الإمارات تتهم السودان باستهداف مقر سفيرها
حكومة البرهان تنفي مسؤوليتها وتتهم «الدعم السريع»... والكويت ودول عربية تطالب بحماية البعثات
وسط تضامن خليجي وعربي واسع، دانت الإمارات، بشدة، الاعتداء الغاشم على مقر رئيس بعثتها في الخرطوم، مؤكدة أن طائرة تابعة للجيش السوداني نفّذته، وأدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى.
وحمّلت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان أمس الأول، الجيش السوداني، الذي يخوض تحت قيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان حربا ضارية مع قوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان (حميدتي) منذ منتصف أبريل 2023، المسؤولية كاملة عن هذا «العمل الجبان».
وأكدت «الخارجية» الإماراتية أنها ستقدم «مذكرة احتجاج لكل من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، على هذا الاعتداء من قبل القوات المسلحة السودانية الذي يمثّل انتهاكاً صارخاً للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية»، مشددة على «أهمية حماية المباني الدبلوماسية ومقار منتسبي السفارات حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم العمل الدبلوماسي وتنظمه».
وأعربت الوزارة عن «استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي».
الكويت والخليج
وفي الكويت، دانت وزارة الخارجية الهجوم على مقر السفير الإماراتي، مؤكدة رفضها القاطع لمثل تلك الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية.
وشددت الوزارة على أهمية احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية وتوفير الحماية الكاملة لها، وفقا لما نصت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961.
من جانبه، وصف الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، استهداف مقر رئيس بعثة الإمارات بالاعتداء السافر، مطالباً «حكومة السودان ببذل الجهود لحماية المنشآت الدبلوماسية والعاملين فيها».
وأكد البديوي «أن الاعتداء يمثّل انتهاكا صارخا لحرمة المباني الدبلوماسية»، مشدداً على «أهمية حمايتها حسب الأعراف والمواثيق».
وأعرب البديوي عن «استنكاره الشديد لهذا الاعتداء، ورفض مجلس التعاون الدائم والثابت لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي».
وفي قطر، دانت «الخارجية» الهجوم على مقر سفير الإمارات، مؤكدة رفضها القاطع لانتهاك القوانين والأعراف الدولية.
وشددت على أهمية احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية وتوفير الحماية الكاملة لها بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وفي البحرين، أعربت «الخارجية» عن إدانتها واستنكارها لـ «الاعتداء السافر»، معتبرة أنه انتهاك خطير للمواثيق والأعراف الدولية التي تجرّم الاعتداء على حرمة المباني والبعثات الدبلوماسية ومقار منتسبي السفارات.
وأكدت تضامن البحرين مع الإمارات و«موقفها الثابت والرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي».
كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية، بشدة، الاعتداء الذي استهدف مقر السفير الإماراتي في العاصمة السودانية الخرطوم، وأسفر عن أضرار جسيمة في المبنى. وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، إدانة الأردن ورفضه «المطلق» لهذا الاعتداء الذي يمثّل «انتهاكا خطيرا للقانون الدولي واعتداء على حرمة المقار الدبلوماسية المحمية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية». وأعرب القضاة عن تضامن الأردن «الكامل» مع الإمارات ووقوفه معها.
في المقابل، نفى الجيش السوداني وقوفه خلف الهجوم، وألقى بالمسؤولية على قوات الدعم السريع. وقال الجيش، في بيان، إنه «لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية، ولا يتخذها قواعد عسكرية ولا ينهب محتوياتها».
وأضاف: «من يقوم بتلك الأفعال المشينة والجبانة ميليشيا متمردي آل دقلو الإرهابية التي تدعمها لارتكاب تلك الأفعال دول معلومة للعالم».
واختتم البيان: «القوات المسلحة السودانية لا تقوم بهذه الأعمال الجبانة، ولا تخالف القانون الدولي، وإنما تستهدف أماكن وجود هذه الميليشيا، وهذا حقها في الدفاع عن كيان الدولة السودانية».
وفي تصعيد كبير بالقتال بين طرفي النزاع، شنّ الجيش السوداني عملية عسكرية برية بإسناد جوي تستهدف عدة مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في وسط وغرب وجنوب مدينة الخرطوم.
والعملية البرية التي بدأها الجيش السوداني بعبور الجسور في 26 سبتمبر الماضي، هي الأولى من نوعها في مدينة الخرطوم منذ بداية الصراع المستمر منذ 17 شهراً.
ويخوض الجيش السوداني، بقيادة البرهان، مع قوات الدعم، بزعامة حميدتي، منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة، وتسببت في نزوح نحو 7.9 ملايين شخص في السودان، ولجوء نحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار.
ووسط هذه التطورات، بدأ المبعوث الأميركي، توم بيرييلو، زيارة لكينيا وإثيوبيا يلتقي خلالها اللاجئين والقادة المدنيين السودانيين من أجل استعادة المسار نحو مستقبل ديموقراطي شمولي.
ووفق «الخارجية» الأميركية، فإن بيرييلو «يبني على الزخم الدبلوماسي الذي تحقق في خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ويلتقي بمسؤولين بارزين بمن فيهم مسؤولون من الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ويجتمع أيضا بأفراد من المجتمع المدني السوداني وقادة منظمات دولية غير حكومية تركز على الدعم الإنساني وحماية المدنيين».
وأوضح البيان أن المبعوث الخاص «يواصل جهود تعزيز العملية الشاملة لانتقال السودان إلى الحكم المدني، وترشد هذه المشاورات جهودنا الدبلوماسية المتواصلة للضغط على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية للموافقة على هدنات إنسانية تفضي إلى وقف كامل للأعمال العدائية وتوسّع نطاق الوصول الإنساني».