ميقاتي لـ «الجريدة•»: لبنان يؤيد حلاً دبلوماسياً ويعوّل على واشنطن

أكد استعداده لتنفيذ القرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني
• إسرائيل تبلغ أميركا نيتها شن عمليات عسكرية مع توغل محدود داخل الأراضي اللبنانية
• نعيم قاسم: جاهزون لأي عملية برية... وسننتخب خلفاً لنصرالله في أقرب فرصة
• ضغوط دولية على بيروت وميقاتي يعلن القبول بوقف فوري لإطلاق النار وانتخاب رئيس توافقي

نشر في 01-10-2024
آخر تحديث 30-09-2024 | 21:14

بينما أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في تصريح لـ «الجريدة» موافقة لبنان على حل دبلوماسي ينهي العدوان الإسرائيلي المتصاعد على بلاده، معولاً على الدور الأميركي، بدأت إسرائيل تحركات برية استطلاعية داخل الأراضي اللبنانية، تمهيداً لشن توغل بري داخلها، قد يضاعف أعداد الضحايا الذين تخطوا ألف قتيل والنازحين الذين بلغوا نحو مليون.

وفي حين تعرضت السلطات اللبنانية لضغوط دولية حول موقفها من المبادرة الأميركية ـ الفرنسية لوقف إطلاق النار، والتي حظيت بدعم 3 دول عربية خليجية، أكد ميقاتي أن لبنان «على استعداد لتنفيذ قرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني». وشدد على ضرورة «ممارسة الدول الكبرى ضغوطاً على إسرائيل»، مضيفاً، في هذا الإطار، أن لبنان «يعوّل على دور الولايات المتحدة التي كان لنا معها جولات وصولات من المفاوضات بهدف وقف النار، وإرساء تفاهم حول ترتيبات الوضع الحدودي».

وأشار إلى أنه من غير المعقول ألا تؤدي المبادرات والضغوط الدولية إلى نتيجة، «فالمجتمع الدولي أمام تحدّ لإثبات مصداقيته في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب».

وكان ميقاتي قال في وقت سابق في تصريحات بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ثم زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة: «أكدنا موقفنا بتطبيق النداء الذي صدر عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية والقاضي بوقف إطلاق النار وبداية البحث بتطبيق القرار 1701، ونحن نقبل بكل ما ورد في البيان، وهذا موقف لبنان الرسمي».

وأضاف أن «بري أكد أنه فور وقف إطلاق النار سيدعو إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية»، في حين قال بري في تصريحات أمس، إن لبنان مازال ملتزماً بما تم الاتفاق عليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من مسارٍ ينتهي بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وتنفيذ القرار الدولي 1701، موضحاً في رده على سؤال أن «حزب الله» «ليس بعيداً عن هذا التوجه».

وقال إن «هذه المبادرة التي طرحتُها سابقاً، كنت توافقت عليها مع حسن نصرالله بالتفصيل، وهذا التوافق مازال ساري المفعول».

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع كلمة لنائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم، هي الأولى لمسؤول في الحزب بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال قاسم إن الحزب سيواصل مسيرة نصرالله وسينتخب أميناً عاماً في أقرب فرصة، وأعاد التمسك بربط جبهة لبنان بالحرب الدائرة في غزة، ما يعني عملياً رفضاً مبدئياً لوقف إطلاق النار الفوري الذي تدعو إليه المبادرة الأميركية ـ الفرنسية، مشدداً على أن الحزب جاهز لأي توغل بري.

ودعا بيئة الحزب الحاضنة إلى الصبر والاستعداد للمرحلة المقبلة مع إشارته إلى أن الحرب ستكون طويلة.

من جهتها، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن إسرائيل أبلغت واشنطن أنها ستشن عمليات عسكرية في القرى الحدودية اللبنانية على طول الحدود تتضمن توغلاً محدوداً، وأنها وافقت على تقليص العملية مقابل تسامح إدارة جو بايدن معها.

وفي وقت سابق، كشفت «وول ستريت جورنال»، أمس، أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق لـ «حزب الله» على الحدود مع لبنان في إطار عمليات صغيرة ومحددة، تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية واستكشاف قدرات الحزب، تمهيداً لعملية برية إسرائيلية، في أقرب وقت هذا الأسبوع.

