على الرغم من «انتكاسته» في المناظرة الأخيرة أمام منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، التي أحدثت زخماً متزايداً في الانتخابات الرئاسية، مستفيدة من دعم فئات الشباب والنساء واللاتينيين، قلب المرشح الجمهوري دونالد ترامب تراجعه إلى تقدّم طفيف في ولايات «حزام الشمس»، أريزونا وجورجيا وكارولاينا الشمالية، لاسيما في صفوف الناخبين من أصول لاتينية، وفق ما أظهر أحدث استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سينا.
وتقدم ترامب في ولاية أريزونا وحافظ على تقدم ضيّق في كل من جورجيا وكارولاينا الشمالية، حيث يعتقد الناخبون في هذه الولايات الثلاث الرئيسية، المعروفة باسم ولايات «حزام الشمس»، بأن الجمهوري حسّن حياتهم خلال فترة رئاسته، ويعبّرون عن قلقهم بشأن تولي هاريس الرئاسة.
انقلاب لاتيني
وفي أريزونا التي خسرها ترامب بفارق ضئيل أمام جو بايدن عام 2020، تقدم المرشح الجمهوري خلال سبتمبر الجاري في نوايا التصويت بـ 50 بالمئة مقابل 45 بالمئة لهاريس. وعلى عكس استطلاع أغسطس، حيث كانت هاريس تتقدم بخمس نقاط، انقلب الناخبون اللاتينيون في أريزونا بشكل ملحوظ على الديموقراطية.
وفي جورجيا، يتقدم ترامب بفارق ضئيل بنسبة 49 بالمئة مقابل 45 بالمئة لهاريس، لتظلّ هذه الولاية، التي فاز بها بايدن بفارق طفيف في 2020، واحدة من أكثر الولايات تنافسية في السباق.
أما في ولاية كارولاينا الشمالية، التي لم تصوّت لأي ديموقراطي منذ عام 2008، فتقدم ترامب على هاريس بفارق ضئيل بنسبة 49 بالمئة مقابل 47 بالمئة، لكن هاريس لا تزال متمسكة بالمنافسة.
ويعبّر الناخبون في ولايات «حزام الشمس» عن قلق عميق بشأن مستقبل الولايات المتحدة، مما يتماشى مع خطاب ترامب الذي يرسم صورة قاتمة لآفاق أميركا.
سباق منقلب
وعلى الرغم من تقدّم ترامب في هذه الولايات، فإن السباق لا يزال متقلباً، حيث إن حوالي 15 بالمئة من الناخبين في أريزونا، وجورجيا، وكارولاينا الشمالية لم يحسموا قرارهم بعد أو لم يلتزموا بقوة بأي مرشح. وكانت هذه المجموعة تميل نحو هاريس في أغسطس، لكنها انحرفت قليلاً نحو ترامب أخيراً، رغم أن شخصيته تبقى مصدر قلق كبير للناخبين غير الحاسمين، حيث يعبّر الكثيرون عن تحفظاتهم حول سلوكه وصدقه، وأخلاقياته.
وفي كارولاينا الشمالية، أعرب 44 في المئة من الناخبين غير الحاسمين عن قلقهم بشأن سلوك ترامب المتقلب. في المقابل، يعبّر عدد أقل من الناخبين عن قلقهم بشأن شخصية هاريس، حيث أشار 16 في المئة إلى مخاوف تتعلق بحكمها وشخصيتها، خصوصاً في القضايا الاقتصادية.
ويظهر الناخبون في هذه الولايات ميولاً ليبرالية في بعض القضايا السياسية، بما في ذلك حقوق الإجهاض، حيث يدعم ثلثا المشاركين الإجهاض في معظم الحالات، وأكثر من نصفهم يؤمنون بضرورة قبول الأشخاص المتحولين جنسياً وفقًا لهويتهم الجنسية. وإضافة إلى ذلك، يوافق 62 في المئة قرار المحكمة العليا عام 2015 الذي يضمن حقوق الزواج للأزواج من نفس الجنس.
وفي القضايا الاقتصادية، التي يعتبرها الناخبون الأكثر أهمية في تحديد تصويتهم، يعتقد 55 بالمئة من الناخبين أن ترامب سيدير الاقتصاد بشكل أفضل من هاريس، التي يدعمها 42 في المئة. كما تبقى الهجرة قضية رئيسية، حيث يفضل 54 في المئة من المشاركين نهج ترامب، بينما تتفوق هاريس في حقوق الإجهاض بنسبة 53 في المئة مقابل 41 في المئة.
في حين اكتسبت هاريس زخماً بعد مناظرتها مع ترامب وارتفاعاً في التبرعات لحملتها، إلا أنها تواجه نجاحاً متبايناً في هذه الولايات الثلاث الرئيسية. النساء والشباب، الذين يميلون عادة لدعم المرشحين الديموقراطيين، لا يزالون منقسمين حول ما إذا كانت سياسات ترامب أو هاريس ستخدم مصالحهم بشكل أفضل. ورغم أن شعبية هاريس انخفضت قليلاً منذ أغسطس، فإن نسبة تفضيل ترامب ظلت مستقرة نسبياً.
الأمن القومي يؤيد هاريس
في سياق متصل، أعلن أكثر من 700 مسؤول عسكري وفي الأمن القومي الأميركي تأييدهم لهاريس، معتبرين أنها «تدافع عن المُثل الديموقراطية الأميركية»، وفقاً لما ذكر موقع أكسيوس، مشيراً إلى أن من بين الموقّعين على رسالة الدعم وزراء خارجية ودفاع سابقون، وسفراء سابقون، وجنرالات متقاعدون.
وانتقدت الرسالة التي وقّعها أيضاً وزير الدفاع السابق، تشاك هيغل، وهو جمهوري خدم في إدارة الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما، المرشح الجمهوري ترامب، لإشادته بـ «الدكتاتوريين المعادين»، بما في ذلك الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتأتي الرسالة بعد أيام قليلة من تأييد أكثر من 100 من قادة الأمن القومي الجمهوريين للمرشحة الديموقراطية، بما في ذلك 9 موظفين خدموا في البيت الأبيض، خلال ولاية الرئيس الجمهوري السابق.