الجولات الميدانية للوزراء والقياديين التي تواكب افتتاح بعض المشاريع وغيرها في الأجهزة الحكومية، التي يتم من خلالها الوقوف على الخدمات الحكومية، تسهم بشكل أو بآخر في حل بعض القضايا التي تواجه الموظفين ونقص الخدمات لديهم وتحديد احتياجاتهم، فضلاً عن التقاء القياديين بموظفيهم في بعض القطاعات، التي يتمنى العاملون فيها الوصول إلى هؤلاء المسؤولين لإيصال صوتهم ومطالبهم واحتياجاتهم وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تسهم في تحسين طبيعة العمل وتطويره ومواكبة المستجدات.
وعلى الرغم من أن هذه الجولات تكتسب طابعاً مميزاً في العادة، وتحقق الأهداف المرجوة في الوقوف على مكامن الخلل وتصحيح الأخطاء، فإن هناك بعض القطاعات لا تزال تعاني الويلات، خصوصاً في الأجهزة الخدماتية التي تتمركز في مواقع بعيدة وتعاني نقصاً في بعض الخدمات التي يحتاجها العاملون هناك، لا سيما التي تقع في مناطق صحراوية على سبيل المثال، والوصول إلى هذه المواقع البعيدة سيعطي دافعاً أكبر للموظفين، ويعزز عندهم العمل بروح الفريق الواحد، كونهم معنيين بمتابعة العديد من الأمور التي تلامس احتياجات المواطن بشكل يومي.
فعملية خلق جو يسوده التعاون بين الجميع في أي عمل مهمة لنتائج مثمرة، خصوصاً إذا ارتبط الأمر بتوطيد العلاقة بين القيادي وموظفيه، بعيداً عن البيروقراطية والنعرة التي يعتقد بعضهم أنها ستحقق له الاحترام بسبب فارق المسميات الوظيفية، وستعطي دافعاً أكبر لشعور الموظف بالخوف حتى لا يخرج عن نطاق مسؤولياته، وهو اعتقاد غير صحيح ولن يحقق أي نتائج مثمرة أو معطيات إيجابية بقدر انعكاسه السلبي على واقع العمل.
فالابتسامة الصباحية بين القيادي وموظفيه ستعزز ثقة التعامل بينهم، وستكون دافعاً للعمل والإنجاز دون الأسوار الفاصلة والأبواب المغلقة، وهذا الأمر يجب أن يعيه المختصون في الأجهزة المعنية، بحيث يفرضون دورات للقياديين وذوي الوظائف الإشرافية في كيفية التعامل مع الآخرين، وهو ما من شأنه أن يحقق المراد، وهي ثقافة سائدة في دول أخرى نجحت في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية بين المسؤولين والموظفين، مما حقق نتائج إيجابية في أجهزتهم وحققوا طفرات في الإنجاز، طالما يشعر الموظف براحة بال وانسيابية في العلاقات التي تعكس أداء التعاون المشترك.
وهي فرصة لديوان الخدمة المدنية المعني بأن يلتفت الى هذا الأمر، ويطلع على تجارب بعض الشركات في القطاع الخاص أو تجارب الدول الأخرى التي تعتمد أولاً على خلق بيئة عمل صحية واجتماعية للوصول الى تحقيق الرؤى والتطلعات المطلوبة في الإنجاز.
آخر السطر:
الترهيب ينعكس سلباً على الترغيب.