تفاعل معرض «خطوط التراث»، الذي أقيم في مجمع «A5» بمنطقة الشويخ الصناعية، مع الماضي، ليرسم ويخط من خلاله نخبة من الفنانين والخطاطين والمصورين طريقاً معبَّدة للدخول إلى أعماق الماضي، من أجل رصد تحولاته وحالاته، حيث فرشاة الرسم أو الخط أو كاميرا التصوير. والمعرض كان أشبه بآلة الزمن التي تأخذ الأفكار إلى عالم تعبق منه رائحة الماضي البعيد بكل جماله وخيالاته.
وبهذه المناسبة، قال منظما المعرض من مجمع «A5» جنا قاسم ومؤيد والي، إن «المعرض يتضمَّن رحلة عبر التراث والتاريخ، وشارك فيه فنانون تشكيليون وخطاطون، ومصورون فوتوغرافيون، رصدوا لنا جماليات التراث من أصالة ومعاصرة، إضافة إلى رصد الماضي ببيوته وبحره ومكوناته، حيث اجتمعت في المعرض الكثير من المظاهر التي يمتاز بها تراثنا، مثل المرونة التي تتناسب مع الأفكار المطروحة من قِبل الفنانين والخطاطين والمصورين المشاركين».
«الجريدة» التقت بعض المشاركين، حيث قالت الفنانة ابتسام العصفور إنها شاركت بعملين، الأول لـ «الدزة»، وهي من مراسم العُرس الكويتي القديم بعد أن تتم الخطبة، وهي الهدايا التي يقدِّمها أهل المعرس للعروس، وتُوضع في قطعة قماش مربعة مزركشة، وتُربط من أعلى، ثم تذهب بها قريبات أهل المعرس إلى منزل العروس سيراً على الأقدام. والعمل الثاني بعنوان «الدزة 2» زيت على كانفاس. وترصد اللوحة النسوة من أهل المعرس مع قريبات العروس يجلسن في ليوان المنزل، ويقمن بفتح الهدايا، التي عادةً ما تكون قطعاً من الأقمشة، إضافة إلى بخور وعطور ومبلغ نقدي، في أجواء مبهجة، وعبق البخور يعطِّر المكان.
من جهته، ذكر الخطاط والفنان فخري إبراهيم أنه فنان تشكيلي حروفي، لافتاً إلى أنه شارك بعمل واحد جمع فيه ألوان الاكريليك، ووضع عدة ألوان وحروف متداخلة في بعضها البعض.
وأشار إلى أن فن الخط مع التشكيل يعطي تميزاً في الحروف مع الألوان، فعند رسم لوحة باستخدام ألوان وخطوط مميزة وتركيبات جميلة تشد نظر المتلقي بصورة كبيرة.
ضياع الهوية
وشارك الفنان عبدالله الهلفي بعملين بعنوان «ضياع الهوية»، حيث «اختلاط هويتنا العربية التقليدية بهوية الغرب والتقليد الأعمى».
واستخدمت الفنانة جود النصرالله بعملها (ريوغ) ألوان غواش على كانفاس، رصدت فيه الفطور العربي، الذي يعكس القيم الثقافية للمنطقة، المتمثلة في الضيافة والكرم وروح المجتمع، حيث يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء لمشاركة الأطعمة المحلية، مثل: الزيتون، والبيض، والخبز، ما يعزز الروابط. وبينت أن هذه الوجبة تجسِّد أسلوب الحياة العربي، حيث التقاليد، والوحدة، والشعور العميق بالجذور والتراث.
ورسم الفنان جابر خضير في أحد الأعمال التي شارك بها عملاً بعنوان «لقاء الأصدقاء»، مستخدماً الأكريليك. ويبين العمل فكرة لقاء الأصدقاء بشكل معبِّر، وهم في لحظة شوق الأحاديث المتبادلة والذكريات الجميلة، حيث «تتواجد بمجتمعنا الحالي هذه اللقاءات في البيوت أو الأماكن العامة، مثل المقاهي والأسواق والمولات».
أما الفنانة شيخة السيف، فقد شاركت بمجموعة من الأعمال بعنوان «Sculpture»، وفي هذه الأعمال دمجت الخرز الملون وفن الخط الكوفي، موضحة أن سبب اختيارها لهذا النوع من الخط، أنه من أقدم الخطوط العربية الإسلامية، وكوَّنت عبارات تعكس جمال منطقة فلسطين.
وشارك د. فهد الضاوي بمجموعة أعمال بعنوان «سلسلة فلسطيني: أوقفوا إطلاق النار»، حيث تروي هذه السلسلة من الملصقات قصة الأوقات الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، وتسلِّط الضوء على الحاجة المُلحَّة لوقف الصراعات الجارية وحماية الأرواح البريئة، و«هي رسائل نابضة بالمشاعر، تدعو المتلقين للتفكير في التكلفة البشرية لهذه الأوضاع، فكل ملصق يذكِّرنا بكيفية تعبير الفنانين في الماضي عن مشاعرهم، سواء كانت غضباً أو إحباطاً أو فخراً بوطنهم».
جدير بالذكر، أن الفنانين المشاركين، هم: عبدالله البلوشي، وجنا قاسم، وابتسام العصفور، وشعاع الرشيدي، وعبدالله الهلفي، وحمد الحمادي، وعادل الخلف، وجابر خضير، وخالد المدني، وجود النصرالله، وسليمان حيدر، وزكية المهدي، وسيف أغبر، ونورا العبدالهادي، وطارق سليمان، وسهيلة النجدي، وهاجر حيدر، وكلارك ستوكلي، وأمل غنام، وعائشة السيف، ود. فهد الضاوي، وسليمان الخريف، وفخري إبراهيم، وشيخة السيف.