قال رئيس إقليم صوماليلاند، موسى عبدي، في مقابلة متلفزة، إن قوات الإقليم الذي أعلن استقلاله من جانب واحد في تسعينيات القرن الماضي في خطوة لا تحظى باعتراف دولي، مستعدة للحرب في حال قررت الحكومة الصومالية المركزية مهاجمة الإقليم لإلغاء الاتفاقية التي وقعها مع إثيوبيا وتمنح أديس أبابا منفذاً على البحر الأحمر مقابل اعترافها باستقلاله.

وأكد عبدي، لقناة «العربية»، أن مذكرة التفاهم الموقعة مع إثيوبيا تهدف في المقام الأول للحصول على الاعتراف الدولي بالإقليم، الذي شدد على أنه «خرج من الاتحاد مع الصومال ولن يعود إليه مرة أخرى».

Ad

وقال عبدي: «كنا مستعدين لمنح إثيوبيا منفذاً بحرياً إذا ما اعترفوا بدولتنا وهذه هي الركيزة الأساسية للاتفاق مع إثيوبيا، وهذه هي الصفقة، وأظن أن هذا الاتفاق سيصب في مصلحة القرن الإفريقي من حيث العلاقات الدبلوماسية والتجارية».

وعن الدعم المصري لمقديشيو، قال عبدي «نرى أن الحكومة المصرية تقف ضد استقرار أرض الصومال»، بحسب قوله، متسائلاً: «الدول العربية تدعم وحدة الصومال، لكن أين هي وحدة الصومال على مدى الأربعين عاماً الماضية؟».

وأشار إلى أن الإقليم منذ التسعينيات «لم يشهد سوى عملية إرهابية واحدة في عام 2008، وعملية قرصنة واحدة».

وغداة هذه التصريحات، حذرت مصر أمس من أن الوضع الأمني الحالي بإقليم صوماليلاند «يحد من القدرة على تقديم أي مساعدات قنصلية»، مطالبة رعاياها الموجودين فيه بالمغادرة في أقرب وقت ممكن عبر مطار عاصمة الإقليم هرغيسيا.

وناشدت القاهرة الراغبين في التردد علي أي من أقاليم جمهورية الصومال الفدرالية الالتزام التام بالضوابط والإجراءات التي تحددها السلطات المختصة بحكومة مقديشيو.

وكشف وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» أمس الأول، عن إجرائه نقاشاً مطولاً مع أعضاء الكونغرس الأميركي، حول الوضع في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي وأزمتي السودان وليبيا وقضية المياه، باعتبارها مسألة وجودية بالنسبة لمصر، وتم الرفض الكامل لأي إجراءات أحادية تضر بحصة مصر في النيل.

وأكد عبدالعاطي أن مصر شددت على أهمية الاحترام والحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية، ورفض أي سياسات أحادية تمس وحدة الصومال.

وفي مداخلة ثانية مع قناة الشرق، قال وزير الخارجية المصري إنه لا علاقة للقوات المصرية الموجودة في الصومال بالتوتر مع إثيوبيا.

وتطرق عبدالعاطي إلى أزمة سد النهضة الإثيوبي، قائلا: «نهر النيل ليس نهرا تملكه إثيوبيا أو أية دولة أخرى، وإنما هو نهر عابر للحدود، وبالتالي تنطبق عليه قواعد القانون الدولي». وشدد على تمسُّك مصر بحقها في الدفاع عن نفسها وحماية أمنها المائي وصيانته».

من ناحيته، قال وزير داخلية صوماليلاند، أحمد كاهن، إن «الحوثيين» المتمردين في اليمن تحالفوا مع «حركة الشباب» لتهديد أمن المنطقة، وإن سلطات الإقليم التي تسيطر على الضفة المقابلة لمدخل البحر الأحمر لا تستطيع تأمين بوابة الممر البحري الاستراتيجي بمفردها.

تسليح بونتلاند

في غضون ذلك، عقد قائد الجيش الصومالي، اللواء إبراهيم شيخ محيي الدين، اجتماعا مع مسؤولين عسكريين أميركيين ناقش تعزيز التعاون العسكري في العمليات الجارية ضد الجماعات الإرهابية.

وأكد الجانبان أهمية التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وضمان أمن المنطقة، مع التزامهما بالعمل معا للقضاء على العناصر الإرهابية التي تهدد الاستقرار. وكان وفد اميركي عسكري زار إثيوبيا قبل أيام وأجرى محادثات.

وقبل ساعات، اتهم الصومال جارته إثيوبيا بإرسال الأسلحة والذخيرة إلى إقليم بونتلاند (أرض البنط) الانفصالي ذاتي الحكم، ووصف هذه الخطوة بأنها تهديد كبير لأمنه القومي وسيادته.

المنطقة الصومالية

في موازاة ذلك، اتهمت جبهة تحرير أوغادين (ONLF) الحكومة الإثيوبية بانتهاك الحقوق الدستورية للصوماليين الذين يعيشون في المنطقة الصومالية بإثيوبيا.

وقالت إن الحكومة الإثيوبية خرقت اتفاق السلام الذي وقّعه الطرفان عام 2018، مما دفع الجبهة إلى إعلان أنها ستسعى لتحقيق طموحاتها السياسية سلميا.

وأشارت الجبهة إلى أن إدارة المنطقة الصومالية اتخذت خطوات قالت إنها مثيرة للقلق، وأضافت أن إثيوبيا استغلت الخلاف القائم بينها وبين الصومال لإهانة الصوماليين داخل إثيوبيا وإجبارهم على إنكار هويتهم.

واتهم زعيم الجبهة عبدالرحمن مهدي الحكومة الفدرالية الإثيوبية بنشر المزيد من الجيش في المنطقة الصومالية، وكشف عن مخططات لتقسيم المجتمع الصومالي في إثيوبيا وإنشاء عاصمة جديدة للمنطقة، بدلاً عن مدينة جكجكا، ووصف الإدارات المتعاقبة التي كانت تحكم المنطقة الصومالية بأنها كانت دمية في يد الجيش الإثيوبي.

كما اتهم الإدارة الحاكمة في المنطقة الصومالية بالفشل في إيجاد حلول للصراعات العشائرية التي خرجت عن السيطرة في الوقت الحالي.

من جهته نفى رئيس المنطقة الصومالية في إثيوبيا، مصطفى عغجر، اتهامات جبهة تحرير أوغادين، وأشار إلى أن المنطقة كانت تنعم بالأمن في السنوات الخمس الماضية، موضحا أنها حققت التقدم، وذكر أنه لا يوجد أحد أجبر الصوماليين في إثيوبيا على إنكار هويتهم.

وأضاف عغجر أنهم لا يقبلون نقل المشاكل القائمة في الإقليم إلى منطقتهم، متهما الجبهة بنشر دعايات لا أساس لها من الصحة، وذكر أنه لا توجد خطة لتغيير علم المنطقة الصومالية كما أشيع، ولا خطة لتغيير العاصمة.