طال التزوير كل شيء، حتى المعاقين، أصحاب الاحتياجات الخاصة، لم يسلموا من مزاحمة المزورين لهم وعديمي الأخلاق والضمير في تزويرهم شهادات إعاقاتهم.
كم هي مؤثرة كلمات عتاب عندما يطلقها أحد المعاقين وهو يستصرخ، بمرارة، إخوانه الأصحاء بالكف عن مزاحمتهم لهم في حياتهم اليومية، ومنها مواقف السيارات المخصصة لهم، ومع أن هناك قانوناً يمنع الوقوف فيها، إلا أن هناك مَن يضرب عرض الحائط بالوضع الإنساني لهذه الفئة من المجتمع، فيتجاوزون على القانون في غياب مَن يطبقه عليهم.
يقول أحدهم إن هناك الكثير من المواقف مجهزة بأماكن مخصصة لنا، ولكن الذي يربك حياتنا وينكّدها هو مزاحمتنا عليها، ويقول بحسرة إنني في بعض الأحيان أواجه صعوبة في دخول الجمعية التعاونية، وفي مراجعة المدارس لأتابع أداء أولادي، وفي تخليص معاملاتي، فأصدم إما بعدم وجود موقف خاص بنا، أو أن أحد عديمي الإحساس استولى على مواقفنا الخاصة.
إنه فعلاً لأمر مخجل ومحزن أن يحدث هذا التصرف اللاإنساني في بلد مثل الكويت، نسبة التعليم فيه من أعلى النسب في الوطن العربي، ولكن يبدو أنه لا دخل للتعليم في مثل هذا التصرّف، بل هي ثقافة وأخلاق، وهذه الأمور كثيراً ما تحدث أمامنا من البعض، وكثيراً ما ننصحهم بعدم مزاحمة إخوانهم المعاقين، ولكن لا حياة لمن تنادي.
فماذا نتوقع من أشخاص لا يملكون أدنى إحساس إنساني تجاه معاناة غيرهم؟... فهم يستكثرون راحة إخوان لهم، في سبيل راحتهم هم، فيا حبذا لو تبدأ حملة توعية لتنمية وإشاعة الشعور الإنساني للمواطن الصالح، تعليمياً وإعلامياً، بل وفرض غرامات مالية رادعة على مَن ليس في قلبه رحمة بإخواننا المعاقين.
***
هناك أمر آخر يفتقده بعض الأشخاص أخلاقياً، مما يؤثر سلباً على وجه الكويت الحضاري، وهو رمي القمامة من المركبات، وهي ظاهرة مقززة تنتشر بين نوعية متخلفة من البشر، وهناك تكدس للقمامة في مناطق بعينها، مما يجعلها سمة من سمات سكانها.
أحد الإخوان المتطوعين والمهتمين بتنظيف الشواطئ بعث بصرخة أخرى يناشد فيها الجهات الحكومية، يقول فيها: نريد الكويت نظيفة، ونطالب الجهات الحكومية الثلاث، الهيئة العامة للبيئة، وشرطة البيئة، وبلدية الكويت أن يقوموا بواجبهم، حسب السلطة الممنوحة لهم، ومخالفة وتغرّيم كل مَن يرمي قمامة، أو يتسبب في تخريب البيئة صحياً، كما نتمنى أن تصدر الحكومة قانوناً صارماً يغرّمهم مالياً، أو حتى يُشهّر بهم.