الحرب في أوكرانيا... الحل الوسط مجرد وهم

نشر في 29-09-2024
آخر تحديث 28-09-2024 | 20:49
سلاح الجو الأوكراني يتصدى لمسيرات روسية في كييف (رويترز)
سلاح الجو الأوكراني يتصدى لمسيرات روسية في كييف (رويترز)

في الوقت الذي رأى تحالف الصحف الأوروبية الرائدة (لينا) أن سيناريوهات السلام المقترحة في أوكرانيا لن تكون كافية لوقف الصراع رغم تحسن النقاشات بشأن سلام محتمل بين كييف وموسكو، حذّر خبير أميركي من أن إدارة الرئيس جو بايدن فشلت في السيطرة على حلفائها، لاسيما أوكرانيا وإسرائيل، وهي تتجه، من دون أن تدري، للتورط في الحرب بأوروبا والشرق الأوسط.

وقال التحالف، الذي يضمّ 8 صحف أوروبية عريقة، إن خطط السلام الخاصة بأوكرانيا تعددت في الأشهر الأخيرة، لكن الأمل في التوصل إلى حل سريع لهذا الصراع «أمر وهمي أو غير مسؤول»، مشيراً في تقريره الأخير إلى أن العديد من الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك الصين والمجر، قدمت في الأشهر الأخيرة خطط سلام، لكنها لا ترقى إلى مستوى حل الصراع في أوكرانيا، حيث تؤكد حقيقة الجبهة أن الحرب «أبعد من أي وقت مضى عن التوصل إلى نتيجة سلمية». وأضاف أنه بينما يتمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا، وضمان حياد كييف، ترفض أوكرانيا عقد أي مفاوضات قبل استعادة الأراضي الأوكرانية، وعدم تقديم ضمانات أمنية قوية، لاسيما من قبل حلف شمال الأطلسي، مشددة على أن الحل يكمن في المقاومة المسلحة، ومحذرة من أن التنازل عن الأراضي لن يؤدي إلا إلى إضفاء الشرعية على العدوان الروسي، ويفتح الباب أمام هجمات مستقبلية.

واعتبر التقرير أن الدعوات المطالبة بحياد أوكرانيا «غير واقعية»، محذراً من أن تتطور الحرب إلى صراع مجمد، حيث لا يستطيع الجانبان الاعتماد إلا على الردع المتبادل، ولكن لا يبدو أن التوصل إلى تسوية دائمة أمر ممكن.

في سياق متصل، أكد الخبير السياسي الأميركي جاستن لوغان أنه بدون الدعم العسكري من جانب الولايات المتحدة، لا يمكن لأوكرانيا أو إسرائيل مواصلة الحروب التي تخوضانها حاليا، لكنه حذّر من جرّ الولايات المتحدة لهذه الحروب بعد أن عجزب إدارة بايدن على السيطرة على حلفائها. وأشار لوغان، ، في تقرير نشره معهد كاتو الأميركي، إلى أن واشنطن تبدو مشاهدا سلبيا للتصعيد في الحربين بأوكرانيا والشرق الأوسط، غير مدركة للتداعيات بالنسبة للأميركيين على الرغم من أنها أكبر داعمي كييف وتل أبيب في هذه الصراعات.

وأضاف أن كييف لم تخطر واشنطن بغزوها أراضي روسية خوفا من أن يرفض الأميركيون ذلك، فيما اتبعت إسرائيل نفس الأسلوب في حربها في غزة، .

وقد دأبت إسرائيل على عدم استشارة الادارة الأميركية عندما تعرف أن الإجابة ستكون بالرفض. ففي عملية تفجير اجهزة البيجر في لبنان، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت نظيره الأميركي فقط قبل العملية مباشرة «عن عملية وشيكة دون الكشف عن أي تفاصيل»، حسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وخلص لوغان إلى أنه في أوكرانيا وإسرائيل، يقوم شركاء أميركا بدفع الولايات المتحدة نحو نتائج تقول إنها لا تريدها، وغالبا ما تفعل الدولتان ذلك دون إخطار الإدارة الأميركية بقراراتها التصعيدية، مؤكدا أن السياسات الحالية في الدولتين تنطوي على خطر توريط الأميركيين في حروبهما.

back to top