نظمت بورصة الكويت وجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط وفرعها بالكويت (MEIRA) فعالية معنية بالابتكار الرقمي والتقدم التكنولوجي وتأثيرهما على نشاط علاقات المستثمرين، أمس، في مبنى البورصة، ضمن جهودها المستمرة لتطوير نشاط علاقات المستثمرين، ورفع مستوى شفافية التعامل بين الشركات المدرجة والمساهمين المحليين والعالميين الحاليين والمستثمرين المحتملين، وغيرهم من أصحاب المصالح. وتضمنت الفعالية الاجتماع السنوي للجمعية وفرعها في الكويت.
وشملت الفعالية عرضاً تقديمياً ركَّز على الابتكار الرقمي وأثره على علاقات المستثمرين، قدَّمته مالشاني سيلفا، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة Smart Media The Annual Report Company، تناول أحدث التطورات في إعداد مختلف أنواع التقارير المؤسسية، والتي تتضمن التقارير السنوية، وتقارير الاستدامة، وكيفية تحويل تلك التقارير التقليدية إلى حلول رقمية متقدمة.
كما سلَّط العرض الضوء على الابتكار الرقمي، وأهميته لممارسي علاقات المستثمرين، والذي أصبح ضرورياً للتعامل بفاعلية مع أصحاب المصالح، وتعزيز الشفافية، وتحقيق قيمة طويلة الأجل للشركات، حيث إن تبني الأدوات والاستراتيجيات الرقمية المتطورة يسهل تقديم المعلومات الملائمة والمخصصة في الوقت المناسب، ما يعزز التواصل مع المستثمرين والمحللين المحليين والدوليين.
وألقى أندري كوزهيفنيكوف، الرئيس التنفيذي لشركة Fanda، حلقة نقاشية حول التفاعل الرقمي بين ممارسي علاقات المستثمرين في الشركات المدرجة وأصحاب المصالح، والتي ناقش فيها سبل بناء نظام رقمي شامل للتواصل، بما يتضمن المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، وتقنيات البث المباشر لمؤتمرات المحللين، ونظم إدارة العلاقات، ونشر الإفصاحات والإعلانات، وغيرها من التقنيات الحديثة، لتمكين العاملين في نشاط علاقات المستثمرين من تحقيق تواصل هادف مع كل أصحاب المصالح.
واختتم الفعالية فيصل كانث، الشريك الإداري لشركة Fairvue Partners، والذي قدَّم ورشة عمل تفاعلية بعنوان «قياس تأثير علاقات المستثمرين على المؤسسة».
وتناولت الجلسة القيمة القابلة للقياس التي يمكن أن تضيفها علاقات المستثمرين إلى مختلف قطاعات وأنشطة الشركة، وكيفية قياس القيمة المضافة لأنشطة علاقات المستثمرين، من خلال تطوير معايير قوية لمعرفة تأثيرها على مؤشرات الأداء الرئيسية، مثل: آراء المستثمرين، والوصول إلى رؤوس المال، إضافة إلى سُمعة الشركة ككل، لتمكين الشركات من اتخاذ قرارات مدفوعة بالبيانات، وتخصيص الموارد بفاعلية، وإثبات القيمة الاستراتيجية لهذا النشاط المهم في الشركة.
ويأتي التعاون بين بورصة الكويت وجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط تفعيلاً لاستراتيجية الشركة للاستدامة المؤسسية، ومثالاً على مساعيها الدؤوبة نحو زيادة الوعي المالي، وزيادة الوعي بأسواق المال بين المستثمرين الحاليين والمحتملين.
وتعليقاً على هذه الشراكة، قال فهد البشر، مدير إدارة علاقات المستثمرين في بورصة الكويت: «الابتكار الرقمي والتقدم التكنولوجي يُعيدان تشكيل علاقات المستثمرين، ما يسهّل على الشركات التواصل، ويعزز الشفافية، ويمكنها من الوصول إلى قاعدة أكبر من المساهمين والمستثمرين المحتملين. من خلال المنصات والتطبيقات المتقدمة، أصبحت الشركات قادرة على مشاركة التقارير المالية، والتحديثات التنظيمية، والمعلومات الأساسية بسهولة، ما يُبقي المساهمين والمستثمرين المحتملين وكل أصحاب المصالح على اطلاع دائم. ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت استراتيجيات علاقات المستثمرين أكثر توجهاً، ومبنية على البيانات، وقابلة للتكيف».
وأضاف البشر: «تلتزم بورصة الكويت بتعزيز نشاط علاقات المستثمرين، والحفاظ على المعايير الدولية في حوكمة الشركات، بهدف تعزيز سُمعة وكفاءة وجاذبية سوق المال الكويتي. نتقدم بالشكر لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط على شراكتها الاستراتيجية مع بورصة الكويت، ونتطلع إلى المزيد من التعاون في المستقبل».
من جهته، أشاد باولو كاساماسيما، الرئيس التنفيذي لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط، بموضوعات الورشة، قائلاً: «تلتزم الجمعية برفع مستوى هذا النشاط في المنطقة، وتُعد هذه الفعاليات ضرورة لتبادل المعرفة وتعزيز الابتكار. فقد أصبح الابتكار الرقمي محركاً رئيساً للنجاح، وكانت المناقشات فعَّالة في تسليط الضوء على كيفية التكنولوجيا في تعزيز نشاط علاقات المستثمرين. أعرب عن خالص امتناني لبورصة الكويت على استضافتنا، ولتفانيها الثابت في تطوير هذا النشاط الحيوي».
من ناحيته، شدد محمد عبدال، عضو مجلس إدارة ومدير جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (MEIRA)– فرع الكويت والرئيس التنفيذي للاتصالات في مجموعة زين على أهمية التأقلم مع التغييرات في نشاط علاقات المستثمرين، قائلاً: «يكمن مستقبل النشاط في تبني استراتيجيات جديدة، ومع تطور الشركات يجب علينا أن نطور نهجنا في التواصل مع كل المستثمرين. سلَّطت الورش والجلسات الضوء على بعض الأدوات والتقنيات التي نحتاجها للتكيف في هذا المجال الحيوي».
بدورها، ذكرت دلال الدوسري، عضو مجلس إدارة جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط ونائب المدير العام لعلاقات المستثمرين في بنك الخليج: «أصبح التحول الرقمي ضروري للعاملين في نشاط علاقات المستثمرين، وقدَّم هذا الحدث رؤى قيّمة حول كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين التواصل وبناء علاقات أقوى مع أصحاب المصالح. أشكر بورصة الكويت على استضافة هذه الورشة، ودعم مبادرات جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط على مر السنين».
وتشكل المبادرة جزءاً من جهود بورصة الكويت لإحداث تأثير هادف على المجتمعات التي تعمل فيها، وتتماشى مع الهدف الرابع المعني بالتعليم الجيد، والهدف السابع عشر المتعلق بالشراكة من أجل الأهداف من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.