يُعتبر هاشم صفي الدين، ابن خالة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي استهدف الجمعة بغارة إسرائيلية، وصهر قاسم سليماني، (القائد السابق لـ «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الذي اغتيل في غارة أميركية على مطار بغداد في 2020)، المرشح الأبرز لتولي زعامة حزب الله، بعد اغتيال نصرالله، في الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت أمس.

يشبه صفي الدين ابن خالته في الشكل والجوهر وحتى في لثغة الراء، وقالت صحيفة الشرق الأوسط، إنه أُعد لخلافته منذ 1994، وجاء من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب، وقد أشرف على عمله القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية، الذي اغتيل في سورية عام 2008.

Ad

كان صفي الدين «ظل» نصرالله بامتياز، ويعتبره البعض الرجل الثاني داخل الحزب. وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود تولى فيها نصرالله زعامة الحزب، أمسك صفي الدين بكل الملفات اليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب الى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية لنصرالله.

ويعد صفي الدين، المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية منذ عام 2017، من كبار مسؤولى الحزب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الجناح العسكري، إلى جانب علاقاته الوثيقة جداً مع الجناح التنفيذي، وتربطه كذلك بطهران علاقات ممتازة، فهو قضى سنوات في حوزة قم يتعلّم فيها، إلى أن استدعاه نصرالله إلى بيروت لتحمُّل مسؤوليات في الحزب.

كما تزوج ابنه رضا في 2020 بزينب سليماني، ابنة العقل المدبر للمشروع الإقليمي لإيران قاسم سليماني.

اسم صفي الدين طرحته صحيفة إيرانية لخلافة نصرالله قبل 16 عاماً، لكن المطلعين على كواليس الحزب يقولون إن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير. ونقل عن قيادي سابق بارز في «حزب الله» أن اختيار صفي الدين تم بعد نحو سنتين من تولي نصرالله منصب الأمين العام في 1992، خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل.

صفي الدين من مواليد عام 1964، من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوب لبنان، ومن عائلة «لها حضور قوي» بالمعيار الاجتماعي، وهي عائلة قدمت أحد أشهر نواب المنطقة في الستينيات والسبعينيات، وهو محمد صفي الدين، إضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين، وتزوج من ابنة السيد محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

ويقول بعض معارف العائلة، إن صفي الدين يُعد أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام عماد مغنية، المسوؤل الأمني البارز لـ «حزب الله»، هم حسن نصرالله، ونبيل قاووق، أحد أبرز قادة الحزب، وصفي الدين نفسه، موضحين أن مغنية هو من أرسل هذا الثلاثي إلى قم وسهّل أمورهم هناك.

وقد كُتب لهؤلاء الثلاثة أن يكونوا من أبرز قادة «حزب الله» أوائل التسعينيات. فأصبح نصرالله أميناً عاماً، وصفي الدين مديراً تنفيذياً للحزب بالمقياس المؤسساتي، وبمنزلة رئيس حكومة «حزب الله»، أما قاووق فأصبح قائداً عملياً لمنطقة الجنوب ذات الأهمية الكبيرة لدى قيادة الحزب وموقع قوته العسكرية الكبرى.

وإضافة إلى الشؤون اليومية للحزب، يدير المجلس التنفيذي الذي ترأسه صفي الدين أيضاً مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويل جسده الهائل الذي لا يخضع لتمويل «الأموال الشرعية» المرصودة أساساً للعمل العسكري.

وفيما يقدّر البعض هذا الرقم بمليارات الدولارات، تشكك أوساط مطلعة على أوضاع الحزب في هذا، رغم اعترافها بضخامة حجم استثمارات الحزب والتي تنتشر في لبنان والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. وكان المجلس التنفيذي يضم تحت إدارته العمل العسكري، قبل أن يتم إنشاء «المجلس الجهادي» وفصل صلاحياته عن المجلس التنفيذي.

وصفي الدين من الداعمين لفكرة ولاية الفقيه، بالرغم من أن الكثيرين من شيعة لبنان لا يؤمنون بها، ويرى في أحد كتاباته أن «نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية، لتكون مشروعاً كاملاً يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية وأدت إلى حالة التشرذم».