ميناء مبارك... المشروع الحلم
قبل أكثر من عام، استأنفت وزارة الأشغال طرح مناقصات استكمال المرحلة الأولى من مشروع ميناء مبارك الكبير، بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية، حيث زارت وزيرة الأشغال العامة، نورة المشعان، أخيراً، موقع بناء المشروع في جزيرة بوبيان يرافقها وفد فني من خبراء ومهندسين متخصصين في المشاريع العملاقة من الصين والكويت.
ولا شك أن مشروع ميناء مبارك الكبير يعد من المشاريع الحيوية والمهمة والاستراتيجية للكويت، لأنه يمثل طموحات وأحلام الشعب الكويتي وقيادته، فهو ليس مجرد ميناء، بل هو رمز لمرحلة جديدة من التنمية والازدهار، وسيجعل أراضي الكويت محوراً رئيساً لتجارة الترانزيت والنقل الإقليمي، وهو ما يسهم في استقطاب الشركات والمستثمرين الأجانب وفي تحويل الكويت إلى مركز تجاري إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية، وخطوة لإحياء طريق الحرير، وتطوير قطاع عمليات النقل البحري، وسيرفع كفاءة البنية التحتية المساهمة في تطوير الجزء الشمالي للبلاد، والتي سينتج عنها الآلاف من فرص العمل لشباب الكويت، إضافة إلى تطوير وتعمير جزيرة بوبيان لتكون وجهة سياحية.
إن ميناء مبارك سيكون أحد أكبر موانئ الشرق الأوسط، ويستهدف آسيا الوسطى وشرق آسيا، وسيقام على مساحة تبلغ 1161 هكتاراً تقريباً، ويتسع الميناء نحو 24 مرسى، وعمق كل مرسى 20 متراً، وسعة الحاويات السنوية تبلغ 8.1 ملايين حاوية، ومن المتوقع أن يحقق المشروع بعد تنفيذه إيرادات تبلغ أكثر من 560 مليوناً، وبلغت نسبة الإنجاز حتى الآن نحو 50 في المئة من المرحلة الأولى، والتي تحتاج إلى استكمالها، ومن ثم البدء بعملية إنجاز المرحلتين الثانية والثالثة ليعمل الميناء بأقصى قدرة استيعابية ممكنة.
إن المطلوب من حكومتنا هو أن تبادر إلى الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع بأسرع وقت، وضرورة الالتفات إلى ما يدور في دول حولنا تنافس هذا المشروع الحيوي، وعليها أن تعلم أن المنافسة بين الموانئ ليست جديدة، وهي قائمة في معظم دول الخليج العربي وفي كل مناطق العالم، وهذا أمر طبيعي، فالاقتصاد العالمي يشهد منافسة شديدة، وكذلك التجارة الدولية، وهي تحكمها القوانين الدولية ذات الصلة، وبالتالي فإن التنافس يجب أن يكون عنصراً إيجابياً، ويكون عبر إبداعنا في تقديم خدمات متميزة وجودة عالية وأسعار تنافسية واختيار قيادة جيدة لهذا المشروع الحلم.