نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير لها، عن «أشخاص مطلعين على مداولات حزب الله»، أن الحزب منقسم حول كيفية الرد على سلسلة الهجمات القاسية التي تلقاها أخيراً.
وأشار التقرير، نقلاً عن مصادر، إلى أن هناك خلافات بين أعضاء حزب الله حول كيفية الرد على تفجير آلاف أجهزة الاتصال وموجة الاغتيالات بحق قياداته العسكرية، حيث يرى الأعضاء أن الحزب كان حذراً بشكل مفرط في تصعيد الصراع، ويعتقدون أنه على الحزب أن يرد الآن، مستفيداً من الغضب السائد بين صفوفه.
ولفت إلى أن أعضاء من حزب الله أعربوا عن إحباطهم خلال محادثاتهم مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، لأن طهران لم تتدخل لدعم حليفها اللبناني، لكن قيادة الحزب ترغب في تجنب ما تعتبره فخاً نصبته إسرائيل: أن يُنظر إلى الحزب على أنه بدأ حرباً إقليمية تجذب إيران والولايات المتحدة إلى الصراع، وتحاول القيادة إعادة بناء الردع دون الذهاب إلى حرب شاملة مع إسرائيل.
وأضافت المصادر، أن قيادة حزب الله تعتقد أن إسرائيل مترددة في شن غزو بري، والذي سيكون أصعب تنفيذاً من الغارات الجوية، ومن المرجح أن يتسبَّب في خسائر كبيرة للإسرائيليين.
ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين، أنهم فوجئوا من أن حزب الله لم يرد بقوة أكبر بعد الضربات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.
وقال دانيال بايمن، زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، والذي شارك في دراسة حديثة عن ترسانة حزب الله: «أعتقد أن إسرائيل عطَّلت القدرات العسكرية للحزب، على الأقل بشكل مؤقت، وجعلت من الصعب عليه الرد بشكل منسق».
وهناك تعقيد آخر يتمثل في أن صواريخ حزب الله الدقيقة الأطول مدى تكون أكثر وضوحاً عند الإعداد للإطلاق، مما يُعرِّضها لضربات إسرائيلية محتملة، وفقاً لما قاله بايمن.
وقد أظهرت الهجمات الأخيرة أن حزب الله مُخترق تماماً من قِبل إسرائيل.
ووفق «وول ستريت جورنال»، فقد أعرب مسؤولو حزب الله عن قلقهم بشأن اختراق المخابرات الإسرائيلية منذ أن بدأوا قصف شمال إسرائيل في أكتوبر الماضي. وكان المسؤولون قلقين بشأن التسريبات والاختراق الإسرائيلي، وكانوا يحاولون سد الثغرات في التنظيم.
وذكر آرام نيرغيزيان، زميل بارز غير مقيم في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومتخصص في الديناميات العسكرية بالشرق الأوسط: «المخاطر بالنسبة للحزب تكمن في أن استمرار الوضع الحالي، وكلما تمكَّن الإسرائيليون من تجنّب الدخول في حملة برية التي ستفيد حزب الله فقط، تزداد سرعة تآكل مصداقية الحزب واحتكاره لسياسة الأمن القومي وهيمنته السياسية الفعلية».
وتقول ريم ممتاز، المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في حزب الله: «هذه اللحظة الأكثر أهمية بالنسبة لحزب الله منذ تأسيسه. حزب الله لا يملك خيارات جيدة». فالدخول في حرب شاملة مثل تلك التي خاضها ضد إسرائيل عام 2006 ستكون على الأرجح مدمرة للبنان، مما سيزيد من أزمته الاقتصادية، ويفقد الحزب الدعم الشعبي بين السكان، وإذا لم يرد الحزب بالمثل على الهجمات الأخيرة، فقد يقوض الردع الذي بناه على مدى عقود ضد إسرائيل، بدعم عسكري ومالي كبير من إيران.