أدلى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بتصريحات على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك أظهرت رغبته في انتهاج خط براغماتي مغاير لسلفه الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي بشأن دعم طهران لحفائها الإقليميين، إذ لفت إلى أن «حزب الله» اللبناني لا يستطيع أن يقف في وجه إسرائيل بمفرده، لكنه رأى أنه يجب على الدول الإقليمية والإسلامية أن تجلس معاً من أجل عدم السماح بأن تتحول لبنان إلى غزة أخرى. وقال بزشكيان، خلال مقابلة مع «سي إن إن»، إن الحزب اللبناني وحده لا يستطيع أن يقف في وجه دولة مسلحة تسليحاً جيداً جداً ولديها القدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر وتدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية طلب طهران من الحزب ضبط النفس في رده على الضربات الإسرائيلية النوعية والمكثفة التي يتلقها منذ نحو أسبوع، قال بزشكيان: «قبل حدوث أي شيء أكثر خطورة، أعتقد أن على المنظمات الدولية أن تجتمع».
وفي وقت يبدو أن رياح التغيير التي هبت على طهران بانتخابات يوليو الماضي أتت بما لا يشتهي حليفها اللبناني حسن نصرالله، اكتفى بزشكيان بالقول، إن بلده «ستدافع عن أي مجموعة تدافع عن حقوقها وعن نفسها»، رداً على سؤال عما إذا كانت إيران ستدخل الصراع بين إسرائيل و«حزب الله».
ووصف العدوان الإسرائيلي على لبنان بأنه «أزمة إنسانية وإجرام»، محذراً من «امتداد نيران الأحداث إلى المنطقة برمتها وتفاقمها إلى صراع إقليمي قد يشكل خطراً على مستقبل العالم».
واتهم الرئيس الإيراني إسرائيل بأنها تريد جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، وقال: «لا نرغب في أن نكون سبباً لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، لأن عواقبه ستكون لا رجعة فيها».
وأضاف: «نريد أن نعيش في سلام ولا نريد الحرب. إسرائيل هي التي تسعى إلى خلق هذا الصراع الشامل»، داعياً إلى إنهاء الصراع في المنطقة عبر الحوار.
كما تنصل الرئيس الإيراني من تبعية جماعة «أنصار الله» اليمنية لبلده، مدعياً أن الحوثيين في اليمن «لا يستمعون إلى أوامر من الحكومة الإيرانية».
وزعم بزشكيان، أن الجماعة اليمنية المسيطرة على صنعاء تتمتع باستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفذ الهجمات المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر بموازاة حرب غزة دون انتظار ما يجب عليهم فعله أو عدم فعله من طهران.
وتابع: «حتى في داخل بلدنا، هناك من يختلف معنا ولديه اعتقادات خاصة به فنحن نحاول منع التطرّف والتصرفات غير المدروسة داخل بلادنا، فكيف يمكننا السيطرة على من في الخارج الذين تحركهم اعتقاداتهم ومشاعرهم؟ إنهم لا يمكن أن يستمعوا إلينا».