خامنئي يتجنب التهديد باسم إيران: لبنان سيدفّع إسرائيل الثمن
طهران تلوّح بفتح باب التطوع لإرسال مقاتلين إلى جنوب لبنان والجولان
قبل ساعات من إقرار حليفها الأبرز بالمنطقة بمقتل أمينه العام حسن نصرالله في سلسلة غارات إسرائيلية ضخمة استهدفته خلال حضوره اجتماعاً بالمقر المركزي لـ «حزب الله»، في الضاحية الجنوبية لبيروت، بصحبة قيادات إيرانية عسكرية، أطل المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم، ليؤكد أن «لبنان سيجعل العدو الغازي الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله»، مشدداً على أن «كل قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله وتدعمه».
وأضاف أن «مصير هذه المنطقة سيحدده محور المقاومة، وفي مقدمته حزب الله». وتابع: «العصابة الإرهابية الحاكمة في النظام الصهيوني لم تتعلم درساً من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام في غزة».
ورأى خامنئي أن إسرائيل «أقل شأناً من أن تسبب أي ضرر كبير للبنية القوية والصلبة لحزب الله».
ولفت إلى أنّ ارتكاب المجازر بحقّ العُزّل في لبنان «كشف مجدداً الطبيعة الوحشيّة للكلب الصهيوني المسعور، وأثبت، من جهة أخرى، قصر نظر قادته وسياستهم البلهاء».
ودعا المرشد الإيراني جميع المسلمين إلى الوقوف بجانب شعب لبنان و»حزب الله» بكل ما لديهم من وسائل، ومساعدتهما في مواجهة «النظام الغاصب والظالم والشرير».
تأمين وخسارة
وجاءت تصريحات خامنئي بالتزامن مع نقل وكالة رويترز عن مصدرين أنه تم نقله إلى مكان آمن، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.
وأضاف المسؤولان، وهما من منطقة الشرق الأوسط، أن إيران على اتصال مستمر مع الحزب اللبناني وجماعات أخرى متحالفة معها لتحديد الخطوة التالية.
وبعيد إعلان إسرائيل أنها استهدفت نصرالله، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أن المرشد الإيراني دعا إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الاجتماع عقد في منزل خامنئي بطهران، مشيرة إلى أنه الأول من نوعه منذ الاجتماع الذي عقد عقب اغتيال رئيس «حماس»، إسماعيل هنية، يوم 31 يوليو الماضي في العاصمة الإيرانية.
وفي وقت أكدت تقارير إيرانية رسمية مقتل نائب قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري»، عباس نيلفروشان، بضربة بيروت التي استهدفت نصرالله وعدد كبير من قادة الحزب والفيلق الذي يقوده إسماعيل قآني، حذّر علي لاريجاني (مستشار خامنئي) من أن إسرائيل تتخطى الخطوط الحمر لطهران.
وقال لاريجاني إن «الوضع أصبح خطيراً»، معتبراً أن «الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل، فمع اغتيال قادة المقاومة سيحلّ آخرون محلهم».
رسالة وتطوع
في غضون ذلك، نعت «الخارجية» الإيرانية نصرالله، وقالت إن طريقه «سيستمر وسيتحقق هدفه المقدس في تحرير القدس».
ودان المتحدث باسم «الخارجية» ناصر كنعاني «الهجوم الجوي الوحشي والإرهابي» على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ظهر يوم الجمعة، واصفا ما تم بأنه «جريمة حرب واضحة لا يمكن التستر عليها، ولذلك فإن أميركا تعتبر شريكة في هذه الجريمة الصهيونية، ويجب إخضاعها للمساءلة».
من جهته، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن «غياب شخصيات بارزة في المقاومة، وعلى رأسهم الزعيم الأبدي لحزب الله، حسن نصرالله، يزيد من قوة نسب المقاومة»، وقال إن «العالم لن ينسى أن الأمر بهذا الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك» في إشارة إلى اتخاذ القرار من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف أن واشنطن لا يمكنها التنصل من «التواطؤ مع الصهاينة»، مشدداً على أن «راية محاربة الظالم لن تسقط».
ووسط تباين بشأن ما ستحمله الأيام المقبلة على مسار تصاعد التوتر الإقليمي من عدمه، عقب الضربة الجبارة التي تلقاها الحزب وداعمته، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية، محمد أختري، أن إيران ستفتح أبواب التطوع للإيرانيين خلال الأيام المقبلة لنشرهم في لبنان ومرتفعات الجولان السورية المحتلة. وقال أختري: «يمكننا إرسال قوات إلى لبنان لمحاربة إسرائيل، كما فعلنا عام 1981».