مؤسف حال نادي الجهراء وما يمر به من أزمة مستمرة مما يقارب السنتين أو أكثر حتى الآن للسيطرة على مجلس إدارته من قبل أطراف عدة، فهو بالتأكيد صورة مصغرة عن الصراعات الأكبر والأشمل في الرياضة الكويتية، والتي عصفت بكل ما هو جميل وجاءت على الأخضر واليابس فيها، وهو دليل واضح على أن ما يحكم ويتحكم في رياضتنا لا علاقة له بالمصلحة العامة ولا المنافسة الرياضية الشريفة، بل هو صراع مصالح وبحث عن تحقيق إنجازات شخصية ومحاولات بروز واستفادة خاصة بعيداً عن أي شيء آخر.
كما أن هذه الأزمة تعطي مؤشراً حقيقياً على آلية التعاطي الرسمي للدولة مع الرياضة وما تتعرض له من نهج تدميري مبرمج أمام أعين وتحت بصر ورقابة الحكومة التي تقف موقف الشاهد «اللي ما شفش حاجة» بحجة أن أي تحرك منها قد يفسر بأنه تدخل ممنوع في الرياضة وفق المواثيق واللوائح الدولية، وهو «عذر أقبح من ذنب»، فالحكومة غير «المشتهية» يجب عليها عندما تصل الأمور والصراعات إلى أنها تضر بمصالح الشباب واللاعبين وتؤدي إلى حرمانهم من ممارسة هواياتهم وترمي بأحلامهم في مهب الريح يجب ويلزم أن تتدخل وبكل ما أوتيت من قوة لوقف هذه المهازل ولجم كل الأطراف المتصارعة في النادي، وإلزامها بحدودها، حماية لهذا الكيان ومصالحه ومصالح المنتمين إليه من لاعبين وجماهير، لا أن تترك الأمور للشهوات والنزوات والمطامع.
نقول هذا الكلام وسط حسرة وحرقة ونحن نرى نادياً بقيمة «الجهراء» يُدمّر على يد من يدعون أنهم أبناؤه، لأننا نعلم علم اليقين أن أغلب، إن لم يكن جميع من تورط في هذا الصراع داخل النادي، هم أدوات وتحولوا إلى وقود لمعارك وامتداد لصراعات في أماكن أخرى لا علاقة لها بالجهراء ولا مصالحه أو أبنائه.
والغريب في الأمر أن «هؤلاء»، أي أطراف النزاع المتصارعين أو المستخدمين للسيطرة على كراسي مجلس الإدارة، كل منهم يدعي أنه يبحث عن مصلحة النادي ومنتسبيه، وذلك منهم براء، وأبعد ما يكون عن الواقع «وكلٌّ يدعي وصلاً بليلى... وليلى لا تقر له بذاك»، فصراعهم ومعاركهم أدت إلى أن النادي فقد وجوده القانوني، ولا يتمكن مع الأسف حتى من تسجيل لاعبيه للمشاركة في المسابقات المحلية في مختلف الألعاب والاتحادات.
والسؤال هو: مَن يتحمل مسؤولية استمرار هذا الوضع البائس في نادي الجهراء؟ وإلى أين يذهب أو يلجأ منتسبو هذا الكيان التاريخي من اللاعبين لإنصافهم؟ ولماذا يضيع مستقبلهم الرياضي وتذهب طموحاتهم أدراج الرياح بسبب صراع لا ناقة لهم ولا جمل فيه؟ أليس بينكم رشيد؟ أما آن لنا أن نرى ضمائر حية تهتز وتثور بوجه هؤلاء بكافة انتماءاتهم وتوجهاتهم ومصالحهم لتنتصر لأبناء الجهراء وتنقذ ناديهم وما تبقى من أمل فيه؟
بنلتي
لو ترك الأمر لي لاتخذت قرارين كفيلين بإنهاء أزمة نادي الجهراء بأسرع وقت، أولهما هو سحب منشأة النادي الحالية ومنحها لنادٍ يشهر في ذات المنطقة تحت اسم جديد، ويمنع كل من اشترك في النزاع الدائر حالياً في نادي الجهراء من الاشتراك فيه. أما القرار الثاني فهو إحالة كل أطراف الصراع والأزمة الحالية إلى السلطات المختصة، مع إيجاد التكييف القانوني المناسب لما اقترفوه بحق النادي وأبنائه، فما حصل جريمة بحق النادي والشباب والرياضة والوطن... هناك من سيعتبر هذا تحريضاً، وأنا أقول «إيه نعم تحريض علني وعيني عينك بعد».