تحدَّثت «سيدة الشاشة الخليجية» الفنانة حياة الفهد في جلسة حوارية بعنوان «مسيرة عطاء»، أمس الأول، في مقر الملتقى الإعلامي العربي في دسمان، بمشاركة رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصُناع الترفيه المحامي والإعلامي خالد الراشد، وأدار الجلسة الأمين العام للملتقى ماضي الخميس، ضمن فعاليات نادي رقي لدعم الثقافة والإعلام.

وقالت الفهد إن المسرح تحوَّل من منصة لإصلاح المجتمع إلى مكان للرقص، واستعراض غير مبرر، ومن دون أي هدف، وفي المقابل يلهو الطفل، ويلعب، ويشعر بالإثارة والفرح، نتيجة هذه الاستعراضات الملونة والمبهرة، لكن للأسف لا يستفيد منها شيئاً، ولا تعود عليه بأي قيمة نافعة بشأن أفكاره وتنشئته.

Ad

محاربة الشباب

وأكدت أنها لا تحاول محاربة العروض المسرحية التي سيطرت على المشهد المسرحي بالكويت في السنوات الأخيرة، لكنها تأسف لحال المسرح، وما وصل إليه من تسطيح للقيم، ومحاولة الترفيه من دون هدف أو قيمة، لافتة إلى أن هناك محاولات من شباب مبدعين لتقديم شيء مميَّز وحقيقي.

وحول زيادة عدد العروض المسرحية، قالت الفهد: «كثرة عروض المسرح شيء جيد بالتأكيد، لكن للأسف هناك كثرة فيها مبالغة، لأن تواصل العروض حتى منتصف الليل أمر غير صحي وغير مفيد للطفل والكبار، وخمسة عروض في اليوم طمع مادي، لأنه ليس من الممكن أن يقدِّم الفنان عملاً بهذا العدد والتكرار يومياً. هم يعتمدون على تسجيل صوت المسرحية، والقيام فقط بالحركة على المسرح من دون هدف أو روح، وهذه الأساليب بلا شك لا تصب في مصلحة العمل الفني».

وذكرت أنه من غير المقبول أن يكون الهدف الأساسي من المسرح مجرَّد الكسب المادي دون تحقيق أي قيمة إنسانية، مؤكدة أنها ليست ضد تحقيق ربح مادي من العروض، بل على العكس، فلابد أن يحقق المسرح ربحاً وعائداً مجزياً، لكن على ألا تكون المادة هي الهدف، موضحة أن المسرحيات السابقة كانت تجمع بين إصلاح المجتمع والكوميديا والربح.

تكريم الفنانة حياة الفهد

وحول أزمة النصوص، قالت: «هناك محاولات شبابية جميلة تستحق التشجيع، لكنها ليست كافية، فالمسرح الكويتي يستحق الأفضل، لذلك قد نتجه أحياناً إلى تكويت أعمال المسرح العالمي، وهذا ليس بخطأ، بل يعتمد على ذكاء الكاتب في تقديم عمل يحمل بصمته وبصمة مجتمعه المحلي، وإن كان اقتباساً من نصوص عالمية»، وفي السابق قدَّم المسرح الكويتي نصوصاً عالمية.

وحذَّرت الفهد من انجراف الفنانين الشباب مع تلك الموجة التي تسيطر على المسرح فقط من أجل التواجد وتقديم الأعمال وتحقيق الكسب، لذلك يقدِّمون عدة أعمال على مدار العام، وهي زيادة كمية، وليست كيفية، مضيفة أنه على الفنان تقديم عملين مسرحيين فقط خلال العام، للتركيز عليهما وإخراجهما في أفضل صورة، مع الحرص على الاهتمام بعروض الطفل، وأن تكون موجَّهة له بشكل واضح ومدروس، بدلاً من الزج بالطفل في أعمال لا تليق به، ولا بعُمره وطريقة استيعابه للأمور.

واتهمت الفهد بعض المنتجين بالتركيز على مواسم الأعياد وإجازات الطفل، للاستيلاء على عيديته واستغلال وقته في تقديم عروضهم غير المفيدة، مؤكدة أن الطفل الآن لم يعد طفلاً بالمفهوم القديم، بل أصبح أكثر وعياً ونقداً للأعمال، لكنه لا يزال من السهل تشويه أفكاره بعروض ومفاهيم غير جيدة.

وشددت على أنه يجب أن يكون للفن، والمسرح بشكل خاص، دوره في تعزيز قيم المجتمع، لأنه للأسف أصبح يشجع الطفل على الخطأ، ولا يوجهه لاحترام الأسرة والكبار، من خلال تقديم دروس أخلاقية، ليتحوَّل إلى أداة لهدم المجتمع بالخروج على النص والارتجال غير المبرر، والابتذال أحياناً.

وطالبت الفهد المسؤولين في الكويت بالتصدي لعشوائية المسرح في الكويت على مستوى العروض والموضوعات، وتقنين التصاريح، وتخصيص مسرح وطني غير دار الأوبرا، ليتم من خلاله تقديم أعمال راقية تساهم في بناء المجتمع.

كما اتهمت بعض الفنانين بالجرأة في تقديم أدوارهم، مؤكدة أنها ضد الجرأة التي تثير استياء المجتمع، فالفن لا يدعو إلى الجرأة، بل يمكن الإشارة للأفكار التي تثير حفيظة المشاهد بطرق مهذبة لا تضر المجتمع، ولا تحارب التقاليد والعادات في المجتمعات العربية المتحفظة.

من ناحيته، قال خالد الراشد إن الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصُناع الترفيه يحاول القيام بدوره، من خلال دعم وتشجيع الأعمال المسرحية التي تتناسب مع قيم المجتمع الكويتي. وأضاف أن الاتحاد سيبدأ من خلال التعاون مع شركات الإنتاج الفصل التام بين عروض الطفل وعروض الكبار، على مستوى المسرح، أو حتى على مستوى الإنتاج الفني بشكل عام، حتى لا يتعرَّض الطفل لمحتوى لا يليق بتنشئته، وذلك بالتعاون مع وزارة الإعلام وجميع الجهات المعنية في الدولة.