قلة التدبير
أول العمود:
جامعة عبدالله السالم الجديدة استغلت مباني جامعة الكويت القائمة ومنها مبنى ثانوية الشويخ، نتمنى التفكير في تصميم جولات تعريفية للجمهور لزيارة هذا الصرح العريق والمستدام منذ عام 1953 حتى اليوم، فقصته مليئة بما نفخر به في مسيرة التعليم منذ أكثر من 60 عاماً.
***
نشر مواطن غيور مقطع فيديو يعرض آليات وهي تقوم بكنس أطنان من الرمال التي أخفت بعض أجزاء من طريق حدودي مُعبد ومن شوارع الجزر الصناعية في جسر جابر بسبب «السافي»، ووسائل إعلام أخرى عرضت نشاطاً لإحدى السفارات الأجنبية وهي تقوم بحملة لتنظيف الشواطئ، وقبل ذلك أطلعتنا الأخبار على جولة جديدة لفريق الغوص وهو ينتشل مخلفات الصيادين والسفن التي تجوب جون الكويت المكلوم.
تعودنا على مثل هذه الأنشطة التي تعكس بشكل متكرر حجم الإهمال والاتكالية التي تتسم بها استجابة بعض الدوائر الحكومية وكذلك بعض الأفراد تجاه البيئة والفضاء العام.
لا أعلم كم تتقاضى شركات النظافة من أموال لكنس الأتربة من الشوارع الحدودية وطرق المناطق المشيدة في مناطق مكشوفة وبشكل متكرر وممل، لكن المؤكد أن صرف مبالغ على تشجير جوانب تلك الطرق كفيل بوقف زحف الأتربة التي قد تتسبب بوفيات المرور وتعطي منظراً جماليا للطرق، فالأشجار والتخضير أولى به المال العام بدلاً من صرفه على أعمال الكنس!
موضوع تنظيف الشواطئ من أعضاء السلك الدبلوماسي رغم أنه جهد مشكور لكنه يعطي إشارات غير حميدة للسلوك العام، ولن نكون بحاجة لمثل هذه «التظاهرات الموسمية» لطالما كان هناك نظام وقوانين لارتياد الشواطئ، فمثل هذه الظواهر لا نجدها في دول أخرى بسبب الثقافة العامة وتوافر مراكز تجميع المخلفات بعد قضاء الاستراحة على الشاطئ ووجود عقوبات رادعة ورقابة على المكان.
أما فريق الغوص الكويتي فأعتقد أنه يعاني الأمَرّين من كثرة المخلفات التي يتم سحبها من جون الكويت سنوياً وهي بالأطنان نتيجة الاستهتار من بعض الأفراد ومُلاك السفن العابرة، فهذا الفريق الوطني والمؤثر يتحفنا سنوياً بنوع من السلوك المختبئ تحت ماء البحر الذي نشرب منه ونأكل من خيراته.
تكرار هذه الجهود، رغم أنها مغلفة بالإيجابية وتعكس حرصاً على الفضاء العام، فإنها وبمنظور مختلف تنم عن استهتار مستمر تجاه البيئة.