بعد يوم من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «توسيع» عقيدة بلاده النووية، في خطوة اعتبرها رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي «ابتزازاً نووياً»، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن زيادة المساعدات العسكرية لكييف، داعيا لعقد اجتماع رفيع المستوى لتنسيق جهود التصدّي للغزو الروسي، فيما حذّرت ألمانيا من أن نسق تسلّح موسكو ينذر بعملية «بارباروسا معاكسة» تهاجم فيها روسيا دولا أوروبية.
وفيما لم يحدد البيت الأبيض موقع الاجتماع الرفيع المستوى لمجموعة دول الاتصال الخاصة بأوكرانيا، والتي تقودها الولايات المتحدة، إلا أن بايدن سيتوجه لألمانيا في منتصف الشهر المقبل، حيث من المنتظر أن ينعقد الاجتماع في القاعدة الجوية الأميركية بمدينة رامشتاين الألمانية.
وأعلن بايدن «زيادة» في المساعدات لكييف، بما في ذلك نحو 8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية والذخائر الجديدة البعيدة المدى «لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في الحرب»، مضيفا أن واشنطن ستزوّد أوكرانيا بذخيرة بعيدة المدى من أجل «تعزيز إمكانات تنفيذ ضربات بعيدة المدى»، لكنه لم يأذن بضرب عمق الأراضي الروسية بالأسلحة الغربية.
ويأتي موقف بايدن بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي بوتين عن قواعد جديدة ستسمح لموسكو باستخدام أسلحة نووية، حتى ضدّ دول لا تمتلكها، ردا على أي هجوم جوي كبير، في خطوة اعتبرها «الكرملين» بمنزلة تحذير للدول الغربية، في حين اتهمت أوكرانيا موسكو بـ «الابتزاز النووي».
وقال أندري يرماك، كبير مسؤولي مكتب الرئيس الأوكراني، إنه «لم يتبق لروسيا سوى الابتزاز النووي لترويع العالم»، مضيفاً أن هذه المحاولات لن تجدي نفعاً.
من جهته، حذّر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، من المخاطر التي تشكلها سياسات التسلح الروسية على أوروبا، محذراً من أن روسيا قد تشنّ حملة على دول أوروبية، في عملية تعاكس ما قام به المستشار الألماني أدولف هتلر إبان الحرب العالمية الثانية، عندما أطلق عملية «بارباروسا» لاحتلال الاتحاد السوفياتي.
وقال بيستوريوس، في خطاب أمام البرلمان الليتواني، إن بلاده ترصد كيف تعمل روسيا على زيادة إنتاج الأسلحة بسرعة وبناء قواتها بشكل كبير، «الأمر الذي لا يجعل مجالا للشك في أن أوكرانيا بالنسبة لروسيا هي مجرد البداية». وتعهّد بأن بلاده ستتحمل مسؤولياتها تجاه أمن أوروبا، مؤكدا أن الجيش الألماني «سيصبح ركيزة ردع أساسية» على هذا الصعيد.
وتأتي هذه التصريحات الألمانية بعد قرار برلين نشر لواء ألماني كامل بشكل دائم قوامه خمسة آلاف جندي في ليتوانيا.