اعتبرت الصين، أمس، أن إطلاقها صاروخاً بالستيا عابرا للقارات في المحيط الهادئ كان «مشروعا وروتينيا»، مؤكدة أنها لم تغيّر سياستها النووية، بعدما أثارت التجربة التي تردد أنها الأولى منذ 40 عاماً، تنديدا من قوى إقليمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تشانغ شياوغانغ، خلال مؤتمر صحافي في بكين، إن «إطلاق الصاروخ البالستي العابر للقارات هو لاختبار أسلحتنا وأدائنا التدريبي. إنه ترتيب مشروع وروتيني للتدريب العسكري ويتماشى والقانون الدولي والممارسة الدولية»، مشددا على أن اختبار الصاروخ لم يكن موجها لأي دولة أو هدف معيّن.
وأضاف: «السياسة النووية للصين مستقرة للغاية ومتسقة ويمكن التنبؤ بها. نحن نتّبع بدقة سياسة نووية بألا نكون مبادرين لاستخدام الأسلحة النووية ونسعى إلى استراتيجية نووية للدفاع عن النفس».
وأصر المتحدث أن بكين لا تسعى إلى «سباق تسلح» و»وعدت بعدم استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير الحائزة للأسلحة النووية أو المناطق الخالية من الأسلحة».
وأكد تشانغ أن الصين «ستستمر في الحفاظ على قدراتها النووية عند الحد الأدنى المطلوب للأمن القومي».
وكانت الصين قد أجرت أمس الأول تجربة نادرة لصاروخ باليستي عابر للقارات مزود «برأس حربي وهمي» في المحيط الهادئ، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التي قلّما تتحدث علنا عن هذا النوع من التجارب.
ويرجّح أن تجربة الجيش الصيني لمثل هذا النوع من الصواريخ في المحيط الهادئ لم يتم تنفيذها منذ عدة عقود.
ولم توضح وزارة الدفاع، أمس، أين سقط الصاروخ ولا طبيعته، كما لم تحدّد ما إذا كان تمّ إطلاقه من غواصة أو من اليابسة.
وذكرت بولينيزيا الفرنسية أن الصاروخ سقط بالقرب من منطقتها الاقتصادية الخالصة. وأكدت المفوضية العليا الفرنسية أن بكين أخطرت باريس بالإطلاق.
في المقابل، قالت الحكومة اليابانية، أمس الأول، إن الصين لم تبلغها مسبقا، في حين أكدت أستراليا أنها تسعى للحصول على «تفسير» من بكين. ووصفت نيوزيلندا الإطلاق بأنه «تطور غير مرحب به ومثير للقلق».
وأمس الأول عبرت مدمرة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية مضيق تايوان لأول مرة، في خطوة تاريخية أثارت غضب الصين، وشكّلت أحدث خلاف بين الجارتين اللتين تتبادلان الاتهامات بتصعيد التوتر في المنطقة.
وذكرت صحيفة يوميوري اليابانية، أمس، أن المدمرة اليابانية «سازانامي» دخلت مضيق تايوان من بحر الصين الشرقي لإرسال رسالة إلى الصين، واستمرت في الإبحار جنوبا لأكثر من عشر ساعات لاستكمال المرور.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية متعددة أن عملية العبور جرت بالتنسيق مع سفن حربية من أستراليا ونيوزيلندا. وأضافت أن من المقرر أن تطلق القوات البحرية للدول الثلاث تدريبات مشتركة في بحر الصين الجنوبي.