دراسة استقصائية موسعة حول الصحة العقلية في الكويت

• فاتن أبوغزالة: الاكتئاب الإكلينيكي يصيب واحداً من كل 4 أشخاص دون سن 30 عاماً
• انتصار الصباح: التكيف مع العادات الإيجابية على المدى الطويل يعزز الرفاهية والتنمية

نشر في 12-12-2022
آخر تحديث 11-12-2022 | 19:59
أكدت أبوغزالة أنه تم تنفيذ الدراسة الاستقصائية لتعزيز الأمل بين أولئك الذين يعانون العزلة، وإن كانوا محاطين بالعائلة والأصدقاء.
أظهرت دراسة استقصائية نظمتها «سيرفس هيرو» بالشراكة مع كيانات رئيسية كويتية حول الصحة العقلية على مستوى الكويت، شملت 4372 مشاركاً، حصول الكويت على 45.4 نقطة من إجمالي 65، بناء على مقياس وارويك-إدنبرة للرفاهية العقلية، وهو أعلى بنقطتين تقريباً من المعيار الإسكتلندي لعام 2021 البالغ 43.6 مع ملاحظة أن التقييم الإسكتلندي كان خلال فترة انتشار كوفيد 19.

وأكدت رئيسة «سيرفس هيرو» فاتن أبوغزالة في مؤتمر صحافي أمس، لإعلان نتائج الدراسة أنه تم تنفيذ هذا الاستطلاع (الدراسة) لتعزيز الأمل بين أولئك الذين يعانون من العزلة، وإن كانوا محاطين بالعائلة والأصدقاء.

وذكرت أنه تم إجراء الاستطلاع ثنائي اللغة عبر الإنترنت من منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر الماضيين، واستند إلى مقياس وارويك-إدنبرة للرفاهية العقلية، وتم تصميم المقياس لتجميع الأفراد بناءً على درجاتهم من حيث الرفاهية الإيجابية أو المعتدلة أو المنخفضة.

ولفتت إلى أن الجهات الداعمة للمبادرة هي، النوير كشريك استراتيجي، وبنك الكويت الوطني وبنك بوبيان كرعاية ذهبية، وبنك الخليج، ومركز فوزية سلطان للصحة، وسوربتمست، وEn.v، وTrashtag، والجامعة الأميركية في الكويت كجهات راعية.

تركيبة العينة

وأوضحت أن تركيبة العينة تنقسم بالتساوي حسب الجنس، ومن حيث الجنسية 69% كويتيون، ومن حيث جهة العمل 39% قطاع خاص، 20% موظفون حكوميون، والمستوى الدراسي 51% خريجون جامعيون، و24% تتراوح أعمارهم بين 18-29، و32% تتراوح أعمارهم بين 30-39، و23% بين 40-49 عاماً.

وقالت أبوغزالة، إن الصحة العقلية اكتسبت مكانة بارزة منذ بدء «كوفيد 19»، لكن حتى قبل انتشار الوباء، ظهرت علامات الإجهاد، مشيرة إلى أن «هذه الدراسة تسعى إلى تسليط الضوء على الصحة النفسية لمجتمعنا على أمل توفير رؤية موثوقة للخبراء وصانعي السياسات التي من شأنها رفع جدول الأعمال وإزالة وصمة الصحة النفسية وإدخال تغييرات إيجابية في الكويت». وأوضحت أن عينة الدراسة تنقسم إلى 4 مجموعات للصحة العقلية، تعكس نقاط تطور مقياس وارويك- إدنبرة للصحة العقلية، وهي الاكتئاب الإكلينيكي المتقطع، والاكتئاب الخفيف، والإيجابية المقبولة، والصحة العقلية الإيجابية العالية.

وأشارت إلى أن الاكتئاب الإكلينيكي بلغ (16% من العينة مع درجة أقل من 35 نقطة) أي ان واحداً من كل 3 أشخاص دون سن 16 عاماً وواحداً من كل 4 أشخاص دون سن 30 عاماً تم تحديدهم في هذه المجموعة، لافتة إلى أن هذا الرقم هو الأعلى بين غير العرب الذين تقل أعمارهم عن 16 (40%) والكويتيين (26%) والعاطلين عن العمل (24%)، وواحدة من كل ثلاث إناث تتراوح أعمارهن بين 18 و39 عاما تنتمي لهذه المجموعة.

وحول الاكتئاب الخفيف، أكدت أبوغزالة أنها جاءت كالتالي: (10% من العينة، درجات بين 36-39 نقطة) والأغلبية بين الفتيات في الفئة العمرية 16-17 (18%)، و15% من الطلاب الكويتيين، و20% من المتقاعدين غير العرب، و20% بين الإناث العربيات العاطلات عن العمل.

أما الصحة العقلية الإيجابية المقبولة، فإن 38% من العينة، بين 40-49 نقطة، تمثل هذه المجموعة جميع شرائح السكان دون ملاحظة اختلافات كبيرة، لافتة إلى أن 37% من العينة المدرجة ضمن الصحة العقلية الإيجابية بدرجات تتراوح بين 50-65 نقطة) و81% من موظفي الحكومة الكويتية الذكور، 64% من الذكور في الخمسينيات من العمر يعملون في القطاع الخاص، 70% من الإناث فوق 50 و57% من الطلاب العرب وخريجي الجامعات.

