منذ نحو أربعة أشهر ونحن نتلقى مجموعة من الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة تتمحور حول مشاجرات وحوادث متفرقة لعدد من الشبيبة الكويتيين والخليجيين بالأخص في مملكة تايلند والتي شكلت وجهة سياحية للسياح الكويتيين منذ زمن، وقبل الشروع في تفاصيل ولب هذا المقال وجب التوضيح تحديداً عن بعض الحيثيات التي لامستها مؤخراً وعلى المستوى الشخصي فيما يخص زيارة تايلند والسياحة في الشرق الأقصى والأدنى عموماً.
اكتسبت تلك الدول سمعة غريبة تتصل بالسياحة الليلية الشبابية الحمراء عبر الأزمان وكأن تايلند وتلك الدول لا تمتلك شيئاً من مقومات السياحة إلا تلك الأمور، بالطبع هذا أبعد ما يكون عن الواقع والحقيقة، وتايلند ومثيلاتها من الدول الآسيوية لديها من مقومات السياحة الشيء الكثير والكثير جداً، بما في ذلك طبيعة خلابة وثقافة ومتاحف واسواق نوعية فريدة وحتى سياحة «إسلامية» بحتة لمن أراد ذلك أيضاً كما هي الحال في دول آسيوية عدة.
لا أقول ذلك وأنا شخصياً من محبي السياحة الآسيوية تحديداً وذهابي مؤخراً كان في رحلة عمل كما هي الحال في كل زياراتي الى دول آسيا باستثناء الخليجي منها، ولكن أقول هذا من باب الإنصاف وتوضيح ما أراه شخصياً واضحاً وقد التبس على الكثير من الناس، ولكن وإلى قرابة الاسبوع، توالت أخبار عدة لحوادث غريبة عجيبة يكون كويتيون أو خليجيون طرفاً تتسم إما بالمشاجرات وإما بحوادث مرورية وخلافه وأغلبها تكون في تايلند.
إعطاء الثقة لشباب مراهقين في السفر يستوجب من أولياء الأمور أشياء عدة تحضيرية تتمحور حول تثقيفهم والتأكد بأن ذهابهم يجب أن يكون تحت مظلة قوانين تلك الدول مع الحرص التام بأنهم بالمقام الأول والأخير هم سفراء لأسماء عوائلهم وبلدانهم وحتى بقية أبناء وطنهم لإعطاء انطباع جميل لسكان تلك الدول، ولست هنا بمقام التنظير وإعطاء المواعظ من برج عاجي غير متصل بالواقع، لكن ما نراه هذه الفترة ليس إلا عنفواناً شبابياً طاغياً يظهر في تلك البلدان ويتبلور على شكل مشاجرات مع مختلف الجنسيات في السفر لتصلنا أخبار غريبة وعجيبة عن تلك الحوادث، والأدهى والأمرّ هو في حال الحوادث المرورية لأناس ليس لديهم رخص قيادة أصلاً في بلدانهم الأصلية!! فكيف يستقيم هذا كله مع منطق السفر وأهدافه الأصلية من تثقيف وتعلم ما هو جديد وصولاً لتغيير النفسية والعيش مع الطبيعة الخلابة.
زيادة على تلك الحوادث أثناء سفر الشباب أيضاً يجب العمل على بحث أسبابها في الداخل ومعرفة أصل المشكلة، إن كانت اجتماعية مثلاً، وبالمقام الأول والأخير هي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق أولياء الأمور ليزرعوا ثقافة حسنة بين أبنائهم ومجتمعهم في حال السفر والتفكير في مستقبلهم وحفظه من الضياع إذا ما تفاقمت تلك المشاكل وأصبحت بين طيات القوانين والمحاكم والسجون خارج الدولة خصوصاً أن بعض الاشتباكات في تايلند تحديدا كانت مع أطراف لجريمة منظمة وعصابات خطرة.
على الهامش:
قرأت تغريدة عجيبة فحواها أن الحكومة في الكويت تستهدف «سحق» الطبقة الوسطى من المواطنين، فمبدئياً لا توجد حكومة تهدف إلى ذلك الأمر، لسبب جدا بسيط وهو أن ذهاب أي سلطة تنفيذية لمثل تلك الأجندات ليس إلا دماراً ووبالاً عليها قبل أي شيء، تتمثل بتدمير القوة الشرائية وزعزعة الأمن الاجتماعي والأسري وحتى زعزعة استقرار الشارع بشكل عام، فهل بعض الأمور الحاصلة في هذا الوقت تعطي هذا الانطباع؟! الإجابة هنا بـ(نعم)، وعلى الحكومة الانتباه لهذا الأمر.
هامش أخير:
في العالم المثالي يجب سن قانون يحظر ويمنع الشخصيات القيادية في السابق من الظهور في الإعلام والتنظير وإعطاء نصائح للشعب، وهم بالأصل جزء من المشكلة والدمار الذي يعيشه القطاع الذي تولاه.