في كثير من الدول حول العالم نجد أن الإدارة الاستثمارية تفرض عمل تدريب للموظفين لديها على المهام العملية والوظيفية والإدارة عندها، خاصة الجدد منهم، ومهما كانت خبراتهم، آخذة بعين الاعتبار اختلاف الجامعات للخريجين واختلاف البيئات الوظيفية للقادمين «الأجانب»، فتعمل على إدراجهم عملياً في جوها بتطوير خدماتهم وتنمية مهاراتهم، بالإضافة إلى تعلم مهارات أخرى قد يحتاجها الموظف في تحسين العمل وتخطي الصعوبات التي تواجهه للوصول إلى أفضل النتائج، وذلك ضمن المؤهل لديهم.

ومن ثم تضع البروتوكول الحيوي اللازم للسمو بكفاءة الموظفين لما فيه مصلحة جميع الأطراف، من الاستثمار والمستثمر والقائمين عليه، كل حسب شهاداته التخصصية وكفاءته العملية، حتى أن بعض الجامعات لديها قسم خاص يعرف بـCounseling and Psychotherapy وذلك لمنح الاستشارات والآراء الشخصية والنفسية للطلبة الجدد فيما يخص الجو العام والحياة المثالية في الجامعة واختيار المواد والقسم الصحيح لإكمال الدراسة والتخصص، خاصة للطلبة الأجانب عن البلد.

Ad

فكان لا بد من مشاركة الأجيال الكبيرة والعتيقة المتبحرة بالعلم والعمل حسب التخصص، وتبادل خبراتها وأبحاثها مع الخبرات الحديثة، وأرى لها تنظيم دورات أو ندوات تدريبية للتطور الشخصي والمهني والمجتمعي اللازم للفرد أو المؤسسة المجتمعية أو الصحية أو الاستثمار التجاري، مما يساعد الموظفين في فهم أعمق لدورهم الوظيفي، ومن ثم تطوير أدائهم وتعلم مهارات جديدة، وذلك حسب تطور المناهج ونوعية الثقافة اللازمة خلال فترة التدريب، وهي جوانب كثيرة ليستفيد منها الأجيال الجديدة من الخبرات القديمة لرفع المستويات المهنية والاحترافية والإدارية والتنظيمية، وتحسين جوانب أخرى يمكنها تنمية قدرات الأفراد مهنيًا، وتعطي ملامح أساسية لسلوكهم وطبيعة تعاملهم، خاصة في المنشآت الصحية التي لها قوانين وبروتوكولات عالية في الدقة والحساسية كون التعامل يكون مباشرة 1-on-1 مع الأشخاص أو المرضى.

كما تُعنى المؤسسات والدوائر العالية الجودة بضرورة تدريب الموظفين الجدد في مكان العمل وتطويره على الاهتمام بالجوانب الشخصية والإنسانية بشكل شامل ومتكامل ومتوازن، ثقافيًا وفكريًا، أخلاقيًا وسلوكيًا، عقليًا إبداعيًا وابتكاريًا، ومهنيًا احترافيًا، نفسيًا واجتماعيًا، صحيًا وبدنيًا، إداريًا وتنظيميًا وروحيًا، كما يعني الوقوف على آخر المستجدات في تطبيقات أساليب العمل الحديثة وإتقان إدارة وسائل العمل، بالإضافة إلى توافر قدر من المرونة للانفتاح على الثقافات الإنسانية الأخرى، والاستفادة من أسباب تفوقها ومكامن الإبداع فيها، وتقبل الأخطاء البشرية، وتقبل محاولات التمازج والتواصل مع الإبداعات الأخرى، والاستفادة من التراكم العلمي عند المتخصصين القدامى والمعرفي الإنساني الذي قد يصحح كثير من الأخطاء التشخيصية عند الجدد في الدوائر الصحية، مع مراعاة تفاوت القدرات العقلية بين العاملين من أطباء وصيادلة وتخصصات أخرى، مع اختلاف إمكاناتهم، وميولهم وتقلب حالاتهم المزاجية، وقد يحتاج إلى تنويع أساليب التنمية وإلقاء محاضرات مباشرة، والشرح النظري والتطبيق العملي، وإقامة الورش التدريبية، والحلقات النقاشية لضمان وصول المفهوم الصحيح للجميع.

زرع روح التميز العملي بين الموظفين بمختلف التخصصات سيبعث بينهم روح المحبة في العطاء والإبداع فيما بينهم، خاصة في الدوائر والمؤسسات الصحية مع وجود الرقابة المنتظمة للتطورات الناجحة، بيد أن خلق التنافس للأحسن والتطور والتحدي بالنجاح هو من أكثر الصفات التي تظهر على الموظفين، فتعمل على رفع مستوى الوعي الاجتماعي والخدمات الصحيحة وحسن الإنتاجية وإدارتها في كامل المؤسسة.