إيران: لن نرسل مقاتلين أو متطوعين لدعم «حزب الله»
واشنطن تحذر طهران من رد واسع إذا هاجمت إسرائيل ونتنياهو يحرض الإيرانيين على الانقلاب
بعد 3 أيام من إعلان رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني في الرئاسة الإيرانية، آية الله محمد أختري، أن بلاده تستعد لفتح باب التطوع لإرسال مقاتلين إلى لبنان لمساندة «حزب الله»، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنّ «طهران لن ترسل مقاتلين إلى لبنان وغزة لمواجهة إسرائيل».
ووسط تساؤلات حائرة واتهامات لإيران بالتخاذل تجاه دعم حليفها الأبرز في المنطقة بعد اغتيال أمينه العام حسن نصرالله وتلقيه عدة ضربات قاصمة بالتزامن مع قرب اتمام حرب غزة عامها الأول، اعتبر كنعاني أنّ «حكومتي لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتين لمواجهة عدوان النظام الصهيوني، ولا داعي لنشر قوات إيرانية مساعِدة أو تطوعية».
وشدّد المسؤول الإيراني على أن أيّا من أعمال إسرائيل لن تمر دون رد أو دون معاقبة على الجرائم التي ارتكبتها «وستتخذ إيران الإجراءات المناسبة والحاسمة في هذا الشأن»، لافتاً إلى أن إيران سترد على أي اعتداء على أمنها القومي وعلى مصالحها ولن تبقى مكتوفة الأيدي.
ورأى المتحدّث أن اغتيال نصرالله، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد عباس نيلفروشان، بصحبته في بيروت، يمثل «تهديداً للأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين» ويعد انتهاكا للقوانين الدولية، مشيراً إلى أن «استمرار هذه الإجراءات الإجرامية يمكن أن يجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار».
ودعا الدول الإسلامية إلى أن تدرك أن دعم حقوق الشعب الفلسطيني يعني دعم المنطقة وأمنها، معتبراً أن تجربة لبنان أثبتت أن «التهديد الصهيوني لن يقتصر على الأراضي الفلسطينية».
خيارات محدودة
وجاء نفي طهران استعدادها لإرسال قوات في ظل توسيع إسرائيل عملياتها الحربية على عدة جبهات مدعومة من إيران في مقدمتها اليمن ولبنان، واقترابها من اطلاق عملية توغل بري في الأخيرة، بالتزامن مع نقل موقع «بلومبرغ» عن مسؤولين في الولايات المتحدة والمنطقة أن إيران ستحاول نقل آلاف المقاتلين إلى المناطق الحدودية بين لبنان وسورية، مضيفا أنه سيتحول كل من العراق وسورية إلى قنوات رئيسية لنقل موارد إلى «حزب الله».
وأضافت الموقع أن إيران نقلت آلافاً من المقاتلين من العراق لسورية خلال الشهرين الماضيين، بهدف تعزز قدراتها المهددة جراء تمسك إسرائيل بعدم وقف إطلاق النار.
وذكرت نقلا عن المصدر، أن «حزب الله بنى شبكة أنفاق على الحدود السورية اللبنانية وبعض قادته فروا إلى سورية».
غير أن المسؤولين رجحوا للموقع الأميركي عدم تسبب اغتيال نصرالله بإشعال حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران التي قالوا إنها والحزب اللبناني «تحت الصدمة وفي حالة ضعف ولم يعد أمامهما سوى خيارات قليلة، ومن غير المرجح أن يصعدا الصراع».
ونقلت «بلومبرغ» عن عقيد متقاعد بالاستخبارات الإسرائيلية، أن «الضربة التي تعرضت لها بيروت واغتيال نصر الله ليست ضربة قاضية».
معضلة وانتظار
وقبل أن يلتقي رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين الذي بدأ زيارة مهمة لإيران في وقت حساس أمس، قام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بتقديم واجب العزاء في مقر «حزب الله» في طهران.
ونعى بزشكيان الفقيد بتدوينة قال فيها إن «العالم يجب أن يعلم أن دماء الشهيد ورفاقه ستغلي إلى الأبد في مواجهة الظلم والجور».
وبمواجهة احتمال انكشاف إيران على وضع غير مسبوق تخشى فيه على تضرر مصالحها الحيوية بما فيها منشآتها النووية، لفت رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي إلى أن «محور المقاومة يواجه أميركا عمليا في مواجهته الحالية لإسرائيل». وقال إن «اغتيال نصر الله خسارة كبيرة لكن محور المقاومة سيواصل المواجهة بطرق خاصة وغير تقليدية».
في موازاة ذلك، أكد قائد الجيش الإيراني، اللواء عبدالرحيم موسوي أن «دماء أمين حزب الله ستكون أكثر عصفا بالكيان الصهيوني من نصرالله نفسه».
وردا على سؤال حول رد طهران على اغتيال نصر الله أجاب: «انتظروا».
من جهته، شدد قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي خلال مجلس تأبين لنائبه أن «استشهاد نصرالله والعميد نيلفروشان سيشكل تغييراً تاريخياً في العالم الإسلامي».
وسعى سلامي إلى بث روح الطمأنية بمواجهة الوضع المتأزم، مؤكداً أن «نيلفروشان كان ثابتاً في مواقفه وكان ذا همة عالية ولم تكن تظهر على وجهه علامات القلق أثناء الشدائد».
وفيما نقلت «هآرتس» العبرية عن دبلوماسي غربي، أن طهران تلقت رسالة تحذير واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستجد صعوبة في كبح جماح إسرائيل عن توجيه رد أوسع بحال هجمتها الجمهورية الإسلامية، زعم نتنياهو في خطاب قال إنه موجه للشعب الإيراني أن «إسرائيل تقف إلى جانبكم». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي دعم ائتلافه الحكومي أمس الأول بما يرجح بقائه في السلطة حتى عام 2026، مخاطباً الإيرانيين: «لو اهتم بكم نظامكم لتوقف عن إنفاق الدولارات من أجل الحروب بالشرق الأوسط».
وأضاف نتنياهو مهدداً السلطات الإيرانية، غداة شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات على بعد 1800 كيلومتر ضد أهداف في ميناء الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين: «لا يوجد مكان على وجه الأرض لا يمكننا الوصول إليه».
وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إيران والجماعات المسلحة التي تدعمها من استغلال الوضع بمهاجمة أميركيين في الشرق الأوسط.