يتداول في وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن قرب صدور مرسوم بإلغاء جميع الانتخابات الخاصة بالجمعيات التعاونية وحل جميع مجالس إداراتها، وإذا صدقت هذه الأنباء يجب على الحكومة قبل إعلان صدور هذا المرسوم أن تكون قد أعدّت مشروعا وطنياً جديداً للعمل التعاوني، وجهزت قائمة بأسماء أعضاء الجمعيات الجدد المتوقع تعيينهم، ويجب أن يتم اختيار هؤلاء الأعضاء الجدد بناءً على أسس علمية وموضوعية وشفافة وعادلة، وأن تتوافر فيهم المؤهلات العلمية والخبرات العملية المطلوبة في مجال العمل التعاوني، وأن يكون مشهوداً لهم بالأمانة والنزاهة وحسن السيرة والسمعة الحسنة.
ويجب أن يتم استثمار مرحلة حل مجالس هذه الجمعيات من خلال النظر في إعادة هيكلة العمل التعاوني على مستوى الدولة ككل ووضع هياكل تنظيمية وإدارية حديثة تتناسب مع التطور في مجال الإدارة الحديثة والتحول الرقميين Digital Transformation وإدخال الأساليب التكنولوجية الحديثة في مجال العمل التعاوني، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence في إدارة هذه الجمعيات لرفع كفاءة العمل التعاوني وتطوير الخدمات المقدمة من هذه الجمعيات، كذلك زيادة نسبة توظيف الكوادر الوطنية المؤهلة في القطاع التعاوني وكذلك تدريب وإعادة تدريب الموظفين الكويتيين لتأهيلهم لوظائف ومراكز وظيفية عليا في هذه الجمعيات.
علاوة على تطويع التطور في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في أساليب المناولة والتسويق والتخزين والخدمات الاجتماعية والشؤون المالية والإدارية وخدمة العملاء والمساهمين وأصحاب المصالح shareholders &Stakeholders إنها فرصة ذهبية لإعادة هيكلة للعمل التعاوني Restructuring وتطوير وتحديث للإدارة التعاونية وتوظيف وتدريب وتنمية للموارد البشرية الوطنية، والاستفادة من المتقاعدين بما يتناسب مع متطلبات العمل التعاوني وخبراتهم العملية والمهنية وبما يسهم في حل الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية وفي اختلال التركيبة السكانية وتكدس العمالة الوطنية في القطاع الحكومي إضافة إلى حوكمة وإدارة الجمعيات التعاونية بكفاءة وفعالية.
ويجب أن تكون إجراءات عملية إحلال الإدارة الجديدة محل الإدارة المنحلة مخططاً لها مسبقاً وواضحة وشفافة ووفق الإجراءات الإدارية والقانونية والدستورية وبما يسهل من عملية التسليم والاستلام والانتقال إلى الوضع الجديد بحيث لا تؤدي عملية الانتقال إلى ربكة في تقديم هذه الجمعيات لخدماتها للمواطنين والمقيمين.
ودمتم سالمين.