ولفتت الصحيفة إلى أن توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير، مضيفة أنه لم يتضح على الفور المدة التي تهدف إسرائيل إلى البقاء بها على الأراضي اللبنانية، أو شكل هذا الغزو.

بدوره، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، إلى أن «اغتيال نصرالله مرحلة مهمة لكنها ليست النهاية»، مضيفاً أن «هدفنا إعادة سكان الشمال، وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا براً وبحراً وجواً»، متوجهاً إلى قوات سلاح المدرعات بشأن المناورة البرية، بقوله «إننا سنستخدم كل قدراتنا بما فيها أنتم».

وفي تفاصيل الخبر:

تعرضت السلطات اللبنانية، بما فيها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وسط الفراغ الرئاسي المزمن، لضغوط دولية لاتخاذ إجراءات وإقناع «حزب الله» بالموافقة على المبادرة الأميركية ـ الفرنسية لوقف إطلاق النار، التي حظيت بدعم 3 دول عربية خليجية، في وقت بدأت إسرائيل تحركات برية استطلاعية داخل الأراضي اللبنانية في تهديد مباشر، بشنّ توغل بري داخل لبنان، قد يضاعف عدد الضحايا الذين تخطوا الألف قتيل وعدد النازحين الذي وصل إلى نحو مليون نازح.


نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم

جاء ذلك بالتزامن مع كلمة لنائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، هي الأولى لمسؤول في الحزب بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال قاسم، إن الحزب سيواصل مسيرة نصرالله وسينتخب أميناً عاماً في أقرب فرصة. وحاول بصعوبة بالغة وبخطاب مفكك، طمأنة أنصار الحزب بأن الاغتيالات التي شملت معظم القيادة العسكرية للحزب لن تؤدي الى انهيار في عمل هيئات الحزب، كما أعاد التمسك بربط جبهة لبنان بالحرب الدائرة في غزة، مما يعني عملياً رفضاً مبدئياً لوقف إطلاق النار الفوري الذي تدعو إليه المبادرة الأميركية ـ الفرنسية، مشدداً على أن الحزب جاهز لأي توغل بري.

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان في إطار عمليات صغيرة ومحددة، تهدف لجمع معلومات استخباراتية واستكشاف قدرات الحزب، تمهيداً لعملية برية إسرائيلية، في أقرب وقت هذا الأسبوع.

ولفتت الصحيفة إلى أن توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير، مضيفة أنه لم يتضح على الفور المدة التي تهدف إسرائيل إلى البقاء بها على الأراضي اللبنانية، أو شكل هذا الغزو.

وقال أمير أفيفي، وهو مسؤول عسكري إسرائيلي كبير سابق لا يزال يتلقى إحاطات من وزارة الدفاع، إن توغلاً برياً من جانب إسرائيل بات وشيكاً، وإن هذه العمليات المحددة جزء من التحضيرات.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الغارات الاسرائيلية الحالية في لبنان تأتي تمهيداً لاجتياح بري محدود، مضيفة أن توغل القوات الخاصة زاد شدة وطموحاً بينما نستعد لعملية أوسع.

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس إلى أن «اغتيال نصرالله مرحلة مهمة لكنها ليست النهاية»، مضيفاً أن «هدفنا إعادة سكان الشمال وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا براً وبحراً وجواً». وتوجه إلى قوات سلاح المدرعات بشأن المناورة البرية، بالقول إننا «سنستخدم كل قدراتنا بما فيها أنتم».

أول غارة في بيروت

وغداة يوم قتل فيه 100 شخص على الأقل بينهم 45 في منطقة عين الدلب قرب صيدا جنوباً، شنت إسرائيل فجر أمس غارة جوية على منطقة الكولا في قلب بيروت، في أول استهداف من نوعه خارج الضاحية الجنوبية للعاصمة حتى منذ ما قبل حرب 2006. وأدت الغارة التي استهدفت شقة سكنية في المنطقة ذات الأغلبية السنية التي تقع قرب الطريق الذي يربط العاصمة بمطار رفيق الحريري، إلى مقتل 3 قياديين في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».

