في خطوة من المرجح أن تزيد التوتر المتصاعد بين مصر وإثيوبيا، تلقت الحكومة الصومالية اليوم ، شحنة ضخمة من المساعدات العسكرية المصرية تتضمن مدافع أرضية ومضادات للطائرات، في ثاني خطوة من نوعها بعد شحنة أسلحة مصرية تلقتها مقديشو في نهاية أغسطس الماضي.
ونشر وزير الدفاع الصومالي عبدالقادر محمد نور على موقع «إكس» صورة خلال استقباله بميناء مقديشو «الكورفيت الشبحي» التابع للقوات البحرية المصرية «سجم بورسعيد» المحمل بأكبر شحنة من المدفعية الثقيلة والأسلحة المضادة للدبابات منذ رفع الأمم المتحدة حظر الأسلحة عن الصومال في ديسمبر 2023.
وتم تفريغ الشحنة، التي تضمنت أيضاً مدافع ميدانية وناقلات جند مدرعة وحاملة معدات وذخيرة وأسلحة وعتاداً عسكرياً متنوعاً، تحت حراسة أمنية مشددة، مع إغلاق الميناء مؤقتاً أمام حركة المرور التجارية لتسهيل عملية النقل.
وقال وزير الدفاع الصومالي خلال استقبال السفينة: «نحن نعرف مصالحنا وسنختار بين حلفائنا وأعدائنا... شكراً مصر»، مضيفاً: «الصومال تجاوز مرحلة الإملاءات حين كانت تُفرض عليه الأوامر، وينتظر تأكيدات الآخرين بشأن من يتعامل معه». وذيّل تدوينته بكلمة: «السيادة».
في السياق، كشفت مصادر صومالية لـ «العربية.نت»، عن وصول فريق طبي مصري من مختلف الاختصاصات إلى العاصمة مقديشو، لإجراء عمليات جراحية وفحص عدد من المرضى بمستشفى «ديمارتينو»، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار الجهود المصرية لتوفير الرعاية الصحية المجانية والإنسانية للمحتاجين.
وتؤكد هذه المساعدة العسكرية، التي تأتي في إطار الاتفاقية الدفاعية المشتركة الموقعة في أغسطس الماضي بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وحسن شيخ محمود، التزام مصر العميق بالمشاركة العسكرية في منطقة القرن الإفريقي وسط تصاعد التوترات الإقليمية. وبعد اتهام وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي إثيوبيا بالتعنت فيما يخص مذكرة التفاهم الموقعة بين أديس ابابا وإقليم «صوماليلاند» الانفصالي والتي تمنح اثيوبيا وجوداً عسكرياً وتجارياً على البحر الأحمر، أفادت معلومات بأن مقديشو أبلغت الوسيط التركي رفضها أي شكل من أشكال التفاوض مع أديس أبابا قبل إلغاء المذكرة مع «صوماليلاند»، التي يفترض أن تمنح الاقليم اعترافاً اثيوبياً باستقلاله وهو ما تعتبره مقديشو خرقاً لسيادتها.
وأعلنت تركيا قبل أيام تأجيل جولة ثالثة من المفاوضات بين البلدين حتى إشعار آخر، مضيفة أنها ستواصل التفاوض مع كل طرف على حدة في محاولة لتقريب وجهات النظر.
وقال رئيس إقليم «صوماليلاند» موسى عبدي في مقابلة تلفزيونية، إن الإقليم مستعد للحرب في حال قررت مقديشو شنّ عملية ضده لاجباره على إلغاء المذكرة مع إثيوبيا.
وهددت مقديشو بدعم حركات انفصالية إثيوبية، فيما انقسمت الولايات الصومالية بين مؤيد لإثيوبيا ومؤيد لمصر، كما شهد «صوماليلاند» تحركات لقبائل رافضة للانفصال.