بينما يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حملته لحشد الدعم لبلاده قبيل انتخابات أميركية قد تفضي إلى تحوّل كبير في موقف أكبر جهة داعمة لكييف، داعياً إلى «إرغام» روسيا على السلام، حذّرت موسكو من محاولة إجبارها على إنهاء الحرب، معتبرة مثل هذا التوّجه «خطأ قاتلاً ستكون له عواقب»، فيما ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً مهماً لمراجعة عقيدة بلاده النووية، رداً على تزويد كييف بأسلحة تمكنها قصف عمق الأراضي الروسية.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خطة زيلينسكي «خطأ فادحاً» ستكون له عواقب على كييف، مضيفاً أن موسكو «داعمة للسلام لكن بشرط ضمان أسس أمنها»، في إشارة إلى إعلان سابق لبوتين أن بلاده ستنهي الحرب فقط إذا وافقت كييف على التخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتنازل عن المناطق الأربع التي ضمتها موسكو بإجراء غير معترف به دولياً، وهي مطالب ترفضها أوكرانيا.

Ad

وفي سياق متصل، ترأس بوتين اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي بشأن الردع النووي، فيما تبحث موسكو كيفية الرد على طلبات أوكرانيا بأن تسمح لها الولايات المتحدة بقصف عمق الأراضي الروسية بصواريخ غربية بعيدة المدى.

وأوضح بيسكوف أن اجتماع مجلس الأمن حدث مهم «سيدلي فيه الرئيس بكلمة أما بقيته، ولأسباب واضحة، فستحمل صفة سري جداً»، بينما تدرس موسكو كيفية الرد إذا سمحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لأوكرانيا باستخدام الصواريخ التي يزودها بها الغرب لضرب عمق روسيا.

وسبق لبوتين أن حذّر من أنه إذا أعطى الغرب ذلك الإذن لكييف فإنه سيكون قد دخل في قتال مباشر ضد روسيا التي ستضطر لاتخاذ «قرارات مناسبة».

ويأتي الموقف الروسي بعد أن قال زيلينسكي خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، إن موسكو لا يمكن أن تقبل بالسلام إلا مرغمة، متهما كلاً من إيران وكوريا الشمالية بأنهما «متواطئتان» في الحرب ببلاده، ومجدداً مطالبته الدول الغربية بأن تدعمه بصواريخ بعيدة المدى للدفاع عن مدنه.

ويعرض زيلينسكي في واشنطن حيث يحظى بدعم قوي من الرئيس جو بايدن «خطة النصر»، فيما تواجه أوكرانيا رياحاً معاكسة مع تقدّم القوات الروسية في الشرق بينما يهدد المرشّح الجمهوري دونالد ترامب بإيقاف المساعدات العسكرية لكييف.

وقال الكرملين أمس، إن ما يحدث على ساحة المعركة في شرق أوكرانيا إيجابي بالنسبة للقوات الروسية في وقت أعلنت موسكو أنها سيطرت على قريتين إضافيتين هناك وبدا أن قواتها تقترب من بلدة فوليدار المحصنة التي تعزز الدفاعات الأوكرانية في منطقة دونيتسك جنوب البلاد منذ 2022.