قبل أيام أدلى رئيس نادي الكويت خالد الغانم بتصريح حول عدم استعداده لرئاسة اتحاد كرة القدم واعتبار مَن سيترأس الاتحاد «حمّال أسية» باعتبار عدم وجود اهتمام حقيقي من الدولة بالرياضة، وشخصياً أؤيد ما قاله الأخ خالد جملة وتفصيلاً، وأزيد أن ما ينطبق على اتحاد الكرة ورئاسته أو مسؤوليته ينطبق على كل الاتحادات والألعاب الأخرى، فنحن لا ولم، ويبدو أننا لن نمتلك يوماً مشروعاً للنهضة بالرياضة، وما زال اهتمامنا «آني لحظي» يبدأ مع كل مهمة لمنتخب أو وفد وطني في بطولة هنا أو هناك، ونسمع خلاله كل كلمات ووعود الدعم والاستعداد، ثم بعد انتهاء هذه البطولة أو المهمة تنطفئ الشمعة، ونعود إلى ظلام الرياضة الدامس.
وقد يرى الكثيرون من قصار النظر أن الرياضة ليست أولوية، فالقصور يطال جوانب عدة تمس المواطن بشكل يومي، لكن هؤلاء وغيرهم، وعلى رأسهم المسؤولون في الحكومة، يجب عليهم أن يعوا أن الرياضة هي أولى الأولويات، وأول الواجبات، وعلى رأس الاهتمامات، فهي استثمار في الإنسان، والذي لا يساويه استثمار في أي منحى آخر في الحياة، فالتخطيط وتبني مشروع للرياضة والصرف عليه بالتأكيد هو أهم بمراحل من الكثير من المشاريع «الفالصو»، التي تقوم أو قامت بها الحكومات المتعاقبة، وهي بلا شك أفضل وأهم من الصرف على معاشات استثنائية لمسؤولين صاروا في أماكنهم بحكم قاعدة «هذا ولدنا» أو «كود المستشارين السكة» أو إرضاء المتقاعدين «اللي يسمع عن حديثهم حول التضحيات يظن أننا نتكلم عن عمال مناجم أو مناطق وقرى نائية»، وحتى الطرق، أو ما يسمى تحسين معيشة المواطن «علشان يقدر يسافر في كل عطلة رسمية» وغيرها من مشاكل كلها لا توازي أولوية الرياضة التي إن تطورت بشكل مدروس فستنتهي الكثير من المشاكل المجتمعية التي نعانيها اليوم.
مَن يظن أن المشروع الرياضي، الذي يجب أن يكون مشروع دولة ينصب في الجانب المادي فقط فهو مخطئ تماماً، فالمشروع المتكامل يجب أن يتوازى به التخطيط والصرف مع أن يكون الشخص المناسب في سدة المسؤولية، سواء في نادٍ أو اتحاد أو لجنة أولمبية، وحتى في هيئتي الرياضة والشباب، اللتين يجب أن تعودا إلى الأصل بإعادة دمجهما في هيئة واحدة تتولى مسؤولية التطوير والإشراف والمراقبة والمحاسبة لكل الهيئات والأشخاص المنضوين تحت لواء الرياضة... فهل يأتي هذا اليوم الذي ننتظره أم سنبقى أسرى الوعود والكلمات الرنانة والخطط الورقية التي لا تستند إلى أي ركائز ومقومات حقيقية؟
بنلتي
كأس عالم أقيمت وأخرى قادمة في المنطقة... كأسا آسيا لكرة القدم متتاليتان أقيمتا، والثالثة على الطريق بعد 3 سنوات... دورتا ألعاب آسيوية في 2030 و2034 ستقامان في الخليج... مخطط وملف سيقدم لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية... 4 حلبات تستضيف سباقات للفورمولا 1 في 4 دول خليجية مختلفة... فعاليات رياضية يومية وبطولات إقليمية وقارية وعالمية على مدار السنة في ضيافة المنطقة، ونحن في موقف المتفرج، نتابع ونشاهد في كل يوم وسط حرقة تراجع مخيف وتقهقر محزن أمام أشقائنا وجيراننا على المستوى الرياضي، وصار لنا ما يدنو من السنة «حايسين» بالتجهيز لبطولة كأس الخليج وملعبين، ثم يخرج عليك مَن يقول الأولوية والشباب على رأس اهتماماتنا، وأنا أقوله: «لا صاج».