وأشارت وزارة الصّحة اللبنانية إلى «سقوط 12 شهيداً و20 جريحاً، في حصيلة لغارات العدو الإسرائيلي ليل الأحد ـ الاثنين على الهرمل». كما أعلن الجيش اللبناني «استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي دراجة نارية، أثناء مرورها عند حاجز العمرة - الوزاني التابع للجيش». في المقابل، أطلق حزب الله عدداً من الصواريخ باتجاه نهاريا والجليل الغربي.

ميقاتي ووقف النار

وفي بيروت التي زارها وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والتقى معظم المسؤولين اللبنانيين، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن لبنان «على استعداد لتنفيذ قرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني». وينص القرار الدولي الذي أوقف حرب عام 2006 على انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني وهو مطلب إسرائيلي أساسي في الحرب الحالية.

وكشف ميقاتي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أن «بري أكد أنه فور وقف إطلاق النار سيدعو إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية»، مشيراً إلى أنه «أكدنا على موقفنا بتطبيق النداء الذي صدر عن الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية والقاضي بوقف إطلاق النار وبداية البحث بتطبيق القرار 1701 ونحن نقبل بكل ما ورد بالبيان وهذا موقف لبنان الرسمي». وكان ميقاتي نفى سابقاً «التوقيع» على المبادرة الأميركية ـ الفرنسية رغم ترحيبه بها. ومنذ عام 2022 يعرقل حزب الله انتخاب رئيس متمسكاً بمرشحه سليمان فرنجية الذي ترفضه القوى المسيحية الأساسية.

وبالتزامن مع تسريع دول غربية التحذيرات والدعوات لرعاياها بضرورة مغادرة لبنان فوراً، أجرى قائد الجيش جوزف عون زيارة إلى عين التنية والتقى بري، رئيس مجلس النواب الذي يتزعم كذلك حركة امل الشيعية المتحالفة مع حزب الله.

نائب نصرالله

وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم ألقى كلمة متلفزة أمس، هي الأولى لمسؤول في الحزب بعد اغتيال الأمين العام حسن نصرالله الذي لم يتم تحديد موعد لتشييعه بعد. ونعى قاسم في الكلمة نصرالله واصفاً إياه بـ «الانسان العظيم»، و«قائد مسيرة المجاهدين الأحرار»، وقال إن «المسيرة التي رباها وواكبها سماحة الأمين العام وأشرف على قيادتها هي مسيرة مستمرة وحزب الله مستمر بأهدافه وميدان جهاده».

وإذ اتهم أميركا بمساندة إسرائيل «بكل إمكاناتها» في «ارتكاب المجازر في كل مناطق لبنان»، أكد قاسم أن منظومة القيادة والسيطرة في الحزب ستتابع الخطط والخطط البديلة التي وضعها نصرالله.

وقال إن حزبه سيواصل «مواجهة العدو الإسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه»، مشيراً إلى أن العمليات استمرت بعد مقتل نصرالله، وأن الحزب يعلم أن «المعركة قد تكون طويلة».

وأضاف قاسم: «مستعدون إذا قرر الاسرائيلي أن يدخل برياً فقوات المقاومة جاهزة للالتحام البري»، وأكد أن إسرائيل لم تتمكن من الإضرار بقدرة لبنان العسكرية، معبراً عن ثقته بأن ثقة المؤيدين بالحزب «لن تهتز».

وفي إشارة إلى مقتل العديد من القيادين، أكد قاسم أن الحزب عيّن بدائل للمسؤولين الذين قتلوا وأضاف: «سنختار أميناً عاماً للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للاختيار في الحزب وكونوا مطمئنين بأن الخيارات ستكون سهلة لأننا كلنا على قلب رجل واحد». وكانت مصادر أشارت إلى حصول تجاذبات في صفوف حزب الله حول خلافة نصرالله الذي كان قادراً على إرساء توازنات بين مراكز القوى داخل الحزب.

ويقول مراقبون، إن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، ابن خالة نصرالله، ونسيب الجنرال الإيراني قاسم سليماني، هوالمرشح الأوفر حظاً لخلافة نصرالله. ويقول البعض، إن صفي الدين محسوب على المتشددين في الحزب، وإنه قريب من طهران أكثر من نصرالله لاسيما أن شقيقه يتولى منصب أرفع ممثل للحزب في العاصمة الإيرانية.

back to top