التوتر

وأوضحت أبوغزالة أنه عند النظر إلى الأسباب الرئيسية التي تقلل من رفاهية الناس، وجد أن التوتر أو عدم الشعور بالاسترخاء عند 3.2 نقاط، والشعور بنقص الطاقة 3.2 نقاط، وعدم الشعور بالبهجة 3.3 نقاط، لافتة إلى أن العوامل التي تساعد على رفع مستوى رفاهية الشخص هي الاهتمام بأشياء جديدة، والشعور بالفائدة، والشعور بالحب، والشعور بالثقة.



وذكرت أنه إضافة إلى الأسئلة الأساسية حول الصحة العقلية، هناك 5 أسئلة تقيس السياق الاجتماعي والمحلي، ووجد أن أدنى مستوى هو الوصول إلى المساعدة والوصمة الاجتماعية.

واقترحت فاتن أبوغزالة 4 مجالات عامة أو توصيات لتمكين صحة نفسية أفضل، وهي جعل الموارد متاحة بسهولة في العيادات الحكومية والخاصة وتسهل الوصول إليها بسهولة، وبناء حملات توعية لإزالة وصمة المرض وتغيير المواقف، والتركيز على الشباب حيث تنتشر الصحة العقلية من خلال ضمان وجود مستشارين مؤهلين في المدارس، وتدريب أولياء الأمور على التعرف على مشكلات الصحة العقلية، وتمكين المزيد من الأنشطة الترفيهية، وأخيرا التشريع لحماية أولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية مثل إنشاء مجلس الترخيص، وتشجيع أصحاب العمل على برامج الرفاهية العقلية.

الرفاهية العقلية

بدورها قالت الرئيس التنفيذي والمؤسس للنوير الشيخة انتصار الصباح «إننا في المؤسسة نعزز أهمية الرفاهية العقلية منذ عام 2013 من خلال تزويد المجتمع الكويتي بأدوات إيجابية لتمكينهم وبناء قدرتهم على الصمود».

وأكدت أنها من «أشد المؤمنين بالتغيير السلوكي الاجتماعي الذي يبدأ دائماً بإدراك أن كل واحد منا يمكنه التكيف مع العادات الإيجابية والتي على المدى الطويل، تعزز رفاهيتنا العقلية كأفراد وتنميتنا كأمة».

جدير بالذكر أن «النوير» أسست في عام 2013 من الشيخة انتصار الصباح، هي أول مؤسسة غير ربحية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الإيجابية كطريقة للعيش تؤدي إلى الرفاهية العقلية والسعادة. وتهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في السلوك الاجتماعي عبر المجتمع ومجالات التعليم والبيئة من خلال تحويل نتائج أبحاث علم النفس الإيجابية إلى برامج تفاعلية وحملات سلوكية.

انتماء أقل لدى الشباب والعاطلين عن العمل

في حديثها عن المجموعة الديموغرافية والدعم من المجتمع المحلي، أكدت أبوغزالة أنه فيما يتعلق بالانتماء إلى مجتمع، يشعر الشباب بما في ذلك الطلاب والعاطلون عن العمل بانتماء أقل.

وأوضحت أن المجموعة الثانية والمرتبطة بقريب من شخص يعاني من مشاكل نفسية، فتوجد أعلى بالنسبة عند الشباب 18-29، والإناث، والموظفين الحكوميين. أما مناقشة الصحة العقلية بصراحة فهو الأدنى بين أقل من 16 عاماً والطلاب.

وفيما يتعلق بنظرة مستقبلية تقدمية في الكويت، فكانت النسبة الأدنى بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاماً، والذين يحملون درجة الماجستير أو أعلى، بينما الحصول على مساعدة الصحة العقلية في الكويت بسهولة فكانت النسبة الأدنى بين موظفي جمعيات النفع العام، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، وخريجي الجامعات.

وذكرت أبوغزالة أن المستجيبين تركوا تعليقات حول مخاوف بشأن المستقبل، فكانت أكبر مجموعة من الاهتمامات خاصة بالكويت (20%) وكانت تتعلق بمخاوفهم بشأن البنية التحتية الضعيفة، وعدم اليقين بشأن المستقبل، والتشريعات.

وأشارت إلى أن التعليقات حول الموارد الطبية وصلت إلى 17% وأشارت إلى مشكلات تتعلق بإمكانية الحصول على مساعدة، والقدرة على تحمل التكاليف، ونقص المهنيين الجيدين، والأدوية.

أما مخاوف ناتجة عن ضغوط شخصية 15% فقد شملت عدم اليقين، وانعدام الأمن المالي والوظيفي، بينما مخاوف عاطفية حيث تضمنت 13% والتعليقات تتضمن الشعور بالتعاسة والتعافي والحاجة إلى المساعدة واليأس.

وقالت إن تعليقات تتعلق بالمواقف المجتمعية بلغت 12% وتضمنت عدم التعاطف والوصمة وسوء بيئة العمل، لافتة إلى أن المخاوف المتعلقة بالبيئة تسببت في حدوث ضغوط بنسبة 9% من التعليقات على ذلك، وشملت مخاوف من العنصرية، وعدم كفاية المساحات الترفيهية، والحرب، والتعليم.

back to top