كشف الروائي أحمد البراك عن إصداره رواية جديدة بعنوان «عيشة قطط» صادرة عن «دار بوك لاند للنشر والتوزيع».

وقال البراك إن «في هذه الرواية، وهي ثلاثية قادمة على الساحة الأدبية، اخترت الجزء الأول منها للحكاية عن شخصية صابر لتكون سيرة ذاتية مليئة بالمتناقضات والمتغيرات التي عاناها منذ طفولته»، مبيناً أن «صابر معلم مصري عاش في الخليج، وبالتحديد في عمان والكويت، ونجح في تكوين ثروة مالية، ولكنه تخبط كثيراً في حياته الاجتماعية والعملية ليصل به الأمر في النهاية إلى الاعتراف بأكبر أسراره التي أخفاها عن القارئ منذ البداية».

Ad

وأشار إلى أن «الرواية مكتوبة بطريقة السرد المتواصل على لسان البطل، ويمكن تصنيفها بأنها كوميديا سوداء تحت مظلة الواقعية، غير أنها ممتعة للغاية، وفيها جوانب تاريخية مهمة تعطي للقارئ الكثير من المعلومات والتصورات الجديدة، بالإضافة إلى النهاية الصادمة والحبكة المختلفة»، معقبا بأنه يراهن كثيرا على هذه الثلاثية «وأشكر دار النشر التي آمنت بالفكرة وجعلتها في مقدمة الأعمال الجديدة لهذا العام».

احتراف الكتابة

وحول سبب اختياره هذا العنوان، يجيب البراك: «جميعنا نكدح في الحياة بحثاً عن لقمة العيش الكريم، ونحن ندور ضمن تصنيفات اجتماعية واضحة المعالم، بين ثري للغاية وغني ومتوسط وفقير حال، والجميع يحاول بشتى الطرق أن ينال نصيبه من هذه الدنيا»، موضحاً أن «هذا التصوير الإنساني البسيط تم إسقاطه على القطط، والتي تعيش بالضبط كما نعيش نحن، وتحاول بشتى الطرق والوسائل أن تلتقط رزقها سواء داخل البيوت الفارهة أو بين أزقة الشوارع، لتمنحنا صورة عملاقة حول ماهية عيشة القطط.. التي عاشها صابر حرفياً».

أما عن مدى وجود مجال لاحتراف الكتابة في الوطن العربي وجعلها مصدر رزق، فيقول البراك: «نعم، هناك إمكانية كبيرة جداً، ولكنها صعبة للغاية، وحتى نستوعب الأمر فنحن بحاجة إلى إدراك أهمية الكتابة كعنصر مهم للإبداع الفردي المرتبط تماماً بالقراءات السابقة واللياقة الذهنية العالية والمقدرة على تصوير المشاهد من خلال الكتابة والتجربة الذاتية والنضج الفكري، حتى تصل بالقارئ إلى مرحلة من الدهشة، منعزلاً عن كل أوقاته الخاصة ليتيح لك المجال كي تسبر أغوار عقله وفكره وتزرعها بما شئت من صراعات وشخصيات وفصول وحبكة عالية وحلول. كل هذه العناصر إن استطاع الكاتب تحقيقها، فقد نجح في تحويل نفسه من كاتب إلى كاتب محترف تتهافت عليه وكالات ودور النشر العربية والعالمية في الحصول على إصداراته القادمة، ليضع الكاتب نفسه في تحدي مع الابداع والتميز عن الآخرين، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة في العالم سواء العربي أو العالمي».

ولدى سؤاله: «لماذا تكتب ولمن؟»، أجاب: «كنت في الماضي أجيب عن هذا السؤال بأني أكتب لنفسي وتحقيقاً لهواية أعشقها وأنتمي لها، حتى مرت السنوات لأُدرك مدى التأثير الكبير في جموع القرّاء بما أقدمه من أعمال أدبية، إذ تغير نظرتهم للحياة وتنمي أفكارهم بطريقة جميلة جداً، لذا فالإجابة تغيرت بأني أكتب لي ولهم بالتوازي، وأحاول دائماً أن أبحث عن أولئك الباحثين عن سبب للقراءة، لتعطيهم دافعاً يبدأون من خلاله اكتشاف هوايتهم المدفونة بالنظر إلى الرواية كعمل أدبي يعالج قضايا معينة أو يصنع فوارق عظيمة من جهة وكمصدر للترفيه من جهة أخرى، فإذا تحقق الهدفان نجحت الرواية بشكل منقطع النظير».

الأقلام الشابة

من جانب آخر، وفي رؤية البراك لحالة النشر في الكويت من وجهة نظره يقول: «حصراً ودون باقي دول الخليج فإننا نحظى بالجزء الأكبر من الكعكة دائماً! والدليل على ذلك تنوع دور النشر وكثافتها في الحضور الدائم لمعارض الخليج سنوياً، وكذلك ظهور الأقلام الشابة في كل عام من الكويت ليقدموا من خلال تلك الدور أعمالهم، كما أن لرابطة الأدباء دوراً كبيراً في تعزيز تلك المواهب من خلال برامجها السنوية التي لا تنقطع، لتبرز من خلالها أقلام جديدة تثري الساحة الأدبية»، معتبراً أن كل هذا من شأنه أن يحرك عجلة التنمية الثقافية في الكويت ويجعلها في المقدمة دائماً.

وعما إذا كان يرى نفسه روائياً أو كاتب مقال، قال البراك: «أنا روائي، قولاً واحداً، أحب التبحر في الشخصيات وبناء الأحداث وتركض بداخلي الكثير من الأفكار أثناء الكتابة، وتسبقني أحياناً الفكرة ويتلقفني المشهد لأصل معه إلى حبكة معينة تمنح القارئ ما يريد. أنا روائي، وأقرأ بشكل نهم، وأفهم تماماً أن ما نكتبه هو تخليد تاريخي مهم لزمنٍ نعيشه وصور في ذاكرتنا، وأنا ذكيٌ جداً في عرض ما أتخيله جيداً».