قصيدة:الشيخ أحمد الحارون (1315-1382هـ/1961-1897م)
بدمشقَ سيرةُ شيخِنا الرباني
الأحمدُ الحارونُ ذو الإحسانِ
في الصالحيةِ لاح مولدُ نجمهِ الـ
ـقُطبيِّ ذي الملكاتِ والعِرفانِ
(جاء الزمانُ به وليس كمثله)
كانت مقولةُ شيخنا البرهاني
ربَّتهُ والدةٌ تُداوي يُتمَهُ
برعايةٍ وعنايةٍ وحنانِ
حفظ الكتابَ مبكرًا بطلاوةٍ
متفوِّقًا دومًا على الأقرانِ
حضر الدروسَ لدى مشايخِ عصرهِ
منهم تلقَّى وافرَ الريحانِ
قطع الحجارةَ وهي مهنةُ رزقهِ
بصناعة (البحرات) والأجرانِ
حتى غدا مددَ المجالسِ كلِّها
بالنصحِ والتوجيهِ والتبيانِ
دينٌ وعلمٌ واسعٌ وثقافةٌ
وعظٌ وإرشادٌ وحُسنُ بيانِ
قال: الشريعةُ بؤبؤٌ لعيوننا
ثم الحقيقةُ جوهرٌ لعيانِ
كم أنقذ الأرواحَ من غفلاتها
فغدت بخدمةِ ربها المنَّانِ!
من بعدُ قاتلَ في فِلَسطينَ العِدا
وأغارَ ضد الظلمِ والطغيانِ
وله كراماتٌ تتابعَ ذكرُها
فتواترتْ تُروى بكلِّ لسانِ
وهي العلاماتُ التي في صدقِهِ
في زهدِهِ، في سيرِهِ الرحماني
(شُكري، أجِبْ، هاتِ المعونةَ ههنا)
تأتيه نجدةُ صاحبٍ بمكانِ*
رمزُ التواضعِ والسماحةِ سمتُهُ
للسائرينَ منارةُ الأركانِ
طبعُ البشاشةِ والدُّعابةِ روحُهُ
كان المثالَ لعالِمٍ متفاني
إرثُ النبوةِ في ملامحِ وجههِ
بصفاءِ نفسٍ وانشراحِ جَنانِ
كتب الرسائلَ في علومٍ عِدَّةٍ
في الطبِّ والتشريحِ للإنسانِ
في الكهرباءِ وفي علومِ زمانهِ
في النجْمِ والأحياءِ والأكوانِ
حارتْ به الألبابُ من لفتاتِهِ
إذ جاوزَ الأعلامَ بالبرهانِ
كم وزَّعَ الأموالَ في إنفاقِهِ
وتفقَّدَ الفقراءَ دون تواني
فبكتْ ديارُ الشامِ يومَ وفاتِهِ
حَبرًا، فيا لفداحةِ الفُقدانِ!
صلى الإلهُ على النبي المصطفى
فهو الذي ملأ الطريقَ معاني
وهو الذي دلَّ العبادَ على الهدى
هو حاملُ البركاتِ والقرآنِ
*شكري القوتلي رئيس الجمهورية العربية السورية.