مواجهات وتهديدات بين الصومال وإثيوبيا في «الأمم المتحدة»
مع اتهام رئيس وزراء الصومال حمزة عبدي بري إثيوبيا بالقيام بتصرفات «تنتهك بشكل صارخ» سيادة بلاده، استبعد وزير خارجيته أحمد معلم فقي، أي احتمالات فورية للمفاوضات المباشرة بشأن نزاعهما البحري، مشيرا إلى رفض رئيس حكومة اثيوبيا أبي أحمد التخلي عن اتفاقه مع إقليم صوماليلاند الانفصالي بالاعتراف باستقلاله مقابل السماح لبلاده بالوصول إلى ميناء على خليج عدن.
وقال فقي، معلقاً على الاتفاق الإثيوبي: «هذه الخطوة المتهورة تقوّض سلامة أراضي الصومال، ولا نرى أي مؤشر على أن رئيس الوزراء أبي أحمد مستعد لعكس المسار والانخراط في أي حوار هادف لحل القضية».
وبعد لقاء لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان بشكل منفصل معه ومع نظيره الإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لفت الوزير فقي الانتباه إلى الطبيعة المتضاربة لتورط إثيوبيا في الصومال.
وأوضح فقي، الذي هدد بدعم الجبهات الانفصالية في إثيوبيا إذا لم تنسحب فورا من الاتفاقية مع صوماليلاند، «انها مفارقة من ناحية، توجد القوات الإثيوبية هنا بحجة حفظ السلام، لدعم الاستقرار في الصومال، ومع ذلك، من ناحية أخرى، تنتهك حكومة أبي أحمد سيادتنا بنشاط من خلال اتفاقياتها الخلفية مع أرض الصومال».
وأوضح أن الصومال لم يتخل بعد عن الدبلوماسية بالكامل. وبقدر ضئيل من التردد، أقر بأن الباب لا يزال مفتوحا. وقال: «ما زلنا نمنح إثيوبيا فرصة للتراجع عن هذا الاتفاق المتهور. إذا ألغوا الاتفاق وأعادوا الوضع إلى ما كان عليه قبل الأول من يناير، فسيكون هناك مجال للحديث».
بدوره، قال رئيس وزراء الصومال، في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، «نواجه تهديداً خطيراً جراء تصرفات إثيوبيا الأخيرة التي تنتهك بشكل صارخ سلامة أراضينا»، معتبراً أن «محاولتها ضم جزء من الصومال تحت ستار تأمين منفذ بحري هي غير قانونية ولا ضرورية».
ورفض وزير الخارجية الاثيوبي تايي أتسكي سيلاسي انتقادات رئيس الوزراء الصومالي. ورد أيضا أمام الجمعية العامة بأن «اتفاقيات مماثلة أبرمتها دول أخرى، وليس هناك من سبب يدعو حكومة الصومال إلى إثارة العداء الذي يهدف بوضوح إلى التغطية على توترات سياسية داخلية».
ويهدد الصومال بطرد القوات الإثيوبية المنتشرة ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي ضد مسلحي حركة الشباب منذ عام 2007، ووقع اتفاقية عسكرية مع القاهرة تسلم بموجبها شحنات أسلحة، ما أثار قلق الإثيوبيين الذين يقولون إن هذه الأسلحة قد تقع في أيدي حركة الشباب.
ومن المقرر أن يتم تجديد بعثة الاتحاد الإفريقي في نهاية العام، وقد عرضت مصر للمرة الأولى إرسال قوات لتحل مكان القوات الإثيوبية.
وقد يجبر الصومال أيضاً إثيوبيا على سحب نحو 10 آلاف جندي متمركزين على طول حدودهما المشتركة لمنع توغلات الجهاديين.