنتشرة في منظومة الحوكمة، وإعادة تأكيد الالتزامات الحالية، والعمل على إنشاء نظام متعدد الأطراف يواكب التطورات، مثمنا سموه دعوة الأمين العام في عام 2021 لعقد هذه القمة، التي تضع أسسا أكثر فاعلية للتعاون العالمي.

Ad

وأضاف سموه: «تابعنا جميعا وبشكل مستمر التحديات التي تواجهها الدول النامية والأقل نموا، ولعل ما يأتي من بين هذه التحديات العابرة للحدود تلك المتعلقة بالمجال الإنمائي الأوسع والتحديات المرتبطة بالمناخ ومتغيراته المتسارعة، والتي بينت لنا الحاجة لمراعاة التطبيق الفعلي لمبدأ التمثيل الجغرافي العادل والابتعاد عن التمييز والتسييس».

وأكد مشاطرته ما أدلى به الأمين العام «حين قال باستحالة بناء مستقبل لأحفادنا من خلال نظام بني لأجدادنا، دون أن نراعي مستقبل شبابنا... وإننا مطالبون اليوم بالعمل على إدخال تغييرات جادة وعملية في منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية وشبكات الأمان المالي، والتعاون الضريبي الدولي، وإصلاح المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف ومعالجة مشكلة الديون السيادية».

وفيما يتعلق بالفصل الثاني للميثاق من أجل المستقبل الخاص بالسلم والأمن الدوليين، جدد سموه المناشدة بضرورة «التزامنا جميعا بالقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية، مع التأكيد على أهمية التعامل بمسطرة واحدة بعيدا عن ازدواجية المعايير».

وشدد سموه على أن «ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من (41) ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وعجز مجلس الأمن عن إيقاف هذا العدوان، لهو مثال قاطع مؤسف على نهج الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي، وهو الأمر الذي يجب ألا يكون له مكان في مستقبلنا، حتى لا ننزلق إلى عالم تسوده سياسة الغاب».

وبالنسبة للفصل الخامس لميثاق القمة المعنون بـ «إحداث تحول في الحوكمة العالمية» وتحديدا الفقرات المتعلقة بعملية إصلاح مجلس الأمن، ناشد سموه «المجتمع الدولي للدفع بشكل أكبر للتفاوض والعمل على تسريع وتيرة إصلاح منظومتنا الدولية، حتى تترجم واقعنا القائم وتحدياتنا الراهنة، وصولا إلى مجلس أمن شامل... فعال... شفاف... خاضع للمساءلة».

وأشار سموه إلى أن دولة الكويت حرصت بعد استقلالها بفترة وجيزة في عام 1961 على تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، إيمانا منها بأهمية الدفع بتعزيز الأسس الإنمائية للكثير من الدول النامية والأقل نموا، حيث قدم الصندوق منذ ذلك الحين تمويلات ميسرة وصل عددها إلى (1073) ما بين قرض ومنحة، مساهما في تنفيذ مشاريع تنموية متنوعة في 105 دول.

واستذكر ممثل الأمير باعتزاز جهود دولة الكويت وتقدمها المحرز في تنفيذ خطة التنمية الوطنية والسعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ورؤية «كويت 2035»، حيث سجلت دولة الكويت العديد من النجاحات الملموسة ضمن جهودها، بما في ذلك القضاء التام على الفقر والجوع، وتوفير التعليم الجيد للجميع.

في مجال آخر، أكد ممثل سمو أمير البلاد، سمو ولي العهد، ضرورة تكاتف جميع الدول الأعضاء، وتعاونها المأمول في الارتقاء وتطوير أعمال منظمة الأمم المتحدة وزيادة جهودها لإرساء دعائم الأمن والاستقرار الدوليين، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

جاء ذلك خلال لقاء سموه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، على هامش أعمال اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ونقل سموه في مستهل اللقاء تحيات سمو أمير البلاد، وتأكيد سموه دعم الكويت للدور الهام والمحوري لمنظمة الأمم المتحدة بكافة أجهزتها ووكالتها وبرامجها المختلفة والتقدير للجهود التي يبذلها الأمين العام في تطوير أعمال المنظمة.

وأكد سمو، خلال اللقاء حرص الكويت على المشاركة في قمة المستقبل، وجميع الاجتماعات خلال الدورة الـ79.

ومن جهته، أشاد غوتيرش بدور الكويت الفاعل والتاريخي في دعم المنظمة وتعزيز إمكاناتها للدفع بأنشطتها النبيلة والتأكيد على الاستمرار بدعم الامن والسلم الدوليين.

كما جرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية ودور الأمم المتحدة في إرساء دعائم السلم والأمن الدوليين وتحقيق التنمية المستدامة.

ومن جهتها، ذكرت الأمم المتحدة أن أمينها العام التقى ممثل سمو الأمير، وذلك في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

وأضافت المنظمة الأممية عبر موقعها الإلكتروني، أن الجانبين بحثا الشراكة القوية بين الكويت والمنظمة كما تم تبادل وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط والسودان، بالإضافة إلى قضايا التعاون والسلام والأمن في منطقة الخليج العربي.

حلحلة القضايا

كما التقى ممثل سمو الأمير، سمو ولي العهد برئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ، حيث نقل سموه له تحيات سمو الأمير.

وقدم التهنئة له بمناسبة نيله ثقة المجتمع الدولي، متمنيا له التوفيق والنجاح في أداء مهام أعماله الجديدة، مؤكدا دعم الكويت لجهوده بهدف التنسيق بين الدول الأعضاء بهدف حلحلة القضايا الموضوعية العديدة التي تطرح بشكل مستمر في اجتماعات الجمعية العامة.

من جانبه، أعرب رئيس الجمعية العامة عن بالغ شكره وتقديره للكويت قيادة وشعبا على إسهاماتها البارزة ودعمها اللامحدود لمنظمة الأمم المتحدة والأجهزة الفنية التابعة لها.

كما جرى خلال اللقاء بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، ودور الأمم المتحدة في إرساء أسس السلم والأمن الدوليين لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ17 لعام 2030.

حضر اللقاء وزير الخارجية عبدالله اليحيا، ووكيل الشؤون الخارجية بديوان سمو ولي العهد مازن العيسى، والمندوب الدائم للكويت لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية السفير عبدالعزيز الجارالله.